جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

الأفاعى لا تستسلم فى الشقيقة ليبيا!

جلال عارف

الإثنين، 22 فبراير 2021 - 07:30 م

بعض تعقيدات الموقف فى ليبيا تتكشف مع ما أعلنته وزارة الداخلية فى حكومة الوفاق التى تستعد لتسليم المسئولية للقيادة الليبية الجديدة عن تعرض الوزير «فتحى باش أغا» لمحاولة اغتيال فاشلة، وما أعلنه الطرف الآخر المتهم بالمسئولية عن الحادث، من أنه هو الذى تعرض لاعتداء من جانب قوات الحراسة الخاصة بوزير الداخلية.. علما بأن هذا الفريق يتبع ما سمى به «قوة دعم الاستقرار» التى تكونت تحت اشراف وزير الدفاع فى نفس الحكومة «حكومة الوفاق» وبموافقة من رئيس  الحكومة التى تستعد لإنهاء مسئوليتها «فايز السراج». مع الحادث عادت أجواء الحرب  إلى العاصمة الليبية طرابلس ومعها عادت المخاوف من تجدد الصراع القديم بين الفريقين، ومن اندلاع  حروب الميلشيات فى وقت تسابق فيه الاطراف الليبية الزمن مع قيادة جديدة يأمل الجميع أن تتمكن من انجاز مهام الفترة الانتقالية الصعبة قبل نهاية العام كما قررت الاطراف الليبية بالتوافق الذى تم تحت رعاية أممية .

كان معروفا ان الفرقاء الذين سيطروا على الحكم فى طرابلس  فى الفترة الماضية من خلال حكومة الوفاق كانوا يستعدون لمعارك الفترة الانتقالية ومصير العاصمة وواضح ان الحادث الذى تعرض له لايرتبط فقط بالصراعات القديمة، وإنما بصراعات جديدة مع أنباء عن احتفاظ «باش أغا»  بموقعه كوزير للداخلية فى الحكومة التى يجرى تشكيلها، ومع إعلانه عن عملية أسماها  «صيد الافاعي» لتفكيك الميلشيات الخارجة على الشرعية  التى سيطرت بالارهاب على طرابلس وهى المهمة الاصعب فى مهام المرحلة الانتقالية والتى تستدعى التوافق الوطنى والدعم الدولى لإنجازها.

عاد القتال لشوارع طرابلس ليذكر الجميع بأن الطريق مازال مليئا بالعقبات، وأن المتربصين (من الداخل والخارج) لن يتوانوا عن فعل أى شيء لتعطيل الحل السياسى، وان عصابات الإرهاب لن تستسلم بسهولة وجيوش المرتزقة والطامعين والمتصارعين على النفوذ والثروات الليبية لن ترحل الا مضطرة وأنه إذا كان التوافق بين القوى الوطنية الليبية هو حجر الأساس لنجاح عبور المرحلة  الانتقالية فإن الدعم  الدولى أمر ضرورى.. فالإرهاب لن يرضخ الا إذا أدرك ان هناك إرادة يتوافق العالم عليها من خلال قرارات حاسمة لمجلس الأمن وقوات دولية تدعم عبور المرحلة الانتقالية وتقول للدول الداعمة للإرهاب ان عليها ان تأخذ جنودها ومرتزقتها وترحل.

الطريق ليس سهلا للخروج من الاوضاع المأساوية التى عاشتها ليبيا.. لكن على الجميع ان يدرك ان الحل السياسى لابد ان يمضى لنهايته، وان إرادة الشعب الليبى «وليس الإرهاب أو من يدعمونه» هى من تقرر كيف تعبر ليبيا من قلب الفوضى والدمار الى الدولة التى لا تسمح للأفاعى بأن  تسمم الحياة!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة