نابليون خلال محاولة فتح عكا
نابليون خلال محاولة فتح عكا


حكاوي الحضري..

15 سببًا لفشل نابليون في فتح عكا.. ليس من بينها أنه «نسى المفتاح»

إيهاب الحضري

الأحد، 21 فبراير 2021 - 08:38 م

لماذا‭ ‬فشل‭ ‬نابليون‭ ‬فى‭ ‬فتح‭ ‬عكا؟‭ ‬سؤال‭ ‬ظل‭ ‬شبه‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬امتحانات‭ ‬مادة‭ ‬التاريخ. ‬لهذا‭ ‬حفظنا‭ ‬إجابته‭ ‬جيدا‭ ‬قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬كى‭ ‬لا‭ ‬نُضيّع‭ ‬درجات‭ ‬مضمونة،‭ ‬ثم‭ ‬ابتكر‭ ‬أحد‭ ‬الظرفاء‭ ‬دعابة‭ ‬انتشرتْ‭ ‬بشكل‭ ‬غريب،‭ ‬وهى‭ ‬أن‭ ‬القائد‭ ‬الفرنسى‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬لمجرّد‭ ‬أنه«نسى‭ ‬المُفتاح‮»‬‭! ‬كرّرنا‭ ‬هذه‭ ‬النُكتة‭ ‬كثيرا،‭ ‬ثم‭ ‬أدركنا‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬أنها‮»‬‭ ‬بايخة‮»‬‭ ‬جدا‭! ‬،كانت‭ ‬مغامرة‭ ‬عكا‭ ‬مصدر‭ ‬ضيق‭ ‬لنابليون،‭ ‬لأنها‭ ‬سجّلت‭ ‬فشله‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اعتقد‭ ‬أنه‭ ‬سيضم‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭ ‬لإمبراطوريته‭ ‬سبقتْه‭ ‬الأخبار‭ ‬من‭ ‬الشام‭ ‬وتحدّثتْ‭ ‬عن‭ ‬خسائره‭.‬

فرح المصريون دون أن يُظهروا حقيقة مشاعرهم، حتى لا يتعرضوا للعقاب، خاصة أن جنود الحملة يصابون بالهيستيريا عندما يتحدث أحد عن هزيمتهم فى أى معركة، حتى أنهم هددوا بقطع لساني مواطنين، لأنهما أشاعا تدمير الإنجليز للأسطول الفرنسى فى أبى قير، ونجا الشخصان من العقاب الدامى بعد تدخل الكثيرين، وتم الاكتفاء بتغريمهما مبلغا باهظا، بتهمة بث الشائعات.. التى تأكدتْ صحتها بعد ذلك.

قبل عودة بونابرت من الشام، رأى أن الأمر يحتاج لعملية" غسيل مُخ"، كى لا تستقبله القاهرة بحكايات الهزيمة، فأرسل خطابا للديوان العمومي، الذى يضم شيوخا مصريين، أورد الجبرتي نصه، وتحدث فيه القائد الفرنسي عن الانتصارات التي حققها، وأكد عودته بأسرى وغنائم كثيرة، كما أشار إلى الخسائر التي ألحقوها بأحمد باشا الجزار والي عكا، وتكشف نهاية الخطاب السبب الأساسي لإرساله، حيث قال:" لكن جُملة فلانية دائرون بالفتنة لأجل ما يُحركون الشر في وقت دخولي.. كل هذا يزول مثل ما يزول الغيم عند شروق الشمس"!

كما أرسل القائد الفرنسي رسالة أخرى فى 6 يونيو 1799، إلى قادة الحملة بمصر، تضمّنتْ 15 سببا لرفع الحصار عن عكا، مثّلت "الشماعة" التى يُعلّق عليها فشله، من بينها أن الإنجليز ساعدوا أهل المدينة، وصادروا 6 مراكب فرنسية كانت تضم مدافع كبيرة، كما حاولوا مهاجمة الإسكندرية ودمياط، فضلا عن قلاقل المماليك فى الصعيد، والطاعون الذى أصاب الفرنسيين بالشام.

تبدو رسالة نابليون لرفاقه كعريضة دفاع، تُقدم أسبابا منطقية لإخفاقه فى المهمة، ورغم ذلك جرى الترتيب لدخوله القاهرة كما لو كان منتصرا، فمرّ موكبه الضخم من باب النصر محاطا بالطبول والمزامير وطلقات المدافع، واستمر ذلك نحو خمس ساعات، وعندما وصل بونابرت إلى منزله بالأزبكية، بدأت مظاهر احتفالات أخرى تواصلتْ لثلاثة أيام!!

لكن المصريين لم ينخدعوا بالنصر الزائف، بعد أن شاهدوا الجنود وقد اصفرتْ وجوههم من شدة المعاناة. وبعد مرور أكثر من أسبوع، اضطر الفرنسيون لتعليق منشورات بالأسواق، بدأتْ بنصيحة المواطنين ألا يتبعوا خطوات الشيطان، وألا يطيعوا أمر المسرفين الذين يُفسدون فى الأرض! وتحدثت المنشورات عن استقبال الكثيرين لنابليون عند عودته، لتنفى شائعة انتشرتْ بأنه تعرّض للقتْل، وبعد حديث عن ملابسات المعركة، ذكرتْ أن والى عكا حمل اسم الجزار لكثرة ما ارتكبه من مذابح، وأنه كان يُخطّط للهجوم على مصر فخرج بونابرت لمنعه، وبالفعل قتل 5 آلاف من جنوده، وبرّر كاتب المنشور عودة القائد دون فتح عكا بسببين، الأول أنه وعد بالرجوع بعد 4 أشهر: "والوعد عند الحُر دين، والثانى أنه بلغه قيام البعض بتحريك الفتن في غيابه، فلما حضر سكنت الفتنة".

وانتهى المنشور بتحذير الأهالي من أن يتسببوا فى سفك دمائهم ونهب أموالهم، وألا يسمعوا كلام الكاذبين، ويرضوا بتقدير الله ويمتثلوا لأحكامه! عبارات فضفاضة تعنى ببساطة وقف حملات السخرية من المهمة الفاشلة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة