الإثنين، 15 فبراير 2021 - 11:02 م

كتب السيد رزق

في واحدة من بقاع مصر السحرية، حجزت بورسعيد لنفسها مكانًا واسعًا على خريطة الوجبات السحرية القادمة من قاع البحر، لتختص بمنيو عالمي يحتفظ بواحدة من أهم وأرخص الأكلات.

هنا على شاطئ البحر المتوسط، تفتح الأمواج ذراعيها للبورسعيدية ليقتنصوا الفرصة ويحصلوا على وجبتهم المفضلة (الشيكال المبطرخ)، الذي أصبح مع الوقت البديل الرسمي للجمبري والكابوريا وإن كان يحتاج إلى مهارة في أكله.
 
على ناصية سوق السمك الجديد ببورسعيد يقف نهاد بفرشته ليؤكد أن سمك الشيكال يتمتع بسمعة غذائية طيبة؛ حيث يتم اصطيادة من المياه النظيفة بالبحر المتوسط وليس من المزارع.

اقرأ أيضا|حكايات| في حب «ونيسة».. شاب يسافر من الجيزة لأسوان بـ«حمار»

ويقبل أبناء بورسعيد على سمكة الشيكال يوميا؛ حيث تصعب جدا على المصريين من خارج المحافظة نظرًا لوجود الكثير من العظام والأهداب والشوائب التي تحتاج إلى حرفية في التفصيص والوصول إلى اللحوم الغذائية الموجودة فيها.

ولعل سر "الطعم المميز" يكمن في فن التفصيص؛ حيث صارت الشيكال واحدة من أشهى المأكولات  لدي البورسعيدية، وتكثر في فصل الصيف عن الشتاء وتكون مبطرخة في تلك الفترة، ويحرص عليها الكثيرون نظرا لانخفاض أسعارها، وتباع في السوق بشكل كبير. 

تحدث نصر الرفاعي يعمل في الاستيراد ببورسعيد كثيرًا عن أن الشيكال يعد أكلة شعبية للجميع ويقبل عليه نظرا لتكلفته الصغيرة ١٠ جنيهات للكيلو جرام مما أدى إلى زحام شديد عليه.

ويروي صدام إبراهيم لطيف (٥٦ عاما)، أحد أبناء بورسعيد، أن الشيكال هو وجبة البسطاء، وتزداد حلاوتها مع الطحينة والسلطة ويعتبر غذاء ضروريا لكل بورسعيدي.

تاريخيًا، تدور الأحاديث عن أن أبناء بورسعيد كانوا يتجاهلون الشيكال في فترات ما قبل التهجير؛ حيث كانوا يلقون به على الشاطئ ويسمونه بـ"دود البحر أو صرصار البحر"، لكن مع حلول تسعينيات القرن الماضي تغير الوضع تماما وأصبح الإقبال عليه مميزا حتى بات يشتهر بأنه أحد فواكه البحر.

ليس هذا فقط؛ بل إن كثيرين من أبناء بورسعيد تحدثوا عن أن الشيكال كان ولا يزال واحدة من أهم وجبات الأتراك والقبارصة من سكان البحر المتوسط؛ حيث يحظى بنسب عالية جدا من الفسفور ومتوافر بكثرة ما يساعد على انخفاض سعره.