مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


هل أحد يسمعني؟

مصطفى عدلي

الخميس، 18 فبراير 2021 - 07:30 م

بين شوارع خالية من البشر، ساكنة، مخيفة، جلس أحدهم وحيدا، ينظر للأعلى، يتضرع له، يتوسل الدفء منه، فهو القادر على كل شىء، المنجى من كل ضرر، وسط أمواج عاصفة ثلجية عاتية، لم يستسلم، ربما نالت من عظامه المتهالكة، الهشة بفعل عامل الزمن الغادر، لكنه مازال صابرا، محتسبا، كنت أنا داخل سيارتى، واخر بين أحضان منزله، وثالث يتنعم بالدفء وسط عائلته الصغيرة، ورابع لم يشعر بهذا الصقيع لأنه فى سبات عميق على فراشه الناعم، أكتب الآن عنهم، جميعنا لم يتحمل صقيع الساعات، ومازلنا لا نشعر بهم، بمعاناتهم، حتى اننا لا ندرك تقصيرنا، فى صغرى كنت اسمع أن الكلمة صدقة ومساعدة اليتيم رزق، وفك الكرب عن انسان نعمة، لكن بين واقعنا الآن، بات الهروب من الصدقة ذكاء، والفرار من مساعدة الآخر فهلوة، وقطع صلة الأرحام استقرار، ربما كلماتى مؤلمة، موجعة، تكشف المستور عن عوراتنا، لكنها صادقة، حقيقية، ومن يخالف سطورى عليه ان يترجل بين الحوارى وفى الطرقات فى غيوم الليل.

سوف يدرك ان الإنسانية قتلت، والرحمة اغتيلت، ولم يعد لكل مواطن بلا مأوى سوى الدعاء بنعمة الدفء فى شتاء لا يرحم، لكن رغم الغيوم، ادرك ان هناك نسمات رحمة بين جدران بيوت لم تغلق أبوابها بعد امام كل محتاج، ربما تترقب جرس تنبيه فهل أحد يسمعنى؟ حقا لا أدرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة