صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أفريقيا الوسطى بين المتمردين وقوات حفظ السلام وغياب الدولة

أ ف ب

الإثنين، 15 فبراير 2021 - 02:36 م

في إحدى غابات بانجي، تتحصن آلاف العائلات التي فرت من بانجاسو عقب الهجوم الذي نفذه متمردون في الثالث من يناير على المدينة التي كان يسكنها نحو 30 ألف نسمة وباتت مدينة أشباح.

وحضرت محافظة مبومو بييريت بينغير التي لم تغادر منذ شهر قاعدة قوات حفظ السلام التابعة لقوة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، بمواكبة عربات مدرّعة إلى هذه الغابة المحيطة ببانجاسو في محاولة لطمأنة النازحين.

فر هؤلاء النازحون من المدينة عندما دخل المتمردون إليها في الثالث من يناير على غرار أكثر من 200 ألف من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى منذ هجوم شنه المتمردون قبل شهرين قبيل الانتخابات الرئاسية، وثلث سكان البلاد جراء الحرب الأهلية المستمرة من سبع سنوات.

في منتصف ديسمبر، شنت ست من الجماعات المسلحة الأربع عشرة التي احتلت ثلثي جمهورية أفريقيا الوسطى منذ اندلاع الحرب الأهلية العام 2013، هجوما ضد نظام الرئيس فوستان أركانج تواديرا.

إلا أن هذا الأمر لم يحل دون إعادة انتخابه بعد أسبوع، لكن في انتخابات مثير للجدل. فأقل من ناخب من كل ناخبَين تمكّن من التصويت بسبب انعدام الأمن.

الوضع في بانجاسو شبيه بذاك السائد في الكثير من مدن البلاد منذ سبع سنوات. تسيطر الجماعات المسلحة على معظم أرجاء البلد الشاسع القليل السكان الذي تنتشر فيه الغابات والأدغال.

وتحاول الدولة الحفاظ على جيوب فيها وجود خفيف للسلطات الإدارية والأمنية والقضائية، وذلك بفضل حفنة من المسؤولين الذين يتعين عليهم التعايش مع المتمردين والعمل معهم، واللجوء إلى بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لإحلال الاستقرار في مالي (مينوسما) عند أدنى مشكلة.

في الثالث من كانون الثاني/يناير، هاجم مئات عدة من الرجال المدججين بالسلاح في بانغاسو، مواقع جنود جمهورية إفريقيا الوسطى وحلفائهم من القوات شبه العسكرية التابعة لشركة الأمن الروسية الخاصة "فاغنر" الداعمة لحكومة تواديرا والتي تلقت تعزيزات كبيرة أرسلتها موسكو في كانون الأول/ديسمبر من أجل إنقاذ جيش وطني غير مجهّز ويفتقر إلى التدريب.

وبعد ساعات من الاشتباكات، هرع أفراد من "مينوسما" لمساعدتهم ونقلوا الجرحى والأصحاء وجميع سلطات المدينة وتوجهوا إلى قاعدتهم حيث كانت المحافظة قد لجأت قبل أسبوع.

وقالت بييريت بينغير أمام النازحين الذين تجمعوا حولها "نحن في خضم معركة ولن تتخلى مينوسما عنا. سواء أرادوا ذلك أم لا، سيغادر المتمردون المنطقة في نهاية المطاف".

ومع أنها غادرت المدينة في 15 يناير بعد تحذير من مينوسما، لا تزال الجماعات المسلحة موجودة حولها، في الأدغال والقرى، كما أنها تسيطر على الطرق الرئيسية.

ويوجّه محمد صالح الذي نصّب نفسه قائدا للمتمردين، تحركات فرقة تضم عشرات المقاتلين في قرية نياكاري المهجورة كسائر البلدات المجاورة منذ وصول المسلحين إلى المنطقة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة