صورة موضوعية
صورة موضوعية


«المرض من عند الله».. فما حكم إنكار عدوى كورونا؟

إسراء كارم

الإثنين، 15 فبراير 2021 - 09:01 م

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالا عبر الموقع الإلكتروني حول حكم إنكار عدوى كورونا.

وجاء في نص السؤال: «يستنكر البعض الخوف والتحذير من عدوى كورونا، مستدلين بأن المرض من الله وحده وأنه لا عدوى في الإسلام، فكيف نرد على ذلك؟».

وأجابت الإفتاء بأنه من المقرر في عقائد المسلمين أن المؤثر الحقيقي في الأشياء هو الله تعالى، وأن الأشياء ليس لها تأثير ذاتي؛ فيعتقد المسلم أن المؤثر الحقيقي في الكون هو الله تعالى وحده لا شريك له، ثم هو يتعامل مع الأسباب؛ تأدبًا مع الله الذي خلقها، واتساقًا مع مراد الله تعالى فيها، ويعتمد على رب الأرباب؛ الذي خلق الأسباب ولو شاء خرقها؛ كما حصل في معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء، وعبر عن ذلك العلماء بقولهم: "ترك الأسباب جهل، والاعتماد على غير رب الأرباب شرك".

وانتهت على ذلك أنه يُحمل ما وَرَدَ في بعض الأحاديث الشريفة مِن نفي حصول العَدوى؛ كقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوى، وَلَا طِيَرَةَ ولا هامَة». متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فنفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعدوى في قوله: «لَا عَدْوى» إنَّما هو نفيٌ لتأثيرها بذاتها وطبعها، لا لوجودها وتقرير ضررها؛ إذ العدوى موجودة، وضررها متقرر، ويدل عليه نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن مخالطة المجذوم؛ دفعًا لأذاه، وخوفًا من عدواه؛ كما في أحاديث الفرار من المجذوم، وعدم إيراد الممرض على المُصحِّ.

اقرأ أيضًا|كرم جبر: سيناء تشهد طفرة تنموية كبرى في عهد الرئيس السيس

ولفتت إلى أنه لا اختلاف بين هذه الأحاديث وبين قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوَى»، ولا تعارض بين معانيها؛ فالمرض لا يعدي بنفسه، وأن العدوى لا تصيب الإنسان بذاتها، وإنما بقضاء الله تعالى وقَدَره، فهناك أمراض جعلها الله تعالى سببًا لنقل العدوى بالمخالطة ونحوها، على سبيل العادة الجارية؛ كتأثير النار بالإحراق، والماء بالري، والطعام بالشبع، فإن كل هذه المؤثرات وما شابهها إنما تقع إن وقعت بإرادة الله، وقد يتخلف وقوعها، وهذا كله من جهة الإيمان به والاعتقاد فيه.

أما في جانب العمل، قالت الإفتاء إنه لا بد للأصحاء أن يحترزوا عن الأمراض المؤذية والأوبئة الفتاكة؛ حتى لا يكون سببًا لجريان تلك العادة عليهم، وأن هذا الاحتراز يُحقِّقُ مراد الله تعالى؛ إذ يجب على الإنسان المحافظةُ على نفسه من الأمراض والأسقام وما يُعرِّضها للتلف.

وانتهت بناء على ذلك، أن المقصود بنفي العدوى الوارد في النصوص هو نفي تأثيرها بذاتها والاعتماد على مسبباتها كما كان يُعتَقدُ قبل الإسلام، وأنه يجب رد حصولها إلى قضاء الله تعالى وقدره؛ لأنه المؤثر الحقيقي في الأشياء، وليس معنى نفي العدوى نفي وجودها.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة