صورة ارشفية
صورة ارشفية


الطبيعة غاضبة.. صقيع وأمطار «ولسعات برد» مستمرة

«النينو» و«اللانينا».. ظاهرتان تسببتا في تغير الطقس بمصر

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 21 فبراير 2021 - 02:45 ص

كتب: محرم الجهيني

خلال الأيام الماضية شهدت البلاد حالة من الطقس السيئ شديد البرودة مع سقوط أمطار تختلف شدتها بين محافظات الدلتا والمحافظات الساحلية والمطلة على البحر؛ حيث كانت هناك فرصة لسقوط كرات صغيرة من الثلوج مما أدى إلى حالة من الصقيع لم تشهدها البلاد من قبل.

وبالرجوع إلى الخبراء المتخصصين لمعرفة لماذا تغير شتاء مصر ليكون بهذه الشدة فى الانخفاض مع موجات الصقيع وهطول متواصل للأمطار خاصة على شمال الدلتا أو يكون أكثر دفئاً عن المعتاد..وهل سيستمر هكذا خلال المواسم القادمة, وما تأثيره علي المزروعات من المحاصيل والخضراوات؟

شاهد أيضا:درجات الحرارة في العواصم العربية السبت 20 فبراير


بداية قال الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة، إن علم  المناخ علم واسع جداً ولا أحد يستطيع التنبؤ بسلوك جوي مرجح على المدى البعيد لذلك كل نظرية جوية تقابلها احتمالات مضادة لكن المسؤول عن هذه الاضطرابات المناخية هي فى الغالب ترجع لظاهرتين مناخيتين وهما النينو واللانينا.

وأضاف أن ظاهرتي النينو واللانينا تنشآن وتتطوران في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي كل فترة، وتؤدي كل منها إلى التأثير على أنماط توزيع الغيوم ومتوسط درجة الحرارة بشكل مختلف، وإن كانت مدة هذا التأثير تعتبر أقل زمنيا مقارنة بمدة تأثير الدورات الشمسية.

ويتمثل تأثير «النينو» في زيادة درجة حرارة المياه السطحية في تلك المنطقة بشكل لافت، خاصة في فصلي الصيف والخريف، مما ينتج عنه تولد تيارات مائية بحرية دافئة، وتحركها شرقاً لمسافات طويلة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تغيرات مناخية وبيئية قاسية، أبرزها ارتفاع درجة الحرارة وزيادة موجات الجفاف واضطراب المناخ بشكل عام بالقرب من سواحل أستراليا الشرقية وإندونيسيا.

وأوضح أن هناك تأثيرات مماثلة لكنها أقل حدة على سواحل الهند وشرق وشمال  أفريقيا (مصر) وبقاع أخرى بنصف الكرة الجنوبية وتتعاقب مع ظاهرة «النينو» في نفس المنطقة بالمحيط الهادي، ظاهرة بحرية أخرى هي ظاهرة «اللانينا»، والتي تؤدي إلى تأثيرات معاكسة تتمثل في انخفاض درجة حرارة المياه السطحية وبرودة الطقس نسبياً في أكثر من منطقة عبر العالم والواقع أن العالم على وشك الخروج من تأثيرات ظاهرة «النينو» التي بدأت منذ عام 2015، وهناك بوادر قوية على تعاقب موجة جديدة من «اللانينا» بعدها، مما يمثل بدوره علامة على انخفاض درجة الحرارة على سطح الأرض بشكل إضافي خلال المواسم المناخية القريبة.


وأشار فهيم إلي أن «النينو» ظاهرة جوية تتعلق بارتفاع درجة حرارة سطح وسط وشرق مياه المحيط الهادي عند خط الاستواء تقريباً بقيم أعلى من المعدلات وتتكرر كل بضع سنوات ومن المتوقع بنسبة 65% أن يشتد تأثيرها في المواسم القادمة وهذه الظاهرة تعمل على قلب النظام الجوي الاعتيادي بين غرب المحيط وشرقه؛ حيث إننا نتأثر إجمالاً بالمؤثرات الأوروبية نتيجة مسار الكتل الباردة والرطبة الطبيعية من الغرب نحو الشرق (غالباً وليس دائماً).

وتابع أنه عادةً تكون تأثير هذه الظاهرة يكون بطريقة غير مباشرة على أجواء المحيط الأطلسي؛ حيث يسمح تبريد الهواء الهابط بتشكل مرتفعات جوية قوية مقابل شمال غرب أفريقيا وشبه الجزيرة اللايبيرية (إسبانيا والبرتغال) وبالتالي تزداد هيمنة ما يعرف بالمرتفع الآزوري في هذه المنطقة لكن في حال تم تحييد العوامل المؤثرة الأخرى.

وأكمل أن منها مسارات الرياح القطبية والإبقاء على ظاهرة النينو فقط سنحصل على فرص أكبر لبناء مرتفعات جوية تمتد من غرب أوروبا وأفريقيا وصولاً إلى أواسطهما نتيجة تعمق المنخفض الآيسلاندي شمال غرب أوروبا وبالتالي تندفع الكتل الباردة والمنخفضات عبر شرق أوروبا نحو الشرق المتوسط (مصر) لنحظى بالأمطار والثلوج على دفعات.. مشيراً إلي أن الاحتمالين السابقين هما نتيجة ربط  ظاهرة النينو بطريقة غير مباشرة مع  طقس  أوروبا المؤثر علينا شتاءً في ظل «تحييد« العوامل الجوية الأخرى المؤثرة والتي قد تقلب الأمور رأساً على عقب .

وقال الدكتور محمد فتحي سالم أستاذ النبات بجامعة السادات إن حالة الطقس التي تمر بها البلاد ستستمر لعدة أيام تالية وبالتالي سيكون تأثيرها سلبياً على المزروعات ولذلك يتوجب على المزارعين رش مبيدات وقائية للقضاء علي الفطريات التي تظهر بسبب الرطوبة, خاصة محصولي الفراولة والبطاطس كما لا بد من بحث الحالات التي أصابتها خسائر في المزروعات لتعويضهم لذا يتوجب علينا إنشاء صندوق لتعويض المزارعين المضارين بسبب العوارض ففي إسبانيا تم تعويض مزارعي محصول الفراولة المضارين بسبب الطقس السيئ بحوالي 40% من خسائرهم .
اقرأ أيضًا: ننشر درجات الحرارة في العواصم العربية.. غدًا 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة