شريف عامر
شريف عامر


شريف عامر : لا أحاكم ضيوفي.. والمشاهد هو الحكم والقاضي

سيد صبحي

السبت، 20 فبراير 2021 - 07:28 م

ماسبيرو‭ ‬صاحب‭ ‬فضل‭ ‬وأبناؤه‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬به  

المنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬هدم‭ ‬التليفزيون

 

بدأ حياته المهنية مذيعاً بقناة "نايل تى فى" ثم قناة "النيل للأخبار" التى عمل خلالها مراسلاً بفلسطين، وقدم تقارير إخبارية عدة من الأراضى المحتلة، كما كتب وقدم ثلاثة أفلام وثائقية هي "أيام مقدسية"، و"القدس خارج نشرات الأخبار"، و"الحائط"، وانتقل للعمل بقناة "الحرة" لمدة 4 سنوات، تولى خلالها تقديم وإعداد برنامج "ساعة حرة"، وكان الإعلامى المصرى الوحيد الذى أتيح له ولبرنامجه الحياة اليوم بعد أن انتقل إلى قناة الحياة أن يبث على الهواء مباشرة من مقر قناة CNN فى الولايات المتحدة، وكان صاحب اللقاء التليفزيونى العربى الأول مع وزيرة الخارجية الأمريكية والمرشحة الرئاسية سابقًا هيلارى كلينتون، وحاز على الحوار العربى الأول مع الرئيس التونسى منصف المرزوقى بعد أسبوع من توليه السلطة، كان أول المراسلين الذين تابعوا ونقلوا لقناة النيل للأخبار أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والانتخابات الرئاسية الفلسطينية، وإجراء الحوارات التليفزيونية مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس والزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وقام بأطول ساعات من التغطية على الهواء مباشرة لأكثر من 12 ساعة وفى النهاية استقر كمقدم برنامج "يحدث فى مصر" على قناة إم بى سى مصر.. إنه الإعلامى شريف عامر الذى كان لنا معه الحوار التالى.

- فى البداية هل هناك خطة تطوير لـ"يحدث فى مصر" خلال عام 2021؟

 التطوير لدينا غير مرتبط ببداية العام فطوال العام نحاول التجديد وابتكار أفكار مختلفة فعملية التطوير لدينا مستمرة طوال الوقت، فمنذ سنة تقريًبا ونحن نقدم فقرة التاكسى ونجحت بشكل كبير واستقبلها المواطنون بشكل جيد جداً فنحن نتجه دائماً لتقديم شكل غير تقليدى خارج الاستديو، وبسبب جائحة فيروس كورونا تم تقليل حركتنا نوعاً ما فى الشارع، ولكن فى النهاية هذه رغبتنا وهدفنا النزول للشارع وتقديم منتج منه حتى إن كان جميع المشاهدين يعرفون الموضوع ويعتادون عليه وسنسعى دائمًا لتقديمه فى قالب مختلف ومن أماكن مختلفة.

 كيف ولدت فكرة فقرة التاكسى؟

 الفكرة كانت لزملاء فى فريق العمل ولست أنا ووافق الجميع عليها على الفور لأنها أكثر فكرة يمكن أن تحقق هدفنا، فبدلاً من جلوسنا فى البرنامج للحديث عن الناس أصبح لدينا مساحة للمشاهدين يتحدثون فيها عن أنفسهم وبدلاً من أن نفتح موضوعات وقضايا محددة ومعدة مسبقًا قبل كل حلقة نترك للمواطن اختيار الموضوع بنفسه وذلك عن طريق انتحالى صفة سائق التاكسى ليركب المواطنون ويتم فتح حوارت تلقائية معهم بدون أى ترتيب.

هموم المواطن

- ما الهدف الرئيسى من الفقرة؟

 عندما أتحدث من خلال البرنامج على الشاشة أكون حريصًا على أن أصل للمشاهد الذى يمسك فى يده هاتفا يقلب فى صفحاته لذلك أكون مضطراً للحديث فقط عن أكثر شيء لا أحبه وهو "التريند" بدلاً من الحديث عن هموم المواطن، لذلك هدف تلك الفقرة الرئيسى كان النزول للناس الذين وجدناهم يتحدثون فى أمور مختلفة تماما فحديثنا أكبر بكثير من تصوراتنا وحواراتنا التى نفتحها فى الاستوديوهات.

- ما أكثر المواضيع التى وجدتها تشغل المواطنين؟

 هناك مواضيع كثيرة ففى اليوم الواحد نقابل عددًا كبيرًا من الناس ولكل منه حكاياته ومواضيعه ومن الممكن أن يكون الموضوع البسيط والذى لا يوجد فى أولوياتنا مهمًا جدًا أو مسألة حياة أو موت لشخص بسيط ففى إحدى المرات ركبت معنا التاكسى سيدة مسنة شرحت لى عن الفارق بين تربيتها لأودها وتربيتها لأحفادها وبرغم أن الموضوع بسيط للغاية فإنه مهم لها ولعدد كبير ممن يعيشون نفس ظروفها.

- حدثنا عن كواليس آخر لقاء تليفزيونى للكاتب الراحل وحيد حامد والذى أجريته معه.

 أن تتحدث فقط مع وحيد حامد رحمه الله فهذا شىء مهم وعظيم فقد كنت أعلم جيداً أن كل ما سيطرحه خلال الحوار سيكون بطريقة جميلة ومفيدة تنير لنا طرقا مظلمة فكل ما قاله وحيد حامد خلال الحلقة كان مهمًا.

- فسر لنا تصريحك بشأن التصالح مع قطر "السياسة متغيرة ولا يمكن أن تقف عن نقطة واحدة".

 أقصد ما قلته بشكل صريح فالعلاقات السياسية لا يمكن أن تقف عند نقطة واحدة أياً كان موقفنا السياسى من اى دولة فى العالم فلا بد أنه سيتغير فى يوم ما وفقا لمعطيات جديدة وأياً كان موقف أى دولة منا سيتغير يوما ما وفقا لاختلاف الظروف فكل الأمور تتغير ما دامت الحياة لأننا بشر.

- تستضيف دائما مسئولين حكوميين ووزراء فهل تلتزم معهم بالكود الإعلامى فقط أم أن هناك رقابة أو قيودا؟

 أطلب دائما من الضيف أيا كانت مكانته وقيمته الإجابة بالحقيقة فقط وهذا ما يهم المواطن فأنا أسأل وهم يجيبون فقط لا غير ولا أحاكم ضيوفى.. المشاهد هو الحكم والقاضى وليس أنا لذلك دائما ما ألتزم بالكود الإعلامى بشكل حقيقى والضيف هو المسئول عن كذبه أو صدقه أما بالنسبة للقيود أو الرقابة فلا يوجد من يضع على حواراتى أى قيد فالمسئول يعرف إلى من يأتى وطريقة حواره ولو كان يخشى توجيه سؤال محدد أظن أنه كان سيعتذر عن عدم الحضور من البداية.

مدد متباعدة

- لديك الكثير من الحوارات مع شخصيات مميزة مثل هيلارى كلينتون، ومنصف المرزوقى ومحمود عباس والراحل ياسر عرفات.. فما أصعبها؟

 كل لقاء أو حوار صحفى يأتى بظروفة ومن الممكن أن تجرى حوارا صحفيا مع نفس الشخصية مرتين على مدد متباعدة ويكون لكل حوار كواليسه المختلفة وفق المعطيات التى تكون جاهزة وقتها أو الظروف فمثلا أجريت منذ أربع أو خمس سنوات حوارا مع رئيس شركة سيمنز ومنذ أيام قليلة أجريت حوارا آخر معه، الأول كان بمناسبة دخولهم السوق المصرى لأول مرة للاستكشاف والاسئلة كلها كانت عن المشروعات التى ينوى دخولها، أما الأخير فكان لابد من أن أسأله عن أهم مشروع له وهو القطار السريع وتقييم ما تم تنفيذه وهكذا تختلف طبيعة كل حوار حسب توقيته ومناسبته وظروفه.

- لكن لابد أن يكون هناك اختلاف فى التحضيرات التى تكون مختلفة لحوارات كبار المسئولين الدوليين الذين تؤثر قراراتهم فى الشعوب..

 بالطبع لكل حوار سبب ومناسبة وطبيعة فعندما حاورت هيلارى كلينتون كان بعد ثورة 25 يناير ولذلك كان لابد من أن تدور الأسئلة حول دور الأمريكان فى مصر وتأثيرهم فى سياسات الشرق الأوسط بشكل كامل وعندما حاورت الراحل ياسر عرفات رحمه الله كان بمناسبة الحصار المفروض على فلسطين وكانت كل الاسئلة تدور حول الظروف القاسية التى يعيشها الشعب الفلسطينى ولا يوجد مجال للتحضير فى امور اخرى وهذا ما حدث فى كل حوار أجريته مع شخصية دولية.

- نقلت لقناة النيل للأخبار أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية من أراضى فلسطين، والانتخابات الرئاسية الفلسطينية، كيف كانت كواليس تواجدك هناك؟

كانت الأجواء صعبة فكانت الدبابات الاسرائيلية حولنا فى كل مكان سواء فى التغطية أو أثناء إجراء الحوارات الصحفية والمقابلات ولكن عملى وقتها كان مراسلا فى منطقة بها أعمال عسكرية وأنا التزم دائما بعملى لكن كانت هناك إجراءات معينة يجب أن أقوم بها عن كيفية التعامل مع الإجراءات الرسمية وكيف أقف ومن أين أبدأ عملية التصوير والنقل الحى وكل هذا تعلمته ممن سبقونا وكان لديهم خبرة فأنا دائما ما أبحث وأحضر كل التفاصيل قبل كل خطوة أو عمل أتصدى له وهو ما حدث قبل عملى كمراسل من منطقة حرب.

- عملت بقناة الحرة الأمريكية كمقدم لبرنامجها الرئيسى "ساعة حرة" فكيف ترى الفرق بين الإعلام المصرى والأمريكى؟

 لا أحب المقارنات فى هذه المنطقة اطلاقا.. الامريكان هم من اخترعوا التليفزيون ومعهم الإنجليز وهم أكثر تنظيما منا فى كل شىء فلديهم الأسطورة الإعلامية لارى كينج الذى رحل منذ أيام كان يعمل وفق نظام صارم للغاية وبفريق عمل كبير ولم يكن من اختصاصه تحديد موضوع الحلقة وحده بل هناك فريق كامل، وكان فريق لارى كينج بمثابة قناة متكاملة لذا لا يمكن مقارنتنا بهم بسبب تنظيمهم، ولنفس السبب أنا أعمل بقناة إم بى سى مصر لأنها تأسست بشكل علمى جدا ومؤسسى للغاية ومنظم.

- كيف استفدت من تجربتك فى الإعلام الأمريكى؟

تعلمت فى قناة الحرة أن أكون منظما على كل المستويات: الصحفى والتقنى والتحريرى وقد عشت فى واشنطن عاصمة الصحافة فى العالم كله بسبب قوة العاصمة الأمريكية عموما وتأثيرها على العالم كله ويكفى أن تعلم أن العمل التليفزيونى هناك ليس عملا بسيطا بل هو وظيفة معقدة وصعبة وبها مراحل كثيرة ويجب أن تكون صبورا ومنظما مادمت تعمل به.

- كيف ترى المنافسة بين مذيعى التوك شو فى مصر؟

أشاهد ما يقدمه زملائى لأننا نعمل على منتج واحد، أهتم بالمتابعة لأنها جزء من عملى لكن فى النهاية ليس دورى تقييم الزملاء فدائما أركز على طريقتى والمنهج والأسلوب الذى يناسبنى وهذا أهم شيء وبعيدا عن منطقك المنافسة يعجبنى الكثير منهم.

- بدأت من خلال قنوات النيل الدولية، وقناة النيل للأخبار فكيف ترى حال ماسبيرو ومن أين تبدأ عملية الإصلاح؟

فى بداية عملى بتلك القنوات كان لدينا تجارب ناجحة بالفعل وكانت قناة النيل الدولية قد بدأت فى نقل أخبار مصر للعالم كله ولكن للأسف نحن دائما نعيش حالة من التخبط ونفس الأمر بالنسبة لقناة النيل للاخبار والتى بدأت بشكل قوى واثبتت وجودها بشكل كبير وظلت تنمو لعدد من السنين ولكن للأسف ليس لدينا صبر ومشروعات الإعلام تحتاج إلى وقت وصبر كبير واستمرار.

- هل من الممكن أن تعود للعمل من خلال قنواته؟

ماسبيرو له فضل علىّ لا أستطيع إنكاره وإن قلت عكس ذلك أو تجاهلت الأمر أكون عديم الأصل لكنى خضت التجربة من قبل وتجاوزتها وقد كبرت فى السن وماسبيرو به مئات من المواهب العظيمة التى تحتاج لفرصة والصبر وهم أولى منى بهذا المكان فأبناء ماسبيرو قادرون على النهوض به.

- ماذا إن كان لديك فرصة للانتقال إلى قناة مصرية خاصة؟

لا أفكر فى مغادرة بيتى إم بى سى لأنى أشعر بالارتياح فيه، فلماذا أذهب إلى مكان آخر فى هذه السن؟! فالقناة تحقق لى مساحة من الحرية وآليات عمل واضحة ساهمت فى نجاح "يحدث فى مصر" الذى يعد أحد أفضل برامج التوك شو فى مصر، وفقاً لاستطلاعات الرأى والحمد لله.

وسيلة إعلامية

 كيف ترى دور منصات العرض الإلكترونى؟ وهل تؤثر بالسلب على نسب المشاهدة التليفزيونية؟

المنصات الإلكترونية مثلها مثل أى وافد جديد لها زهو وجاذبية عند المشاهدين ولكن طوال التاريخ لم تسطع وسيلة إعلامية أن تلغى الأخرى فالراديو لم يلغ الصحافة المكتوبة والتليفزيون لم يلغ الراديو ولا أتصور أن تلغى المنصات الالكترونية دور التليفزيون فى القريب العاجل وأوضح مثال وهو فى 31 ديسمبر عام 2012 قرر القائمون على مجلة "Newsweek" الامريكية الشهيرة إصدار العدد مكتوبا عليه "آخرعدد مطبوع" وبرروا ذلك بأن المواقع الالكترونية اجبرتنا على الوقوف وأن القراء لن يشتروا المجلة مرة أخرى وتراجعوا بعد عام عن القرار وعادت المجلة للطبع من جديد وهى فى يدى الآن وأنا أحاورك فموقع Newsweek الالكترونى لم يستطع سد فراغ المجلة المطبوعة.

- إن عرض عليك تقديم برنامج على منصة مشفرة هل ستفكر فى الأمر؟

برنامج "يحدث فى مصر" يعرض بالفعل على منصة شاهد ولكننى لم أفكر أن أقدم برنامجا يتم انتاجه خصيصا للمنصات الإلكترونية.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة