جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

بين رحيل البدري وتطبيع منير!!

جلال عارف

الثلاثاء، 16 فبراير 2021 - 08:53 م

رحل البدري فرغلي بعد عمر قضاه مناضلاً فى صفوف الحركة العمالية ثم الحياة السياسية.. وطوال حياته ظل الرجل مخلصاً لاختياراته متحملاً مسئولياته متمسكاً بموقعه بين الناس، ومؤمناً أنه ليس هناك ما هو أفضل للوطن من أن يكون العمل العام ترجمة لمصالح الناس وسعياً لحمايتها من كل فساد أو إفساد.

رحل البدري وهو يقاتل حتى اللحظة الأخيرة فى معركته الممتدة عبر سنوات من أجل الحفاظ على أموال التأمينات الاجتماعية ثم من أجل تصحيح أوضاع أصحاب المعاشات، تحققت خطوات على الطريق، استفاد الملايين من المستحقين لكن الأهم أن السياسات التى هددت بتبديد أموال التأمينات أيام الوزير غالى قد انتهت إلى غير رجعة. رحم الله البدرى بقدر ما قدم خلال مسيرته الطويلة فى العمل الوطني، وبقدر ما أخلص فى أداء واجبه، وبقدر ما احترم مكانه بين الناس وما تحمل من جهد ليكون جديراً بمسئولية تحملها بكل أمانة حتى نهاية الطريق.

أن تختار وتتحمل اختيارك ليس وقفاً على عالم السياسة، وأن تنال ثقة الناس ومحبتهم فتعرف أن المسئولية تتضاعف أمر يمتد إلى كل مجالات الثقافة والإبداع والعمل العام.
والحديث هنا بمناسبة هوجة التطبيع المجاني التى يبدو أن هناك من يدفع نحو استمرارها ويأمل فى تصاعدها. آخر «الحوادث» فى هذا المجال يأتى مع الإعلان عن اعتزام الفنان محمد منير تقديم حفلات غنائية فى إسرائيل مشاركاً مع فنانين أجانب وباعتباره- كما قال- ممثلاً لمصر فى هذا العمل!! ويبرر منير هذه الخطوة بأن الفن ليس له وطن، وبأنه إذا ذهب لإسرائيل فلابد أن يذهب إلى غزة!!

وبغض النظر عن أن أحداً لم يمنح منير صك تمثيل مصر فى هذا النشاط، ودون حاجة لتكرار التذكير بالموقف الشعبي الرافض للتطبيع وموقف المثقفين والفنانين ونقاباتهم بهذا الشأن.. فإننا نتوقف فقط عند محاولة الاختباء حول لافتة أن «الفن ليس له وطن» وهذا صحيح لكنه لا ينفى أن للفنان وطناً ينتمى لترابه، ويعيش قضاياه، ويبدع مستلهماً روحه المتفردة.. ومنير نفسه كان نموذجاً لذلك قبل أن تداهمه جائحة التطبيع التى نرجو أن يراجع موقفه منها متذكراً أن من غنى لفؤاد حداد لا ينبغى أن يبتعد - تحت أى ظرف- عن «البوصلة» التى لا تعرف إلا أن «الأرض بتتكلم عربي»!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة