عبدالحميد عيسى
عبدالحميد عيسى


أمواج

الضوء اللامع للقرية والتابع

عبدالحميد عيسى

الأحد، 21 فبراير 2021 - 07:26 م

آن الأوان أن تبتسم القرية بتوابعها وتحتفل بشروق شمسها وتألقها المرتقب فقد شعر القائد بمعاناتها وضرورة تطويرها بتوابعها.
لقد حل التعب بالقرية التى شهدت مولدنا وعشنا فيها أجمل الأيام وسمعنا من الساقية والمحراث والنورج أحلى الألحان. لكن على مدى عقود فائتة لم تطلها يد التعمير بعد أن ابتعدت على مر العصور والأيام عن عيون القيادات فطالها الإهمال حتى اختفى صوت الآلات فضعفت مواردها ولم يعد هناك مذاق لإنتاجها الأخضر فوهن حضنها ولم يعد قادرا على استيعاب أبنائها الذين هجروها حيث تلمع أضواء القاهرة.
وعد الرئيس بأن يفعل كل شئ جميل للمصريين فأوفى بالوعد وبدأ الجمال يلوح شرقا وغربا وشمالا وجنوبا حتى بدأت طلائعه تصل القرية لتكمل مع المدينة عزف تلك السيمفونية التى بدأتها الأيدى المصرية فأنجزت منها الكثير فى زمن قياسى.
قرانا كانت فى انتظار عصر يفتح لها باب الامل لحياة كريمة تعوضها معاناة زمن فات،بعد إهمال طالها كل تلك السنوات.
استمتعنا ببداية حياتنا فى القرية رغم امكاناتها التى لم تكن على ما يرام،لكن حينما استأذنت الكهرباء بالدخول،دخلت وكأنها ضيف» يتململ» كل لحظة يريد الرحيل،انقطاع مستمر وكأنها جاءت بتوصيلة مؤقتة لفرح أو لمأتم جعلتنا نتمنى عودة «الشمعة» التى لم نشعر يوما بانقطاعها بل تطورنا إلى لمبة الجاز نمرة ٥ ثم نمرة ١٠ فالفانوس ثم» الكلوب» ذو الرتينة البيضاء.
لم يسمع أحد عن البنية التحتية أو يفكر يوما أن المياه يمكن أن تسير فى ماسورة وتخرج من الحنفية لكن الرزق الذى جعل الساقى ينقل لنا ما نحتاج من مياه عن طريق « القربة» المصنوعة من الجلد من الترعة المجاورة الذى يعبرها المركب بطريقة شد الحبل،وحينما دخلت المياه فى جزء من القرية جاءت كالدجاجة التى تريد أن تضع البيضة فلم تجد مكانا سوى الدور الارضى.
أما ساكن التابع فقد عانى أشد المعاناة فلم يجد أمامه الطريق الممهد للوصول إلى القرية والاستمتاع بأول حنفية أقيمت فيها إلا بركوب الحمار الشقى الذى يجيد السير فى الطرق الوعرة.
إنها القرية التى تركنا حضنها منذ عشرات السنين ومازالت تعانى فى البنية الاساسية والطرق والتعليم والصحة،لذا كانت استجابة الرئيس لندائها بلسما بدأت بشائره على وجوه أبناء القرى وتوابعها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة