يوسف القعيد
يوسف القعيد


هيكل: باقٍ في مصر

يوسف القعيد

الخميس، 18 فبراير 2021 - 06:59 م

يوم الأربعاء، كانت ذكرى رحيل الأستاذ محمد حسنين هيكل، "23/9/1923 − 17/2/2016"، ولأن أسرته تعلمت من سلوكياته وليس من خلال توجيه تركه لها، الفصل بين الخاص والعام، اكتفت الأسرة بالذهاب إلى مقبرته وقراءة القرآن الكريم. كان الحضور مقصورا على الأسرة فقط. ولم يُسمح لأحد من عشاقه من داخل مصر أو خارجها بالحضور.

كان درسه الأول لكل من عرفه عن قرب أهمية بل وحتمية الفصل بين الخاص والعام فى الحياة. عُدت إلى ذاكرتى، زادى وزوادى وأوراقى، وتوقفت عند الحوار المهم الذى أجرته الإعلامية المتميزة منى الشاذلى مع ابنه الدكتور أحمد هيكل، رجل الأعمال المعروف بالنزاهة والموضوعية والوطنية. والذى يجسد تجربة الوالد الصحفية فى دنيا المال والأعمال.

أكد أحمد هيكل فى الحديث الذى عُرض بعد رحيل الوالد بحوالى شهرين أنه كانت هناك حالة فصل تام بين اهتمامات الوالد والأبناء. صحيح أنه لم يطلب من الأسرة ذلك أبداً. ولكن كانت هناك حالة فصل بين السياسة والإعلام والدين والاقتصاد لأن الجمع بين هذه الأمور غير صحى.

نصل إلى لحظة الوداع، كان الأستاذ هيكل قد ترك رسالة مغلقة موجهة لشريكة عمره ورفيقة دربه السيدة هدايت تيمور. وهى التى فتحتها ونفذت كل ما فيها بكل دقة.

طلب أن يُقرأ القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت، وأن تخرج الجنازة من سيدنا الحسين، وقد سمح الرئيس عبد الفتاح السيسى بذلك، فالمسجد لا تخرج منه جنازات، ورغم أنه لم يكن يحب العزاء فى عمر مكرم إلا أن الأسرة اضطرت لذلك بسبب كثافة أعداد من يريدون تقديم العزاء من داخل مصر أو من خارجها.

من المعروف عن الأستاذ أنه كان يلعب رياضة يومياً. جزء كبير من ذاكرته الحية له علاقة بممارسة الرياضة بشكل مستمر ودائم. ثم تحدث عن الوحشية التى تعامل بها الإخوان القتلة مع برقاش. حصن الأستاذ ومستقره العاطفى والمكان الذى يلخص الوطن بكل ما فيه. الهجوم البربرى الذى دمر ذاكرة المكان وبعثر كل ما فيه لا يمكن أن يُنسى.

فى الحوار الوثيقة الكثير مما كنت أحب التوقف أمامه. ولكن أى تلخيص خيانة. وأتمنى لو جرى طبع الحوار حتى يكون متاحاً بالصوت والصورة أمامنا وقت أن نحتاج العودة والاستماع إليه.

قالت الإعلامية منى الشاذلى فى تقديم الحديث. إن هيكل كان مدرسة فى الصحافة. ملأ الدنيا مقالات وتغطيات وأحاديث. كانت مؤثرة وصانعة للحدث فى يوم ما. أخذ مكانة لم يأخذها صحفى قط. وكان يعامل معاملة الرؤساء بالإضافة إلى أنه لم يرشح نفسه أبداً لرئاسة أو زعامة. حتى وإن اختلفوا على الآراء. هذه هى الدنيا. إلا أنه لا يختلف أحد على قيمته.

وبالرغم من كل هذا، ومن طول مشواره المهنى، إلا أنه لم يكن يتكلم عن نفسه أبداً. وأن المقربين منه ومن أسرته لم يكونوا يتكلمون عنه بعد رحيله، بحثنا كثيراً عمن يكلمنا عنه. المشكلة أن طبيعة الأستاذ فرضت الاحتفاظ بالجزء الخاص والجزء الأسرى بعيداً عن الأضواء. إلا أن عثرنا على إبنه وصديقه الصدوق الاقتصادى الشهير المهندس والابن الدكتور أحمد هيكل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة