رئيس «الآثار المستردة» يتحدث لـ بوابة أخبار اليوم - تصوير: كريم جاد
رئيس «الآثار المستردة» يتحدث لـ بوابة أخبار اليوم - تصوير: كريم جاد


حوار| رئيس «الآثار المستردة»: استرجعنا 27 ألف قطعة في 6 أعوام

شيرين الكردي- مي سيد

السبت، 20 فبراير 2021 - 02:28 م

 

◄ «شعبـــان»:
نسلك كل الطرق القانونية والدبلوماسية لإعادة
الآثار المهربة
إصدار نشرة «حمراء» تشمل القطع المهربة
نلاحق مزادات بيع
الآثار المهربة واستعدنا بعض القطع
لدينا أرشيف متكامل بصور القطع المهربة للخارج

 

يُعد قطاع الآثارالمستردة والمهربة بوزارة السياحة والآثار من القطاعات الحيوية والهامة، إذ يعمل على استعادة تاريخ مصر المسلوب عبر القطع الأثرية المهربة حول العالم، وبالفعل نجح في استرجاع 27 ألف قطعة أثرية.


أجرت «بوابة أخبار اليوم» حوار مع رئيس قطاع  الآثار المستردة والمهربة بوزارة السياحة والآثار د. شعبان عبد الجواد  .. 

 

◄ أولا ما هي الطرق التي تتبعها وزارة السياحة والآثار لإعادة القطع الأثرية المهربة ؟
للوزارة ثلاث طرق لإعادة الآثار المهربة، وتتمثل في ثلاث إدارة المضبوطات الأثرية، والتي تعمل على ضبط الآثار قبل خروجها من مصر وإدارة المنافذ الأثرية التي تعمل على ضبط الآثار في المطارات المصرية وقطاع الآثار المستردة والمهربة والذي يعمل على إلحاق الآثار المهربة في بلاد  العالم .

 

ويضيف: الحكومة المصرية لها دورا كبيرا في استرجاع العديد من الآثار المصرية خارج مصر حيث وصلت إلى أكثر من 27 ألف قطعة أثرية مستردة منقسمة إلى 6.665 قطعة أثرية و21.660 عملة أثرية الأمر الذي جعل بلاد كثيرة مثل العراق واليمن والسعودية تطلب مساعدة مصر في وضع استراتيجية استرجاع  الآثار المهربة للخارج .

عام 2017 كان عام التحدي ،استطعنا إن نعيد نسبة كبيرة من الآثار المهربة من مخازن أسوان وقنطرة شرق وسقارة .


كما أن الاتفاقيات الثنائية بين مصر وبلاد عديدة مثل الأردن وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وقبرص ويونان ولبنان والسعودية، ساهمت كثيرا في استرجاع الآثار بطريقة دبلوماسية وفنية ويوجد طريقة أخرى لاسترجاع الآثار غير الدبلوماسية والفنية وهي القانونية.

 

 

 


◄ كيف تم خروج الآثار من الأراضي المصرية ؟
خروج الآثار من الأراضي المصرية له عدة طرق شرعية مثل عملية بيع وشراء والتي تمت قبل إصدار قانون يجرم بيع الآثار في عام 1983 أو عن طريق الإهداء من الرؤساء والملوك من أيام محمد علي باشا حتى عصر الرئيس أنور السادات أو عن طريق الطرق غير الشرعية وهي سرقة الآثار عن طريق الحفر خلسة، لذلك لنا عدة طرق لاسترجاع الآثار عن طرق الدبلوماسية والفنية وكل الطرق المتابعة في الطرق الشرعية والطرق القانونية وهذا الطريقة المتابعة للطرق الغير شرعية .


وأكد: 95 % من الآثار التي تم استرجاعها من الخارج كانت من الآثار التي خرجت خلسة، وهذا يحسب لمصر لأن طرق اتباع مثل تل الآثار صعبة لأنها غير  مسجلة أو مصورة لذل أمر استرجاعها من الأمور الصعبة، ولكن مصر استطاعت أن تُعيد الكثير من تلك الآثار.

 

 

 

◄ هل يوجد أرشيف للآثار المهربة لدي الوزارة ؟

جميع الآثار التي تم سرقتها من  المتاحف أو المخازن الأثرية لها أرشيف لدينا لأنها مرقمة ومسجلة ومصورة، وتم وضعها في قائمة النشرة الحمراء والتي تضم جميع الآثار المهربة المسجلة والتي تم توزيعها على اليونسكو والمنظمات الدولية لإثبات ملكيتها لمصر، لكن يوجد  آثار مهربة بطريقة الحفر خلسة وتل الآثار من الصعب أن يوجد لها أرشيف لدينا لأننا لم نكن نعلم عنها شيء، موضحا أن من الممكن أن  يحفر شخص ويجد أثر ويقم  ببيعه، فمن الصعب أن يكون لدينا معلومات عنها، ولكن 95% من  الآثار المستردة من الخارج من الآثار المهربة خلسة و هذا الأمر يحسب لمصر .

 

◄ كيف تتعامل الوزارة مع بيع الآثارالمصرية في المزادات العالمية ؟
يتم ملاحقة جميع المزادات العالمية التي تبيع الآثار المصرية، وهناك أثار تم استرجعها من تلك المزادات وفي حالات لم يحدث ذلك لأن القوانين الدولية تقف عائقا إمام مصر لأنها تشترط إثبات ملكية أو مستند ملكية والتي تستند إليها المعارض لإتمام صفقاتها، لكننا نواصل ملاحقتها واتخاذ الإجراءات اللازمة لاسترجاع تنفيذا للاستراتيجية الوطنية لدى الوزارة .

 


◄ حدثنا عن أغرب طرق التهريب الآثار من مصر ؟

قال عبدالجواد إن يوجد طرق غريبة حقا مثل خروج تابوت فرعوني في "كنبة " إلى الكويت و تم  ضبطه  في مطار الكويت و استرجاعه و في حالات أخري يقوموا بوضع الآثار الحقيقية دار الآثار المقلدة حتى يظهر على الأجهزة انه مقلد و لكنه  يحمل في داخله أثار حقيقية ، مشيرا أن سرقة الآثار مافيا و كل يوم يقوموا  باختراع  طرق جديدة .

 

◄  وبعد استرجاع  الأثر ما الذي يحدث له ؟
تقوم لجنة بالكشف على الأثر وتسجيله ثم يعرض في المتاحف المصرية مثل الآثار التي تم استرجعها من الولايات المتحدة الأمريكية من متحف «الإنجيل المقدس»، وشملت ما يقرب من 5 آلاف قطعة أثرية سوف يتم عرضها في المتحف القبطي المصري، كما  يوجد أثار تم استرجعها عام 2018 هي الآن معروضة في متحف شرم الشيخ ومتحف الغردقة .
ويتم الآن عمل كتالوج للآثار المستردة باللغات الإنجليزية والعربية والألمانية والفرنسية .

 

◄ هل يمكن رصد أهم القطع الأثرية التي تم استرجعها خلال السنوات الماضية ؟

بداية من عام 2015 استعادت وزارة الآثارنجحت وزارة الآثار، في إثبات أحقيتها في استرداد 36 قطعة أثرية كانت قد هربت إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية نتاج أعمال الحفر خلسة التي انتشرت في مصر مؤخراً.

 

كما تم استرداد 122 قطعة أثرية من أمريكا عبارة عن ثلاث توابيت لسيدة تدعي "شسب ام تاي اس حر " وتابوت لرجل من العصر اليوناني الروماني و99 عملة و 5 تماثيل حجرية و 3 نماذج لقوارب، بالإضافة إلى استرداد 19 تمثال اوشابتي تم تسليمها من سيدة من ولاية اوريجون.

 

وتمكنت وزارة الآثار، من إيقاف بيع تمثال أثري نادر كان معروضا بإحدى صالات العرض الألمانية، وتسلمت السفارة المصرية بسويسرا 32 قطعة أثرية تمهيداً لعودتها إلى الأراضي المصرية، بعد أن نجحت وزارة الآثار في إثبات أحقيتها لملكية هذه القطع وخروجها من مصر بطريقة غير شرعية نتاج أعمال الحفر خلسة.


كما تم استرداد 46 خرزة من «الفيانس كانت» ضمن القطع التي تم ضبطها في معرض للمشغولات اليدوية في برلين، وتسلمت وزارة الآثارقطعة أثرية مصرية من الحجر الرملي من مقر وزارة الخارجية تمثل جزء من أحد أعمدة قاعة الملك تحتمس الرابع بمعابد الكرنك، والتي كانت قد خرجت بطرق غير شرعية إلي العاصمة الانجليزية لندن قبل سنوات.

 

ونجحت مساعي وزارة الآثار الدبلوماسية في استعادة هيكل بشري يعود إلي أكثر من 35 ألف عام، بالإضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لوقف بيع عدد من القطع الأثرية تنتمي للحضارة الإسلامية في مصر.

 

وفي عام 2016 بذلت وزارة الآثار جهودا مشرفة على الصعيدين الداخلي والخارجي لاسترداد عدد كبير من الآثار المصرية المسروقة و المهربة خارج البلاد بطريقة غير شرعية، وأبرز ما تم ضبطه في هذا العام قبل تهريبه للخارج:

  1. مجموعة من الحشوات الخشبية بعد إيداعها في صالة مزادات بونهامز بمدينة لندن، تم سرقتها من قبة الخلفاء العباسيين بجبانة السيدة نفيسة.
  2. تمثال عاجي من برلين يعود إلى القرنين السابع أو الثامن الميلادى يمثل رجل واقف يحمل فوق كتفيه غزالة.
  3. إناء حجري من برلين يعود فى الأغلب لعصر ما قبل الأسرات.
  4. استعادة لوحة الزيوت السبعة المقدسة من سويسرا، والتي تعود لعصر الدولة القديمة وهي مصنوعة من الحجر الجيري المتكلس وتضم قائمة للعطور السبعة المقدسة في مصر يعلوها اسم وألقاب صاحب المقبرة المدعو "أنومين"، وهي أحد مكتشفات البعثة المصرية الأسترالية عام 1996.
  5. ومن سويسرا أيضا استردت مصر لوحة أثرية من الجرانيت الأسود تعود لعصر الأسرة الثلاثين كانت ضمن مسروقات معبد بهبيت الحجارة بالغربية .
  6.  استرداد سبع قطع أثرية من أمريكا والإمارات وسويسرا عبارة عن مشكاتان كانت من مسروقتان من مخازن متحف الحضارة، ولوحة جنائزية لوحة للمدعو "سشن نفرتوم" مصنوعة من الحجر الجيري عثر عليها بالعساسيف بالبر الغربى بالأقصر، وغطاء مومياء من الكتان يعود للعصر المتأخر يعلوه طبقة من الجص الملون، ولوح خشبى من العصر المتأخر عبارة عن غطاء تابوت يعلوه مجموعة كبيرة من الرموز الدينية، ويد مومياء، بالإضافة إلى تابوت من الخشب من العصر المتأخر يعلوه طبقة من الجص الملون عليه من الأمام فى الأعلى قلادة تزينها رسومات هندسية ونباتية وأسفل منها منظر لإلهة مجنحة يعلو رأسها قرص الشمس.
  7.  ومن بروكسل تم استرداد تمثال مزدوج مصنوع من حجر الأستاتيت الأسود لرجل وسيدة واقفين على قاعدة عليها نقوش هيروغليفية لأسماء وألقاب صاحب التمثال يرجع لعصر الدولة الوسطى.
  8. 44 قطعة أثرية من فرنسا تنتمى لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة عبارة عن تمثال لامرأة من الحجر الجيري يعود للعصر الروماني بالإضافة إلى رؤوس مغازل، وأقراط، وصلبان، وقطع خشبية، وأيادٍ كانت تستخدم كالآلات موسيقية تعود جميعها للعصر القبطي.
  9. استردت مصر من إسرائيل غطاءين لتابوتين من العصر الفرعونى على شكل آدمى ومصنوعين من الخشب والكارتوناج الملون وعليهما عدد من النقوش والزخارف الملونة تم ضبطهما فى أحد صالات المزادات بالقدس عام 2012 .
  10. لوحة حجرية تعود لعصر الملك "نختنبو الثاني" من الأسرة الثلاثين، وذلك بعد وقف بيعها بأحد صالات المزادات بفرنسا.
  11. تمثال أوشابتى صغير الحجم من المكسيك.
     

◄ عام 2017 كان مليئا بالأحداث فيما يخص باسترداد القطع الأثرية .. حدثنا عن جهود القطاع في هذا العام ؟
بالفعل كان عام 2017 عامًا حافلًا بالنسبة وزارة الآثار المصرية بشكل عام، حيث شهد أحداثًا متعددة منها ما كان له صدى عالمي، وحقق خلاله القائمون على الآثار المصرية نجاحات متعددة.

 

ففي 9 يناير، تسلمت مصر 4 قطع أثرية عائدة من الولايات المتحدة، وكانت القطع – حسبما أعلنت الوزارة آنذاك- عبارة عن: غطاء لمومياء مصنوع من الكتاني يعود للعصر المتأخر، غطاء تابوت من العصر المتأخر، يد مومياء، وتابوت خشبي من العصر المتأخر.

 

وفي 19 يناير، أعلن شعبان عبد الجواد ، المشرف العام على قطاع الآثار المستردة، أن مصر استلمت من سويسرا قطعة كانت من مسروقات معبد بهبيت الحجارة بالغربية، الذي تعرض للسرقة عام 1990، وذلك بعد أن نجحت الوزارة بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية من إثبات ملكية مصر للقطعة.

 

أما عام 2018 نجحت مصر في استرداد 223 قطعة أثرية و21 ألفا و660 عملة آثرية، في عام 2018، وذلك بعد جهود مضنية، تكللت بالنجاح.

 

وسلمت إدارة الآثار القبرصية، الجانب المصري 14 قطعة أثرية، كانت قد خرجت من مصر بطريقة غير شرعية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وتم ضبطها بواسطة السلطات القبرصية في مدينة نيقوسيا.

 

كما تم استطاعت مصر استرداد 118 قطعة أثرية من إيطاليا من قبل الفريق المكلف من وزارة الآثار.

 

وفي 2019 استطاعت مصر استرداد 195 قطعة أثرية بالإضافة إلى 21.660 عملة أثرية من إيطاليا، والتي كان أبرزها قطعة نادرة عبارة عن تابوت من الخشب المغطى بالذهب لكاهن يدعى "نجم عنخ" كان بحوزة متحف المتروبوليتان بأمريكا، الذي قام بشرائه من أحد تجار الآثار، تم إثبات خروجه من مصر بشكل غير قانوني، حيث اتضح أن تصريح التصدير الخاص به مزيف.


أما في عام 2020 سلمت دولة الإمارات لمصر 425 قطعة أثرية من عصور مختلفة قبل وبعد الميلاد، في ثاني مبادرة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة الشارقة.

 

◄ وماذا عن عام 2021؟

وصلت إلى مطار القاهرة الدولي، مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المصرية والتي كانت بحوزة متحف "الإنجيل المقدس" بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد نجاح جهود وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية والسلطات الأمريكية المعنية في استردادها.

 

وأوضح أن الوزارة السياحة والآثار نجحت في استرداد تلك القطع بعد جهود بدأت منذ عام 2016، مع السلطات الأمريكية المعنية للمطالبة باسترداد تلك القطع والتي خرجت من مصر بطريقة غير شرعية.

 

واستمر التفاوض بين مسئولي وزارة السياحة والآثار ومسئولي متحف الإنجيل المقدس على مدار عامين، وذلك بالتنسيق مع وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، حيث انتهى التفاوض الى الاتفاق على قيام المتحف برد جميع القطع الأثرية المصرية التي بحوزته إلى الحكومة المصرية.

 

وتشتمل على ما يقرب من  5000 مخطوط وقطعة من البردي، مكتوب عليها نصوص باللغة القبطية وبالخط الهيراطيقي والديموطيقي، واللغة اليونانية، كما يوجد أيضا مخطوطات لصلوات دينية مسيحية مدونة بالعربية والقبطية معاً أو العربية فقط.
هذا بالإضافة إلى عدد من الأقنعة الجنائزية من الكارتوناج وأجزاء من توابيت وروؤس تماثيل حجرية ومجموعة من البورتريهات الخاصة بالمتوفين. وسوف يتم إيداع القطع بالمتحف القبطي.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة