سور الأزبكية
سور الأزبكية


القصة الكاملة لتطوير منطقة الأزبكية

بوابة أخبار اليوم

السبت، 20 فبراير 2021 - 03:52 ص

لم تكن منطقة الأزبكية من الأماكن السكنية، لكنها كانت متنفساً خاصاً لسكان القاهرة، لوجود مجموعة برك مياه تسير فيها المراكب الخشبية البسيطة يقصدها بعض القادمين من الوجه القبلي لطلب الرزق بالقاهرة، وللساكن متنزهاً شعبياً بسيطاً، وكانت قريبة من سكن المماليك، وعلى مسافة منها بعض القصور السكنية، ومنها قصر الألفى بك، مقر سكن نابليون قائد الحملة الفرنسية (1798 ـ 1801) حتى جاء الخديو إسماعيل (1830 ـ 1895) من بعثته بالخارج والتي شاهد فيها تحذيرات أوروبية من زيارة القاهرة، لأنها منطقة وباء بها البعوض والحشرات، بعدها قرر الخديو إسماعيل وضع تنظيم إداري للبلاد وإعادة بناء القاهرة لتنافس عواصم العالم.. أقام الخديو المباني الفخمة والقصور وأعاد تطوير منطقة الأزبكية، وقد جاء بمهندس اسمه (متاتيا)، قام بتحديث المنطقة المركزية لمدينة القاهرة، وخطط حديقة الأزبكية وصمم دار الأوبرا في مكانها التاريخي الشهير قبل أن تحترق وأنشأ بها حديقة كبيرة تحتوى على الأشجار النادرة التي جاءت خصيصاً لها وعدد من المسارح.

 

وأضاف إليها البُعد الجمالي، وسوراً خاصاً للحديقة مبنياً على الطراز الأوروبي أسفل حجر من الرخام ورصيف يجلس عليه بعض المارة من تعب اليوم.

 

وأقام عمارة تحمل اسم المهندس الإيطالى، أسفلها قهوة متاتيا، وقد جلس على مقاعد المقهى شخصيات ذات أسماء رنانة فى تاريخنا، أبرزها على الإطلاق جمال الدين الأفغانى الذى ألقى أول خطاب سياسى له من هذا المقهى، كما أسس من خلاله أول حزب سياسى فى التاريخ الحديث، والزعيم سعد باشا والمناضل التونسى الحبيب بورقيبة وعدد من الكتاب والزعماء. 

 

سور الكتب 
مع مطلع القرن العشرين وازدهار حركة طباعة الكتب والدوريات المختلفة نشط بائع الكتب المتجول القادم من الجنوب يحمل عددًا من الكتب أو بعض الدوريات (الهلال ـ الأستاذ ـ المصورـ الكشكول)، ويتجول بين مقاهى وسط البلد يبيع الكتب فى مشهد اعتاد رواد المقاهى عليه، يجلس الزبون ويبدأ فى البحث عن الكتاب المطلوب أو يطلب من البائع البحث له عن كتاب معين مع وعد باللقاء فى ميعاد يحدده، ويقوم بائع الكتب بالبحث فى المكتبات المنتشرة بدرب الجماميز أو بالدخول فى مزاد لبيع الكتب وشراء كمية وإعادة فرزها أو شراء مكتبات كبار الكتاب، وبعد الانتهاء من عملية البيع والشعور بالتعب من التجوال يذهب بائع الكتب إلى أقرب مكانٍ، سور حديقة الأزبكية، يضع بضاعته أعلى السور الحجرى ويستريح على الرصيف مستندًا على السور.. وكثيرًا ما كان يأتى أحد المارة ويبدأ فى تقليب الكتب الموضوعة ساعة الراحة ويشترى منها.. حاول البائع تسهيل مهمة المشترى، فقام برص الكتب بشكل يتيح فرصة رؤية الكتاب وأحيانًا يلجأ إلى استخدام حبل ورص الكتب عليه، ومع الوقت استغنى البائع عن التجوال اليومى على المقاهى، وأصبح السور مكاناً خاصاً لبيع الكتب مع تقسيم مساحة السور لكل بائع يفرش عليه بضاعته من الكتب والمجلات والدوريات، وأصبح للمكان سمعة خاصة، إضافة إلى أناقة الحديقة والمسرح الخاص والقهوة وكازينو بديعة وكلها لصفوة المجتمع.. تغنى السيدة أم كلثون على مسرح حديقة الأزبكية (إعلان منشور بمجلة الكشكول مرسوم بيد الفنان الإسباني سانتيس)، وتُقام الأوبرا ومسرح جورج اأبيض.. وقد يعتبر المكان رائعاً.


اقرأ أيضا| بسبب قرارات التعليم المتضاربة..الكتب الدراسية في مزادات سور الأزبكية

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة