ماركيز دوساد
ماركيز دوساد


رغم كونه رمزا للعنف الجنسي..«ماركيز دوساد» فيلسوف تكرمه فرنسا  

ناريمان فوزي

الإثنين، 22 فبراير 2021 - 02:54 ص

يعد اسمه من أشهر أسماء الفلاسفة الفرنسيين في القرن الثامن عشر، فالماركيز دوساد ذاع صيته ليس كفيلسوف وأرستقراطي فقط بل لكون كتاباته اشتهرت بالممارسات الجنسية العنيفة التي كانت مجسدة أيضا على أرض الواقع. 

 

شاهد أيضا : الفيلسوف الفرنسي موران :السينما تحرك الشعوب ولكنها لاتغير افكارهم

 

والآن وعقب مرور أكثر من 200 عام على وفاته، كرمت فرنسا إسم دوساد وجعلت من مخطوطاته رمزا للتراث الوطني على الرغم من سيرته التي يصفها الكثيرون بـ"المشينة". 

Les Cent Vingt Journées de Sodome، أو أيام سدوم المائة والعشرون، هي المخطوطة التي وقع اختيار فرنسا عليها لجعلها رمزا للتراث القومي. 

وجاء قرار الحكومة الفرنسية قبل يوم فقط من عرض المخطوطة للبيع في مزاد علني في باريس، مما يعني أن هذه الوثيقة التي هي من أقدم أعمال دي ساد الخيالية، لا يجوز إخراجها من البلاد لمدة 30 شهرا على الأقل. وخلال تلك الفترة، كما يقول مسؤولون مشاركون في عملية البيع والقرار الحكومي، من المتوقع أن تقوم الدولة بجمع الأموال اللازمة لشرائها بأسعار دولية. 

وقال خبير مخطوطات القرن الثامن عشر فريدريك كاستاينج إن رواية دوساد، التي كتبت على لفافة طولها 90 سنتيمترا وعرضها 10 سنتيمترات فقط، "وثيقة أدبية هامة لتاريخ الأدب الفرنسي". 

وقالت وزارة الثقافة الفرنسية إن المخطوطة في حالة "ممتازة"، نظرا لظروف السجن التي كتبت فيها والرحلة الاستثنائية التي قطعتها عبر أياد مختلفة، وأشارت أيضا إلى الشهرة الواسعة لهذا العمل وتأثيره على عدد من كتاب القرن العشرين الفرنسيين. 

وكان من المتوقع أن يصل ثمن المخطوطة في مزاد اليوم إلى ستة ملايين يورو، كجزء من بيع مخطوطات تاريخية لشركة استثمار فرنسية اتهم مؤسسها العام الماضي بتدبير أكبر عملية احتيال فنية في العالم. وقد أفلست الشركة في عام 2015 بعد شراء أكثر من مائة ألف مخطوطة. 

وعن دوساد، فقد ولد في باريس عام 1740، عرفت أعماله بالإجرامية والمجدفة ضد الكنيسة الكاثوليكية، وقد كان إبان الثورة الفرنسية نائباً منتخباً في المؤتمر الوطني، إلا أنه قضى الأعوام الثلاثة عشر الأخيرة في مستشفى المجانين وتوفي عام 1814. 

كان يكره أمه، وامتثل لقرار أبيه بالزواج من إحدى الفتيات والتي سرعان ما ابتعد عنها، وقام بإنشاء مكان سري خصصه لنزواته ورغباته المحرمة بجلب العاهرات وإقامة علاقات معهن بصورة وحشية، وما إن كانت تذهب إحداهن لتقديم شكوى للشرطة حتى تقوم بالتراجع مقابل دفع مبالغ مالية. 

دخل دوساد سجن الباستيل لمدة 10 أعوام بتهمة استغلال فتيات جنسيًا، وكانت زنزانته ضيقة، ولهذا اعتاد أن يصرخ في وجه السجّان، وكان في الزنزانة المجاورة له «ميرابو»، أحد أبطال الثورة الفرنسية، يصرخ دائمًا: «إنني أموت حيًا، إنني في قبر، إنني في ظلام دائم» 

عكف أثناء سنواته في الباستيل على كتابة «120 يومًا في سدوم»، وسجل هذا الكتاب في مخطوط طوله 12 مترًا، وعرضه 5 بوصات، ويضم 25 ألف كلمة، ملأ بها الورق وجهًا وظهرًا، ولما زارته زوجته أعطاها المخطوط الذي ظل سرًا لا يعرفه أحد لأكثر من قرن، ثم نشر بعد ذلك. 

ويعرض فيه «دوساد» قصة 36 رجلًا وامرأة في 4 أشهر من حوادث جنسية، وذلك على لسان 4 من النسوة، وصّور المخطوط 600 وضع جنسي غريب، ليصبح بذلك أول تبويب علمي للشذوذ الجنسي في التاريخ، ولهذا يوليه علماء النفس اهتمامًا خاصًا، ومنه ابتدع الكاتب الألماني، ايبنج كرافت، كلمة «السادية» الدالة على لذة التعذيب. 

وضعه وزير الداخلية في سجن مصحة «شارنتون»، بغرفة منعزله، ومنع تزويده بالحبر والورق، إلى جانب ضجره بتحقيقات المسؤولين الحكوميين لدرجة أن «نابليون» رأى وجوب استمرار عزله في المصحة، فتدهورت صحته للغاية، ومات في 2 ديسمبر 1841. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة