إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

بين أديب وأمين!

إيمان أنور

الأحد، 21 فبراير 2021 - 07:58 م

رغم الاختلاف الكامل بين الواقعتين.. الحادث الذى تعرض له الاعلامى عمرو اديب وتطاول الاعلامى تامر أمين على ابناء صعيد مصر وريفها.. ورغم ان المقارنة بينهما ترجح كفة اديب نجاحا وقبولا ومتابعة على حساب امين الا ان تزامن الواقعتين اظهر ان هناك خيطا مشتركا بينهما بدا واضحا جليا بما لا يدع مجالا للنقاش وهو عدم رضا الاغلبية من عامة الناس عن الاداء الاعلامى لكل من عمرو وتامر.. وهو ما يمكن البناء عليه.. اذا ما اتخذناهما مثالا.. بعدم اقتناع المشاهدين بالاداء الاعلامى بصفة عامة.. ففى حالة اديب تابعنا مواقع التواصل الاجتماعي التى انهالت بالدعاء عليه والتشفى فيه وانتقاده وهناك من ذهب بعيدا عن التعاطف معه واصفا سيارته الفارهة التى يتجاوز سعرها المليونى جنيه وامكاناتها التى كانت سببا فى حمايته من موت محقق واكيد لولا لطف الله.. هذه الصورة الغريبة عكست ايضا تغيرا مخيفا فى الشخصية المصرية التى كانت تحكمها دائما نزعات التسامح والحسرة والحزن والشهامة خاصة فى اوقات الضعف حتى لو كان الشخص من ألد الاعداء.. اما ما رأيناه من ضغينة وغل لمجرد انه اعلامى يطل علينا كل مساء ليبدى رأيه سواء كان وفق اجندة بعينها او غير محايد او متناقض مع ذاته فى بعض الاحيان يرسخ لهذا المفهوم الجديد علينا.. اما فى حالة امين.. وهو فى رأيى اقل متابعة ونجاحا عن اديب.. فتحول الامر إلى مغالاة ومزايدة فى عدم قبول اعتذاره.. نعم هو اخطأ فى حق اهالينا غير انه اعرب عن اسفه بأن «جزمة» الصعايدة على رأسه.. ورغم ذلك انهالت عليه الشتائم والسباب ولم تشف كلماته المذلة لنفسه الغليل.. كما لم يشفع له وقف برنامجه وراتبه وتحويله للتحقيق بل بلغت الرغبة فى ذبحه منتهاها عندما سمعنا أن أحد أعضاء البرلمان تقدم ضده بطلب لمناقشة مسألة وقفه نهائيا عن الظهور على شاشة التليفزيون!!.. لست مع التهوين من إسفاف تامر كما اننى ضد التهويل والمبالغة ايضا!..
لعل ما نستخلصه من حادث اديب واهانة امين أولا هذا التغير السلبى الكبير الذى طرأ على الشخصية المصرية وعدم التسامح عند لحظات الضعف والذى ربما يرجع لضغوط وصعاب الحياة.. ثانيا عدم رضا واقتناع المصريين عن الاداء الاعلامى بصفة عامة والذى يدعو بالضرورة إلى وقفة وبحاجة لمراجعة!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة