«الدرويشة» رنا جرجاني.. الموسيقى والرقص طريقي إلى الله
«الدرويشة» رنا جرجاني.. الموسيقى والرقص طريقي إلى الله


حكايات| «الدرويشة» رنا جرجاني.. الموسيقى والرقص طريقي إلى الله

حسن سليم

الأحد، 14 فبراير 2021 - 10:55 م

بفتسان أحمر قاني، وحركات دائرية متعددة مقصودة ومصنوعة باحترافية، وشعر أسود مجعد خطفت صاحبة الـ 37 عامًا الأنظار، فـ"رنا جرجاني" درويشة أوروبا المتصوفة، قضت 23 عامًا تدور وتدور تاركة روحها ترقص في أفق الصوفية لـ 13 عاما بين الجدران، و10 أعوام تخطف القلوب على المسارح.


 
باتت واحدة من عدد قليل من الراقصات الصوفيات اللاتي يؤدين الرقص في الأماكن العامة، ومنذ انتشار وباء كورونا، بدأت الراقصة تمارس شغفها عبر منصة التواصل "زوم"، وبينما بدا كل شيء قد توقف، جاءت الحركة الدائرية لرنا لتقول للعالم إنها طريقة "لإعطاء معنى للوجود".


 
رقصات الصوفية مقتصرة على الرجال في شتى أرجاء العالم الإسلامي حتى لو شاركت النساء فيها خلف الكواليس، وهو ما جعل رنا تعتقد أن روحها لن تسبح في فضاء الصوفية إلا في أماكن خاصة تقبض عليها الجدران إلى أن قادتها روحها للدوران في الهواء الطلق بإحدى المهرجانات بمدينة مونبلييه الفرنسية فكانت مفاجئة للجماهير بكل المقاييس.

 

اقرأ أيضًا|  الطبيبة إسراء.. بيطرية تسوي حيواناتها على نار هادئة

 

كانت رقصاتها الأولى فارسية تقليدية تعود لنشأتها، دارت لدقائق نست فيها نفسها خطفها شعور ما حتى عادت للواقع مذعورة.. "كنت أشعر أني اخترقت القاعدة.. ماذا فعلت؟".. كلمات رنا الفرنسية الإيرانية عن أول رقصاتها أمام الجمهور. 

 

غادرت درويشة أوروبا المسرح سريعا وسمعت تصفيقًا مدويًا، وفي النهاية هدأت نفسها بـ "كل شيء على ما يرام"، وهو ما تأكد لها بعدما أتى الناس لرؤيتها خلف الكواليس وشكروها والدموع تغمر أعينهم.

 

 تقول الراقصة الدرويشة: "كان هناك تحدي.. أنا لست مزيفة، أنا هي أنا، فالروح التي تسبح في سماء الصوفية ليست ذكورية أو أنثوية بل روح، وكونها درويشة وامرأة في آن واحد فهذا لا يتعارض مع الروحانية.. ندور بثوب فضفاض كنا رجالا أو نساءٍ، فيرفرف الثوب معبرًا عن روحنا".

 

اقرأ أيضًا| لإخفاء التجاعيد.. ملكة تستحم بدماء 600 عذراء

 

ولطالما أثار انشغالها تناقض يتمثل في ارتداء الدراويش الذكور في الأماكن العامة في البلدان المسلمة للتنورة، وهي رمز أنثوي، بينما ترقص النساء في الخفاء فتقول رنا جرجاني: "في أوروبا، أنا محظوظة لأنني قادرة على التعبير عن نفسي بشكل فني وحر".

 

 

وبدأت جرجاني أولى خطواتها في سن الرابعة عشرة، خلال زيارتها الأولى لبلدها الأصلي، وتعلمت لسنوات عديدة من خلال المشاركة في العديد من الاحتفالات في إيران وكذلك في تركيا.

 

هاجر والدا رنا من إيران إلى فرنسا بعد الثورة الإسلامية وتركا مهنة التمثيل لتكريس نفسيها للرقصة الصوفية، وتقول رنا: "قال جلال الدين الرومي، عدة طرق تؤدي إلى الله، أما أنا فقد اخترت طريق الموسيقى والرقص، وكانت هذه هي حالتي".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة