صورة توضيحية
صورة توضيحية


لعشاق القراءة.. 4 كتب تلخص تاريخ العالم

نادية البنا

الإثنين، 22 فبراير 2021 - 04:18 ص

التاريخ والجغرافيا من المواد الثقافية الشيقة لكل محبي القراءة، ووسط كل مجموعة كتب نقتنيها، نميل لاختيار كتاب موسوعي في مجاله.

 

شاهد أيضا:مكتبة الإسكندرية تصدر كتابا موسوعيا عن المقر الباباوي للكنيسة الأرثوذكسية 

 

وفي عصر السرعة ظهرت حاجتنا إلى الكتب السهلة الممتعة التي تجمع لنا أكبر قدر من المعلومات عن حقل نريد معرفته.

وفي السطور التالية نستعرض أبرز 4 كتب ضمت بين سطورها تاريخ هذا الكوكب وجغرافيته لتلبي غرض الاطلاع والاستمتاع بالتاريخ.

 

«مرايا.. ما يشبه تاريخًا للعالم»

كتاب لأصحاب الذوق المختلف عندما يتعلق الأمر بالقراءة في التاريخ والجغرافيا، يبدو ذلك من الغلاف، والعنوان، واسم المترجم صالح علماني، ما يعدك بقراءة ممتعة دون شك، وإن كنت لا تعرف الكاتب.

يصف الكاتب إدواردو غليانو نصه بـ«أكثر من مشروع هذياني»، وهو كذلك بالفعل؛ فالكاتب أحد أعلام أمريكا اللاتينية، صحفي متطرف من أوروجواي، شغوف بكرة القدم والتاريخ المأساوي لبلده، لكنه أيضًا شاعر وروائي ومخترع لامع لنوع خاص من الكتابة التاريخية.

يقدم جليانو في كتابه حلقات صغيرة لا يزيد طولها عن نصف الصفحة، يتنقل فيه من أفريقيا إلى حروب المياه المعاصرة، حتى روما واليونان، والكومونة الفرنسية، والمحرقة النازية، والتجربة الأوروبية، والاستعمار الأمريكي، وعصر التطرف، وإصرار البشر على إهدار موارد عالمهم المحدود، في رحلة نتذكر فيها قصص نعرفها لنراها بشكل جديد، أو تفاجئنا بما لا نعرفه.

صدرت ترجمة كتاب «مرايا.. ما يشبه تاريخًا للعالم» عام 2011، بلا مصادر أو مراجع ببلوجرافية وهوامش، ليفرد جليانو لنفسه مساحة يلقي فيها الضوء على أركان مظلمة في ماضي هذا الكوكب، قصص بعضها معروف، لكن دومًا ما تكون روح الدعابة حاضرة، حتى في لحظات الانكسار، التي لا تولد سوى أقواس قزح في بقعة مختلفة من تاريخ الكوكب وجغرافيته.

«موجز تاريخ العالم»

يعد كتاب «موجز تاريخ العالم» أحد أكثر الكتب طموحًا ونجاحًا، ولا يزال واحدًا من أكثر الأعمال المقروءة؛ يمتد من أصول الأرض، وأيامها الأولى ومخلوقاتها البدائية، وصولًا لنتائج الحرب العالمية الأولى، في سرد ممتع وموجز لتطور الحياة والجنس البشري.

الكاتب هو هربرت جورج ويلز،المعروف أكثر باسم ه. ج ويلز، وهو مؤلف إنجليزي، احترف كتابة الروايات الواقعية، وكان رائدًا في نوع الخيال العلمي، وكتب أكثر من 100 كتاب خلال مسيرته المهنية التي تزيد عن 60 عامًا، حتى انتهت بوفاته عام 1946؛ ومع ذلك، فإن أكثر ما يُذكر به هو كتابه «موجز تاريخ العالم»، والذي نقله «شيخ المترجمين»، الشيخ عبد العزيز توفيق جاويد، إلى العربية في عام 2002.

يأخذنا ويلز في رحلة عبر المكان والزمان من التطور العضوي لأول الكائنات الحية، ثم الديناصورات، للإنسان البدائي، والعصر الحجري، وصعود اليهودية، والعصر الذهبي لأثينا، وحياة المسيح، وظهور الإسلام، وفتوحات الدولة الإسلامية، والثورة الصناعية وتوسع الولايات المتحدة، لينهي كتابه بإعادة البناء السياسي والاجتماعي للعالم.

يجمع هذا الكتاب بين كم ضخم من المعلومات ورؤية تاريخية ثاقبة لصاحبه، وهو الذي قدم عددًا من التنبؤات الاجتماعية والعلمية في كتاباته منذ نهاية القرن التاسع عشر، بما في ذلك السفر بالطائرة والفضاء، والقنبلة الذرية، وتلك التنبؤات هي جزء من إرث ويلز وأحد الأشياء التي اشتهر بها.

«موجز تاريخ كل شيء تقريبًا»

يعتقد معظم المهتمين بالكتابة العلمية أن أفضل ما يمكنهم تقديمه في كتاب هو كشف غموض الطبيعة وحل ألغازها وسلبها ذاك السحر؛ ولكن الكتب العلمية لوقت طويل كانت الأقل شعبية، وظاهرة نادرة أن تكون في قوائم الكتب الأعلى مبيعًا. هنا يكمن سر نجاح بيل بريسون، في معرفته أن النثر الهزيل في كتب العلوم يخنق عند القارئ فضوله الفطري حول العالم الطبيعي.

كان بيل برايسون مستشارًا لجامعة دورهام، ثالث أقدم جامعة في بريطانيا، وزميل فخري في الجمعية الملكية البريطانية، والفائز بأعلى جائزتين أدبيتين في الاتحاد الأوروبي، جائزة «ديكارت» و«آفانتس»، وهو صاحب كتاب «موجز تاريخ كل شيء تقريبًا»، أحد أكثر الكتب مبيعًا وشعبية في عام 2005 في بريطانيا.

تكمن جاذبية لغة برايسون في كتابه الأشهر «موجز تاريخ كل شيء تقريبًا» في اعتباره رحلة استكشافية، وليس مهمة روتينية لفك طلاسم نشأة كون بلا ماضٍ؛ من جاذبية أسرار الطبيعة اللانهائية، واللااحتمالية المطلقة للحياة ووجودنا، واتساع الكون غير المفهوم، وصغر لا يوصف للكائنات الأولية رغم نشاط أجزائها الذي يفوق الطائرات الحربية.

«البشر.. موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء»

وقعت لوسي عن شجرتها في إثيوبيا قبل 3 ملايين و200 عام، لا يعرف أحد بماذا كانت تفكر، أو ماذا كانت تفعل بالضبط في ذلك اليوم، إلا أنها كانت تبحث غالبًا عن شيء تأكله، أو ذكر تصاحبه، حتى سقطت؛ لتصبح أشهر فرد في جنسها على الإطلاق، محدثة ذلك التحول المبدئي الذي أدى لوجودنا مع مرور الوقت حسب الكتاب.

قصة يسردها علينا توم فيليبس، في كتابه «البشر: موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء»، صدرت منه الترجمة العربية في يناير 2020، لكاتب وصحفي قسم وقته بين الكتابة الجادة وإلقاء النكات، ليوجز في كتابه واحدة من مفارقات القدر، وهي أن الأسباب ذاتها التي تدفعنا للفشل والتخريب هي عين الأشياء التي تفرقنا عن بقية الكائنات، فنحن نمتلك مخيلة تسمح بتخيل المستقبل وإجراء التغيير على الحاضر لجعل العالم مكانًا أفضل، وإن لم يحدث ذلك تمامًا.

يبدأ فيليبس بإلقاء الضوء على طريقة تفكير أسلافنا المختلفة عنا، وكيف خذلهم ذكاؤهم في محاولاتهم الحثيثة لترويض الطبيعة، ما قادهم في النهاية للتسبب بكوارث متلاحقة؛ فتتطور المجتمعات المبكرة، وتبدأ الحضارات المختلفة في لقاء بعضها، قبل أن نسافر عبر تاريخ طويل حافل بالانخراط في حروب بلا جدوى، حتى نصل إلى عصر الفتوحات العلمية والتكنولوجية، نهاية بتوقعه ما سيبدو عليه الحمق البشري في القرون المقبلة.

May be an image of text

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة