التنويم المغناطيسي
التنويم المغناطيسي


خوفا على الجمهور.. منع إذاعة التنويم المغناطيسي بالتليفزيون

محمد أمين

الخميس، 18 فبراير 2021 - 10:20 م

 

تجد الرجل يقف ممسكا بالبندول ويحرك كفيه بحركات استعراضية وكأنه يتحكم في طاقة خفية تنبعث من عينيه الثاقبتين، وما يلبث أن يفقد الشخص الجالس أمامه الوعي، حتي يصبح مسلوب الإرادة، ويطيع كل ما يقوله له هذا المنوم المغناطيسي.. هكذا اعتاد الناس ذلك المشهد من خلال الأفلام والمسلسلات.

 ولكن الغريب في الأمر أن تخصص محطة الإذاعة البريطانية برنامجا يختص بالتنويم المغناطيسي، إلا أنها ومع التجارب المبدئية للبرنامج حدثت أمورا غريبة جعلت المحطة تعدل عن إذاعة البرنامج، وذلك كما جاء في الخبر الذي نشرته جريدة أخبار اليوم في الثامن من فبراير من عام 1947 تحت عنوان ”منع إذاعة التنويم المغناطيسي بالتليفزيون" جاء فيه:

كانت محطة الإذاعة البريطانية في هذا الأسبوع تجري تجربة إذاعة بالتليفزيون يقوم بها المنوم المغناطيسي الشهير بيتر كاسون، وفجأة قررت وقف التجربة بعد أن اتضح أن أربعة من أعضاء لجنة التحكيم الستة تأثروا بالإذاعة وناموا في الحال وعندما استيقظ هؤلاء الأربعة من سباتهم قرروا أن المنوم كان مؤثرًا للغاية فلم يستطيعوا التغلب علي جاذبيته المغناطيسية وكذلك اتضح أن إحدي فتيات الاستوديو من اللاتي يعملن علي الآلة الكاتبة في آخر قاعة التجربة كانت تغط في نوم عميق من جراء إصغائها إلي الإذاعة من مسافة بعيدة، كما أن الآنسة جيليان ويب المذيعة المعروفة لبرامج التليفزيون لم تستطع المقاومة وأخذت تغط في سبات عميق.

 وهكذا قررت محطة الإذاعة العدول عن هذا البرنامج وإلغاءه خوفا على الجمهور.

ومما يذكر عن بيتر كاسون أنه اشتهر منذ عشر سنوات حين شعر بأنه يستطيع أن ينوم أي شخص باللمس فقط دون الكالم وحتي بالإيحاء دون أن ينظر إليه.

 وكان هذا الحادث في محطة الإذاعة موضع فكاهة أحد ناقديها فقد بعث إليها برسالة يقترح فيها أن تستخدم هذا المنوم المغناطيسي ليؤثر في جمهور المستمعين فيظلوا مستيقظين في أثناء إذاعة برامجها السخيفة.

 جدير بالذكر أن تسمية التنويم المغناطيسي تعود إلى «فرانز مسمر» الذي عاش في القرن الثامن عشر، وكان يمارس هذا الأمر معتقداً أنه يتحكم فيما يسمى «المغناطيسية الحيوانية» أي الطاقة التي تسري في الكائنات الحية، ومن هنا اشتقت التسمية الشائعة.. ولا علاقة له بالنوم أيضا بل هو حالة من الاسترخاء.. مع التطور العلمي استمرت هذه الممارسة، وأصبح «العلاج بالإيحاء» هو التوصيف الأكثر دقة.

  كانت هذه الطريقة شائعة في أوائل القرن الماضي بين ممارسي التحليل النفسي، حيث مارسه معالجون مثل سيجموند فرويد كوسيلة للتعرف على ما يدور في العقل الباطن.. ومثل ميلتون إريكسون لعلاج حالات بعينها.. لكن مع تراجع مدرسة التحليل النفسي وظهور وسائل علاجية جديدة أكثر فعالية وتوفيراً للوقت، تراجع استخدام العلاج الإيحائي لكنه لم يختف تماماً.. إذ لايزال بعض المعالجين يستخدمونه حتى اليوم.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة