عمليات التجميل مباحة للتداوى فقط
عمليات التجميل مباحة للتداوى فقط


أستاذ فقه مقارن: عمليات التجميل حرام إذا استهدفت التدليس والغش

نادية زين العابدين

الخميس، 18 فبراير 2021 - 08:34 م

 

أزمة تعرضت لها الإعلامية بسمة وهبة خلال أشهر ماضية، كشفت تفاصيلها مؤخرا حيث أوضحت أنها أصيبت بشلل عضلي في الوجه بعد تعرضها لخطأ طبى داخل أحد مراكز التجميل، وذلك نتيجة حقن "بوتكس وفيلر" في الفك، ما أثر على الأحبال الصوتية.

وشددت على ضرورة الحرص في التعامل مع هذه المناطق الحساسة لأن الأمر قد يسبب كوارث.

وقد شاعت فى الفترة الأخيرة ظاهرة المراكز الطبية التى تعلن عن إجراء عمليات التجميل ونحت القوام ولم تعد مقصورة على النساء بل أصبح هناك مراكز للرجال ورغم تعرض البعض للوفاة أو التشوهات بسببها فإن الاقبال يزداد فما هو حكم الشرع؟.

يقول الدكتور حسين مجاهد أستاذ الفقه المقارن المساعد بجامعة الأزهر: "من المعروف فقهًا أن للوسائل حكم المقاصد، فإذا كان المقصد مباحًا، كانت الوسيلة المؤدية إليه مباحة، وإذا كان المقصد حرامًا، كانت الوسيلة المؤدية إليه حرامًا، فعمليات التجميل إن كان الغرض من إجرائها تداويًا، كتلك التى تكون ناتجة عن مرض أو حروق أو جروح، فهذا النوع من العمليات حث عليه الشرع، ورغّب فيه، ودعا إليه؛ لأنه من باب التداوى المأمور به شرعًا، وقد جاء فى السنة ما يؤكد مشروعية هذا النوع من التجميل، ففي مسند الإمام أحمد أَنَّ عَرْفَجَةَ، أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ "حرب كانت فى الجاهلية"، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ "من فضة" فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ− صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ − أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ.

ويضيف: "كذلك تباح هذه العمليات إذا كان الغرض من إجرائها إزالة عيب خِلْقِيِّ وُلِدَ به الإنسان، كتلك التى يقصد بها إعادة الإنسان إلى صورته السوية التى خلقه الله عليها، كقطع الإصبع الزائدة، وإصلاح الشفة المشقوقة، واعوجاج الأنف الشديد، فهذا جائز شرعًا لا شيء فيه؛ لأن فى إجرائها ردًا إلى خلق الله، وليس فيه تغيير لخلق الله المنهى عنه شرعًا، قال  تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ".

وأكمل: "أما إذا كان الغرض من هذه العمليات التدليس، والغش، والخداع، كتلك التي يقصد بها إخفاء علامات التقدم فى السن، أو التى يقصد بها تغيير الخلقة كإزالة الحواجب تمامًا واستبدالها بالوشم، أو تصغير أعضاء من الجسم أو تكبيرها تبعًا للأهواء، فمثل هذه العمليات حرام شرعًا سواء أكانت للرجال أم للنساء؛ لأن فيها تغييرًا لخلق الله المنهى عنه شرعًا، قال  تعالى حاكيًا عن إبليس اللعين: "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا". وقال − صلى الله عليه وسلم−: "لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ لِخَلْقِ اللَّهِ". متفق عليه.

ويوضح أن "الواشمة" هي التي تجعل الوشم في وجهها أو في غيره، و"المستوشمة" هي المعمول بها، و"المتنمصة" هي التي تزيل الشعر من الوجه أو تنقش الحواجب حتى ترقها، و"المتفلجة" هي التي تحدد الأسنان حتى يكون في أطرافها رقة.

ويؤكد: "الالتزام بالشرع وآدابه عاصم من الآفات والقبح، يكسب صاحبه جمالا يجعله راضيًا عن نفسه، قانعًا بما حباه ربه من هبات ومنح وعطايا"، قال تعالى: "وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، فجمال الصورة ليس هو المعيار الوحيد الذي نحكم به على الجمال ،فهناك جمال الطبع وجمال الأخلاق الذى ربما يفوق جمال الصورة، وصدق القائل: ليس الجمال بأثواب تزيننا.. إن الجمال جمال العلم والأدب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة