الأستاذان الراحلان مصطفى وعلي أمين يستقبلان أم كلثوم - أرشيفية
الأستاذان الراحلان مصطفى وعلي أمين يستقبلان أم كلثوم - أرشيفية


من فراش المرض.. كيف قضت أم كلثوم رحلة علاجها بأمريكا؟

حسام الطباخ

الجمعة، 19 فبراير 2021 - 12:22 م

استطاعت كوكب الشرق أم كلثوم، أن تؤسس لنفسها مكانة لم تصل إليها أية مطربة في الوطن العربي، طوال القرن العشرين وحتى الآن، وفي عام 1953 استجابت، لدعوة أمريكية للسفر لعلاجها من الغدة الدرقية.

 

ولقد زارها العديد والعديد من الرؤساء ومشاهير العالم، في مستشفى البحرية الأمريكية في واشنطن، وكان من بينهم الكاتب الراحل علي أمين.

 

حينها كتب أمين في عموده "فكرة" الذي نشر علي متن صفحات جريدة الأخبار الصادرة في 13 سبتمبر من عام 1953عن زيارته يقول:

 

لقد تناولت طعام الغداء والإفطار مع كوكب الشرق أم كلثوم، في الأربعة والعشرين ساعة الأولي من وصولي إلى واشنطن.

 

ولا أذكر ماذا أكلت، وماذا شربت؟ فقد كانت أحاديث أم كلثوم هي الشمبانيا، في حيويتها، وحركتها وفورانها، وكانت المشهيات في تنويعها، وبساطتها وفتحها للشهية.

 

اقرأ أيضًا| أغاني أم كلثوم وعبدالوهاب لزيادة النسل بحديقة الحيوان

 

وجلست طوال العشاء والغداء والإفطار أتطلع إلى أم كلثوم، وأنا في دهشة، فقد عادت عشر سنوات إلى الوراء، عادت إلى عام 1943 في مرحها وضحكها.

 

وعادت إلى بشرتها نضارة زمان، ورجع إلى ضحكتها ذلك الرنين السعيد، الذي كان يجلجل في الصالونات وعادت إليها طفولتها المرحة، وشقاوتها ورغبتها المستمرة في إثارة المناقشات العابثة الضاحكة.

 

كانت أم كلثوم، تضحك قبل سفرها إلى واشنطن، ولكنها كانت تضحك ضحكات ساخرة فيها مرارة الزمن.

 

تروي في مجالسها أطرف النكات فيضحك الناس، ولكنك كنت تشعر أن قلبها حزين لا يضحك، حبيس لا ينطلق.

 

أما اليوم فقد تغيرت أم كلثوم، إنها تضحك مع الدنيا، بعد أن ضحكت لها الدنيا، وأعادت لها الشفاء الكامل بعد الغياب الطويل.

 

ثم سمعت تسجيلا لأم كلثوم، وهي تغني لنفسها، بغير موسيقى، وبغير جمهور وأحسست، وأنا أسمعها أن الأشجار والطيور والأنهار والجمال هي تختها، والدنيا كلها جمهورها.

 

ورأيتها وهي تغالط في لعبة "البصرة" وتصر علي إعادة اللعب من أول وجديد، وتؤكد أنها أمهر لاعبة "بصرة" في الشرق.

 

 ورأيت أمامي المعجزة، ورأيت الله وقد استجاب لدعاء الملايين.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة