صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«الأضرار كارثية».. آثار تفجيرات فرنسا النووية بالجزائر مستمرة

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 12:33 م

بعد مرور أكثر من 60 عامًا مازالت الجزائر تعاني من آثار التفجيرات النووية التي قامت بها فرنسا في صحراء البلد العربية ولم تعترف بها أو تعتذر عنها حتى هذه اللحظة.


وتعليقًا على ذلك قال وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، إن تداعيات التفجير النووي الأول لفرنسا في صحراء بلاده في ستينيات القرن الماضي، لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

اقرأ أيضًا:  «جرائم لا تسقط بالاعتذار».. طريق الجزائر الطويل لإنهاء الاستعمار الفرنسي  

وغرّد بوقادوم على «تويتر» إن التفجير النووي الذي وقع عام  1961يعادل نحو 4 أضعاف القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما اليابانية.


وأكد بوقادوم أن تداعيات التجارب النووية الفرنسية في الجزائر كارثية ولا تزال آثارها إلى اليوم.


وتأتي تصريحات الوزير الجزائري في الذكرى الـ61 للتفجير النووي الفرنسي الأول في الجزائر، وهو التفجير الذي أعقبته السلطات الفرنسية بتجارب أخرى في الصحراء الجزائرية.


وفي أغسطس عام 1945، ألقت الولايات المتحدة في خضم الحرب العالمية الثانية قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية، مما أدى إلى مقتل 140 ألف إنسان في لحظات، وأعقبتها بقنبلة ثانية على مدينة ناجازاكي، بثلاثة أيام، مما أدى حينها إلى مقتل 70 ألف إنسان.


ونالت الجزائر استقلالها عن فرنسا في عام 1962 بعد حرب قتل فيها مئات الآلاف، لكن سمحت معاهدة وقعها الرئيس الفرنسي شارل ديغول لإنهاء الحكم الفرنسي للجزائر، بالاستمرار في إجراء التجارب حتى عام 1966.


وأجرت فرنسا 17 تفجيرا نوويا في عين أكر اعتبارا من عام 1961، فوق الأرض وتحتها وداخل الجبال وفي منطقة رقان الصحراوية، إلا أن التأثيرات الصحية والبيئية لا تزال قائمة حتى الآن.

 
وتقول الجزائر إن قانون موران الفرنسي الخاص بتعويضات التفجيرات النووية في الجزائر، يقصي المناطق التي كان يعيش بها الجزائريون المتضررون، لكن ملف التعويضات لم يحسم بعد. 


وحسب باحثين في الفيزياء النووية فإنه توجد صلة بين حالات الإجهاض والتشوهات والسرطانات وغيرها من الأمراض النادرة، التي لوحظت في المنطقة والتجارب النووية التي قامت بها السلطات الإستعمارية الفرنسية في صحراء الجزائر.


وهذا يشبه إلى حد كبير الحالات التي أصابت السكان اليابانيين في منطقتي هيروشيما وناجازاكي، بعد الضربتين النوويتين.


محاولات طمس الهوية


وعلى الرغم من مرور أعوام طويلة على انتهاء الاحتلال الفرنسي بالجزائر، إلا إن الجرائم التي تم ارتكابها لا يمكن أهن تسقط بالتقادم، خاصة بعد أن وصلت إلى حد محاولات طمس الهوية بشكل كامل.


فتبدلت اللغة العربية بالفرنسية، وصارت اللغة الأولى، وأصبح ارتياد المساجد جريمة، وسُجن الشيوخ والدعاة، وبقي المنافقون وحدهم.


ولم يكن سقوط الجزائر في براثن المحتل مفاجأة بل كان أمرا مخططا له منذ فترة طويلة، فالجزائر عاشت فترة من القوة والازدهار قبل الاستعمار، وكانت تبسط نفوذها لمدة ثلاثة قرون في البحر المتوسط من خلال أسطولها القوي، إلا أن ضعفها جاء بعد وقوع معركة نافرين عام 1827 حيث تعرض أسطولها للدمار الشامل وذلك إثر تعاونها مع الدولة العثمانية في تلك المعركة.


وقابل الجزائريون استعمار بلادهم بالمقاومة الباسلة، حيث جابوا أنحاء البلاد في ثورات شعبية ضخمة كثورة أحمد باي بن محمد الشريف التي قادها أهل شرق البلاد، وثورة الأمير عبد القادر في الغرب، وثورة فاطمة نسومر والكثير من الثورات التي خلق من رحمها أبطال وزعامات ظلت قصصهم تروى وتجسد في أعمال أدبية وسينمائية لسنوات طويلة، ولم تخمد شرارة الثورة حتى تحررت الجزائر أخيرا من ذلك الاستعمار.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة