صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أمريكا تسعى لاستعادة الريادة العالمية رغم التحديات

عاطف عبداللطيف

السبت، 20 فبراير 2021 - 07:52 م

بعد أربع سنوات من تراجع الدور القيادي للولايات المتحدة في العالم، بدأت واشنطن فى استعادة جزء من مسئوليتها فى ريادة العالم.

وبرغم السعى الدؤوب لإدارة بايدن في عودة الدبلوماسية الأمريكية فى حل الأزمات الدولية، إلا أن هناك عدة تحديات تقف حجر عثرة أمام الرئيس الأمريكى وإدارته.

يتمثل التحدى الأول فى التعامل مع روسيا، خاصة فى ظل الاتهامات التى يوجهها الكونجرس إلى موسكو فى عمليات القرصنة الاليكترونية. وبينما يسعى بايدن إلى التأكيد على عودة الدبلوماسية الامريكية، يجد نفسه مضطرا إلى سلك سبيل مختلف فى التعامل مع التهديدات الروسية. وتدرك واشنطن أن روسيا اليوم باتت تمثل تهديدا حقيقيا، ليس فقط على الساحة الاوروبية، كما كان معتادا، ولكن ايضا على الساحة العالمية عبر الهجمات السيبرانية المستمرة.

التحدي الثاني يظهر فى آلية مواجهة النفوذ الصينى المتصاعد، سواء الاقتصادى أو العسكرى. وبرغم ان الملف الصينى يعد أكثر الملفات تحديا لأى رئيس أمريكى خلال العقدين الماضيين، إلا أن هذه الفترة تبدو مختلفة فى عدة نواحى. أولا، أنها جاءت بعد حرب تجارية واسعة وقعت لأول مرة بين اكبر اقتصاديين فى العالم. ثانيا، أنها تأتى فى ظل وباء مميت يضرب العالم كله، ويهدد بانهيار بعض الاقتصادات. ثالثا، علو النبرة العسكرية لبكين خاصة فى منطقة بحر الصين الجنوبى.

أما التحدي الثالث، وهو الأهم، فيتمثل فى استعادة الثقة الاروبية فى الحليف الأمريكى. فقد شهدت العلاقات عبر الأطلسى اضطرابات وانقسامات عميقة خلال الأربع سنوات الماضية بسبب سياسات ترامب القومية. وبالرغم من محاولات بايدن لعودة تلك العلاقات إلى سابق عهدها، إلا أن هناك عدة تساؤلات تبقى مفتوحة فى هذا الصدد. أولا، ما هو معدل السرعة الذى يمكن لبايدن أن يعيد إصلاح ما أفسده ترامب فى العلاقات مع الحليف الاوروبى؟ ثانيا، إلى أى مدى يمكن لأوروبا أن تستعيد الثقة مرة أخرى فى واشنطن؟ ثالثا، كيف يمكن لبايدن التعامل مع اوروبا الجديدة بعد انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الاوروبى؟

للإجابة على هذه التساؤلات، يجب أولا الإشارة إلى أن القادة الأوروبيين ينظرون الآن بحذر شديد إلى محاولة التمرد التى وقعت داخل مبنى الكونجرس فى 6 يناير. عندما اقتحم مجموعة من المتظاهرين مبنى الكونجرس الامريكى وطالبوا بالغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، ويرى القادة الأوروبيون أن هذه الحادثة دليل واضح على مدى الانقسام الداخلى الذى تعانى منه الولايات المتحدة، كما ينظر البعض بقلق شديد إلى مستقبل العلاقات مع امريكا فى حالة فاز ترامب فى ولاية ثانية أو فاز مرشح يحمل نفس أفكاره.. يبقى هنا تساؤلان مهمان. أولا، ماذا لو تكررت حادثة التمرد فى واشنطن مرة اخرى؟ ثانيا، إلى أى مدى يمكن لاوروبا الاعتماد مرة اخرى على الولايات المتحدة فى تحقيق أمنها. ولعل الرئيس الفرنسى، ايمانويل ماكرون، اعلن صراحة أن الاتحاد الاوروبى لا يجب ان ينتظر الحماية من الولايات المتحدة بعد ذلك.. يعلم بايدن حجم الاضطرابات التى خلفتها ادارة ترامب فى علاقات امريكا مع حلفائها. ولذلك تبدو استراتيجيته تدريجية فى استعادة الدور الامريكى. وتتركز هذه الاستراتيجية فى جانبين مهمين، اولا: عودة واشنطن إلى طاولة المفاوضات العالمية. ثانيا، استعادة ثقة الحلفاء خاصة الاتحاد الاوروبى.

وعلى عكس ترامب، الذى اعتبر أوروبا منافسًا تجاريًا، يسعى بايدن إلى استعادة ثقة الاوروبيين فى مواجهة نفوذ روسيا والصين. كما يحتاج بايدن إلى الدعم الاوروبى فى حل قضايا عالمية اخرى، يبدو البرنامج النووى الايرانى على رأسها.

وبالرغم من أن الادارة الامريكية لم تبد أية تفاصيل حول سياستها بشأن الاتفاق النووى، إلا أن المؤشرات الحالية تنبئ بعودة المفاوضات مع طهران. كما ينتظر بايدن دعما اوروبيا اكبر فى ايجاد حل للصراع فى اليمن ووقف الحرب فى افغانستان. وبطبيعة الحال، لن تقدم اوروبا ذلك الدعم إذا لم تحصل على الثقة فى الحليف الأمريكى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة