سعد الحريري
سعد الحريري


«الحكومة اللبنانية».. خروج مُتعثر ومحاولات مضنية للتوافق

ناريمان فوزي

السبت، 20 فبراير 2021 - 12:13 ص

أزمة وصفها البعض بولادة متعثرة لم يكتب لها الاكتمال بعد، حكومات متعاقبة ووزراء آتون وآخرون راحلون بدون أسباب واضحة، لعل أبرز أسباب الأزمة عدم التوافق الداخلي والخارجي. 

 

عدم تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الآن بات أزمة مسببة للعديد من الأزمات، فالعديد للمراقبين أكدوا أن الفراغ الحكومي يتسبب عاجلا أم آجلا في أمة اقتصادية في دولة تعاني بالفعل من أزمات اقتصادية طاحنة تعصف باستقرارها. 

 

وحسبما أشار الكثير من المحللين، فإن لبنان مقبل على مرحلة صعبة جراء انعكاسات رفع سعر الصرف والدعم في ظل غياب الحل السياسي المتمثل في تشكيل الحكومة، وهو ما يجعل السيناريوهات غير مطمئنة  وأن تمرير أي إجراء في القريب العاجل قد يفاقم الأمور ويجعل كل قرار معلق بإنتظار الحكومة الجديدة والوقت يسابق الانهيار.  

 

لم تؤتي اجتماعات سعد الحريري والرئيس ميشال عون والتي وصلت إلى 14 لقاءا، أي تقدم بل بالعكس تسببت في تعقيد الأمور، حيث قدم تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص، بعيدا عن الانتماء الحزبي المباشر، إلا أن عون أعلن اعتراضه على "تفرد" الحريري بـ"تسمية الوزراء، خصوصا المسيحيين، دون الاتفاق مع رئاسة الجمهورية. 

 

اقرأ أيضا| رئيس وزراء لبنان: ضرورة اعتماد بيانات موحدة في توزيع قرض الأسر الأكثر احتياجا

 

يقفز اسم جبران باسيل، وزير الخارجية الأسبق وزعيم التيار الوطني الحر، من جديد كواحدا من المعترضين على تشكيلة الحريري، فهو يرى من وجهة نظره أحقية أعضائه بثلث الحقائب الوزارية وبذلك يكون له  حق الفيتو على كافة قراراتها، وأمام رفض الحريرى طالب باسيل بحقيبتى الداخلية والعدل بديلا عن"لثُلث المُعطِّل"، وهو مارفضه الحريرى أيضا باعتباره نسفا لمبدأ تدوير الحقائئب الوزارية.  

 

شكلت كذلك عودة الزعامات المسيحية إلى الساحة السياسية في لبنان ضربة جدية لنفوذ القوى السياسية التقليدية في لبنان والتي باتت أمام أمر واقع ، وهو مشاركة المسيحيين في الدولة والسلطة والمحاصصة، وتكمن أبرز أهم العقد اليوم في رغبة هذه القوى استغلال الضعف الذي يعاني منه "التيار الوطني الحر" ووجود باقي الأحزاب المسيحية في المعارضة من أجل منع تكريس ما تحقق في السنوات الماضية، والذي يعتبر عون أنه حققه للمسيحيين، وهذا المنع يعتبر عون أن من واجبه الوقوف ضده مما يزيد تعقيدات التسوية والمفاوضات الحكومية.  

 

جدير بالذكر، أن تفاقم الأزمة السياسية جاء عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، الأمر الذي دفع حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، للاستقالة، وبعد أن لاحت فى الأفق أجواء إيجابية أكدها سعد الحريرى بعد 14 لقاءً جمعه مع الرئيس اللبنانى ميشال عون فى قصر بعبدا، حيث اسندت له مهمة تشكيل الحكومة الجديدة إلا أنها لم ترى النور بعد. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة