الراقصة امتثال- أرشيفية
الراقصة امتثال- أرشيفية


راقصة تجبر رئيس الوزراء على إلغاء نظام الفتوات 

أحمد صبحي

الثلاثاء، 16 فبراير 2021 - 07:39 م

كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال والأنوثة؛ حيث كانت تعمل في البداية بكازينو بالإسكندرية وذاع صيتها وشهرتها في مجال الرقص بسرعة الصاروخ، وقد علمت بديعة مصابني بأمر هذه الراقصة الذي يتحاكى عنها الجميع ما دفعها إلى السفر إليها وجلبها للقاهرة للعمل في فرقتها.. إنها الراقصة امتثال فوزي.


جاءت امتثال إلى القاهرة وبعد عدة سنوات تركت العمل بصالة "بديعة مصابني"، وقامت بالاشتراك مع إحدى صديقاتها في افتتاح صالة بجوار محطة مصر وأطلقوا عليها اسم "البوسفور"، بحسب ما نشرته أخر ساعة في 28 أكتوبر 1952.


"امتثال فوزي" من أشهر راقصات كازينو بديعة، اسمها الحقيقي "أسماء" وولدت فى إحدى قرى مركز ديروط ثم سافرت مع عائلاتها للإسكندرية، والتحقت بمدرسة هناك وتعلمت اللغة اليونانية حتى احترفت الرقص ومنها إلى السينما؛ حيث قامت بعدة أعمال مثل الهارب عام 1936 مع الفنان عبدالسلام النابلسي وفيلم وحظ المحب.


وكان وقتها هو العصر الذهبي لعالم الفتونة؛ حيث كان لكل منطقة مجموعة فتوات يفرضون الإتاوات الشهرية وخاصة شارع عماد الدين وما حوله لما يتمتع به الشارع من مسارح وملاهي عديدة.

 

اقرأ أيضًا| كابوس تنبأ بوفاة «الضيف أحمد» قبل رحيله بيومين

 

وقع شارع عماد الدين تحت سيطرة أحد الأشخاص ويدعى "فؤاد الشامي"؛ إذ كان رجاله يسيطرون على الشارع بأكمله، وذهب "فؤاد" لفرض الإتاوة على "امتثال" فوافقت حتى تتجنب شره لكنه أخذ يتردد عليها كل وقت ليطلب منها المزيد حتى وصل المبلغ زاد مرة إلى 50 جنيها وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.


وقد اتخذت "امتثال" قرارا بعدم دفع أي إتاوة له أو لغيره مما أوقعها في كثير من المتاعب والمشاكل مع رجاله ومع حدة الخلافات بينها وبين "فؤاد الشامي" ورجاله قامت بالذهاب إلى قسم الأزبكية الذي كان يقع بجوار الكازينو للإبلاغ عن "الشامي" هو ورجاله.

 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل حرضت راقصات شارع عماد الدين بالوقوف ضده وعدم دفع أي إتاوة له، فعلم الفتوة "الشامي" بما فعلته "امتثال" والوقوف في وجه وقدرتها على تحديه أمام رجاله وباقي فتوات الأحياء الأخرى أحس بضياع هيبته بين الفتوات فاتخذ قراره بالتخلص منها. 


وفي يوم 22 مايو عام 1936 قام الشامي بتحريض أحد رجاله ويدعى "كامل الحريري" وعرض عليه مكافأة كبيرة وجعله أحد رجاله المقربين فى حالة التخلص منها للأبد.

 

وبالفعل ذهب "الحريري" إلى الكازينو وانتظر "امتثال" خلف الكازينو وعندما رآها قام بغرز زجاجة في عنقها لتلقى حتفها على الفور.

 

وتم القبض على القاتل بعد أن أوسعوه ضربا واقتادوه إلى قسم الأزبكية وقام بالاعتراف على فؤاد الشامي وتم القبض عليه وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.


وقد أحدثت هذه الجريمة جدلا في المجتمع المصري بسبب تراخى البوليس مع الفتوات مما أدى إلى زيادة سطوتهم، وترتب على ذلك إصدار رئيس الوزراء آنذاك "النحاس باشا" أمرا بإلغاء نظام الفتوات في مصر. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة