أدريانو
أدريانو


حكايات| أدريانو.. من قمة المجد إلى الهاوية بسبب مكالمة تليفون

عمر البانوبي

الأربعاء، 17 فبراير 2021 - 08:04 م

أدريانو.. اسم تحفظه جماهير الكرة العالمية عن ظهر قلب، بعضهم لقبه بخليفة رونالدو، والبعض كان ينتظر منه المشاركة في 3 نسخ من كأس العالم على الأقل، لكنه يحتفل اليوم بعيد ميلاده التاسع والثلاثين يحارب شبح الاكتئاب الذي أغرقه فأنهى مسيرته مع الساحرة المستديرة مبكرًا جدًا.

 

تارة تجده في طائرة مع أصدقائه متجهًا إلى ميامي لقضاء عطلة، وتارة أخرى تجده عاري الصدر يجلس على كرسي مهترئ بملابس رثة يحلق شعره لدى حلاق ردئ المستوى على قارعة الطريق ينتظره أصدقاؤه في كروزيرو، شمال ريو فافيلا بالبرازيل.

ولد أدريانو في السابع عشر من فبراير عام 1982، وأظهر موهبته بقميص فلامينجو موسم 2000-2001 بالدوري البرازيلي فسجل 10 أهداف في 24 مباراة، وانتقل إلى إنتر ميلان العملاق الإيطالي.

 

صدمة البداية الأوروبية لم تكن سهلة، وسجل أدريانو هدفًا يتيمًا في 8 مشاركات مع إنتر ميلان خلال موسمه الأوروبي الأول، ولكنه انتقل إلى بارما ليلعب دون ضغوط ويظهر موهبته الحقيقية.

 

اقرأ أيضا| حكايات| قصاص الأثر.. أسرار شق الليل بحثا عن المفقدوين بالصحراء

 

وخلال عامين مع بارما، سجل أدريانو 30 هدفًا في 37 مباراة ليعود إلى إنتر ميلان عام 2004 من الباب الكبير، سيرافقه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، ولكن أين هما الآن؟ إبرا في الميلان وأدريانو يبحث عن ذاته.

 

كان 2004 هو العام المفصلي في مشوار أدريانو بعد أن أهدى البرازيل وبشكل درامي التعادل مع الأرجنتين في الوقت القاتل خلال نهائي كوبا أميركا، وتوجت البرازيل باللقب بركلات الترجيح، وعقب المباراة قال أدريانو : «هذا اللقب لأبي ألمير، إنه صديقي العظيم في الحياة، شريكي وبدونه أنا لا شيء».

 

كان ألمير، والد أدريانو، شابًا في الخامسة والأربعين من عمره، لكن يعاني من أزمات صحية، وفجأة تلقى المهاجم البرازيلي الشاب اتصالاً هاتفيًا من البرازيل بعد تسعة أيام من التتويج بكوبا أميركا :«أدريانو.. مات ألمير».

 

يروي خافيير زانيتي أسطورة ميلان الإيطالي، أنه شاهد أدريانو يلقي بالهاتف أرضًا ويصرخ بلا انقطاع، فكانت هذه المكالمة التي حملت نبأ وفاة والده وصديقه الوحيد ألمير نقطة التحول في حياته كلها.

وتمكن الاكتئاب من أدريانو، وحاول التغلب عليه بالتألق في الملاعب، وتسجيل مزيد من الأهداف، ولكن روى زانيتي، قائلا :ظل يلعب كرة القدم ويسجل الأهداف ويشير إلى السماء ويهديها لوالده، ولكن بعد تلك المكالمة الهاتفية، لم يبق هناك شيء على حاله، أمضى إيفان كوردوبا ليلة معه وقال له: «أنت مزيج من رونالدو وزلاتان إبراهيموفيتش، هل تعلم أنه يمكنك أن تصبح أفضل لاعب على الإطلاق؟، لكننا لم ننجح أبدًا في إخراجه من الاكتئاب».

 

لم يظهر أدريانو بالمستوى المعهود في قيادة هجوم البرازيل في كأس العالم 2006 بألمانيا، ولم يسجل أي هدف، وواصل شرب الخمور بشراهة، وروى المهاجم البرازيلي بأنه لم يكن سعيدًا أبدًا إلا بشرب الخمر بعد رحيل والده ألمير.

من إنتر إلى ساوباولو البرازيلي، ثم فلامينجو ثم كورنثيانز وعودة إلى إيطاليا بقميص روما، دون جدوى.. ولم يجد أدريانو نفسه سوى وسط الحي الفقير الذي نشأ فيه يوزع وجبات الطعام على الأطفال الفقراء في الشوارع أو يقيم السهرات الصاخبة في منزله مع أصدقاء الطفولة الذين انجرفوا إلى عالم الجريمة وانضموا لعصابات مسلحة في ريو دي جانيرو.

 

وحاول أدريانو العودة، لكن لم يمنحه الاكتئاب فرصة، زاد وزنه، لم يعد قادرًا على ممارسة كرة القدم، ولم يجد نفسه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة