انتشار أشكال جديدة لفيديوهات السوشيال ميديا
انتشار أشكال جديدة لفيديوهات السوشيال ميديا


فيديوهات «تحدى الأكل» تغزو السوشيال ميديا.. وتحقق آلاف الدولارات

وائل ثابت

الإثنين، 15 فبراير 2021 - 10:54 م

علم‭ ‬النفس‭ : ‬تتنافى‭ ‬مع‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭.. ‬كورونا‭ ‬والفراغ‭ ‬السبب

تحقيق الأرباح يدفع العائلات للتخلى عن «الخصوصية»

"تحدى الأكل" ظاهرة شهدتها مواقع السوشيال ميديا المختلفة خلال الفترة الأخيرة والتى يسعى من خلالها بعض الشباب بل والأسر إلى تروج مقاطع الفيديو الخاصة بهم بهدف زيادة أعداد المتابعين وتحقيق أرباح من خلال تلك المشاهدات.

واشتهر "تحدى الأكل" تحديداً وغيره من التحديات الأخرى والتى ابتدعها أصحاب قنوات اليوتيوب، بعد إعلان العديد من أصحاب تلك القنوات عن جنى ملايين الأرباح، والهدف من هذا التحدى هو الظهور أمام الكاميرا فى بث مباشر عبر الإنترنت أثناء تناول الطعام بشراهة، وذلك أثناء التفاف العائلة حول أحد أصناف الطعام والبدء فى الأكل ليكون الرابح هو من ينهى الأكل أولاً ويكون له الحق فى الحكم على الآخرين، وتنتشر غالبية هذه الفيديوهات على موقع اليوتيوب والانستجرام والتيك توك وغيرها من منصات السوشيال ميديا.

وتنوعت طرق التحدى التى ابتكرها أصحاب قنوات اليوتيوب صفحات السوشيال ميديا، فمن هذه التحديات التحرك بالسيارة وإيقاف أحد السيارات وسؤال قائدها، "هنتغدى ايه انهاردة"؟ وقد انتشر هذا النوع من التحديات وبدأ العديد من مالكى قنوات اليوتيوب فى تقليده.

والغريب فى الأمر أن هذه الفيديوهات تحقق ملايين المشاهدات وصل بعضها إلى 15 مليون مشاهدة، وهو ما شجع الآلاف على محاولة صنع فيديوهات شبيهة بهدف تحقيق تلك المشاهدات وبالتالى تحقق أرباحاً، تقدر بآلاف الدولارات.

وتسببت تلك الفيديوهات والتى مثلت خرقاً لتقاليد المجتمع المصرى وانتهكت خصوصية الأسر المصرية، حيث يعكف صناع تلك الفيديوهات والذى عادة ما يكون أحد الأبناء وينقاد معه جميع أفراد الأسرة طمعاً فى تحقيق أرباح مالية كبيرة كالتى يحصل عليها آخرون ذاع صيتهم فى الفترات الماضية، وعادة ما يشارك فى هذه الفيديوهات أسر مصرية بسيطة تسعى لتحقيق أرباح مالية من خلال الظهور فى فيديوهات مختلفة يأتى من ضمنها تحدى الأكل.

ومن جانبها قالت د.سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن التقنيات الحديثة التى ظهرت مؤخرا فرضت نوعاً جديداً من التقاليد، هذه التقاليد استطاعت أن تغزو الأسر المصرية بسبب الأموال الكثيرة التى قد يحصل عليها هؤلاء من هذه التقنيات، والتى تعمل كدافع لدى رب تلك الأسر لتحقيق مكاسب.

وأوضحت أن الفراغ والبطالة والتى جاءت عقب فيروس كورونا تسببت فى تزايد تلك الظاهرة ومنحت الوقت للتفكير فى إجراء مثل تلك الفيديوهات بهدفين الأول تسلية والقضاء على الوقت والهدف الثانى هو تحقيق أرباح من خلال الإنترنت.

وأضافت أن عادة فرد من أفراد الأسرة يحمل المعرفة والموهبة على استخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة، يعمل على إقناع أسرته والتى عادة ما تقتنع بسرعة بسبب الأرباح الكبيرة التى تأتى جراء هذه الفيديوهات.

وقالت إنه يجب أن يكون هناك توعية بضرورة الحفاظ على قيم الأسرة المصرية ولو كان هناك ربح مادي، مؤكدة أن هناك العديد من الوظائف غير الأخلاقية التى قد تحقق ربحاً مادياً كبيراً لكنها تتنافى مع قيم الأسرة والمجتمع المصرى.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة