كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أسطورة السرب

كرم جبر

الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 07:53 م

كان ذلك يوم 15 فبراير 2015، عندما أذاع تنظيم داعش فيديو لذبح 20 مصرياً قبطياً على شاطئ سرت، ولم تمض 24 ساعة حتى كان سرب الطيران المصرى يدك معسكراتهم فوق رءوسهم، فتحولت إلى ما يشبه جهنم الحمراء.

فيديو ذبح الشهداء المصريين هو أسوأ فيلم فى التاريخ، تم إعداده على الطريقة الأمريكية، بنفس الدراما والحبكة والكاميرا البطيئة والخطوات الخائفة للضحايا، والخناجر التى تطل من ملابس الإرهابيين، والبحر والأمواج والساحل، حتى ملابس الشهداء هى نفس ملابس سجناء أمريكا فى أبو غريب وجوانتانامو، وملابس القتلة السوداء هى نفسها ملابس المارينز فى الأفلام الأمريكية.. وفى النهاية خرج فيلم داعشي على الطريقة الأمريكية.

لم يُعِدّ الفيديو الإجرامى مصور هاوٍ، بل مخرج محترف وفريق من المصورين، المونتاج والإيقاع الجنائزى، والإرهابى المجرم الذى يلقى كلمته الموتورة على غرار أسوأ أشرار السينما ومصاصى الدماء ودراكولا، غير أن أشرار السينما ليسوا جبناء كإرهابيى داعش، لأنهم يظهرون بوجوههم ولا يختفون تحت الماسكات السوداء، خوفاً من العقاب والمحاكمة والقتل، إذا عُرِفَت شخصياتهم الحقيقية.

قال الإرهابى المجرم أنه اختار ساحل البحر الذى أغرقت فيه أمريكا أسامة بن لادن لإغراقهم، وأعقب ذلك منظر تراجيدى لمياه البحر الحمراء بالدماء، لإضفاء طقوس من الرعب والذعر والهلع فى النفوس، ولكن حصدوا الرعب والخوف على أصوات القنابل والمتفجرات وأزيز الطائرات المصرية وهى تصليهم ناراً حامية.

لم ينس جمهور السينما العالمية حتى الآن أبشع مناظر الموت فى الأفلام السينمائية، ليوناردو دى كابريو فى «تايتانيك»، وهو يلفظ أنفاسه فى المياه المتجمدة بين يدى حبيبته، وميل جيبسون فى فيلم «القلب الشجاع»، وهو يموت بالخازوق، وتفكيك العظام بآلة جهنمية، وبطل فيلم «الموت الصعب»، وهو يسقط من أعلى قمة ناطحة سحاب.. وظن الإرهابيون أنهم يصفون موتاً مرعباً يثير الفزع فى نفوس المصريين.. ولكن حطم «السرب» أسطورة الخوف، وسطر ملحمة مصر العظيمة التى لا تترك ثأر أبنائها أينما كانوا.

واعتقادى أن «السرب» سيتفوق على الأفلام العالمية، فى روعة العمل البطولى العظيم للجيش المصرى، لأنه يرسخ فى الأذهان عدالة الثأر وقوة الحق.
الضحايا المصريين كانوا أكثر شجاعة وصبراً، وأكثر جرأة من القتلة المجرمين، فرءوسهم مرفوعة فى السماء تناجى رب الكون، بينما القاتل مطأطأ الرأس فى خزى وعار، وهو يعلم جيداً أن جريمته لن تمر دون عقاب، وأن لعنة السماء سوف تهبط عليه كالصاعقة، وأن البحر الذى صبغت مياهه بدماء الضحايا، سوف يكتب على الإرهابيين الخزى والعار والفناء.

وهذه هى أسطورة «السرب».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة