صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الطائرة 114.. ذكرى إعدام إسرائيل لعشرات العرب "في الجو"

ريم الزاهد

الإثنين، 22 فبراير 2021 - 08:14 م

21 فبراير1973.. تاريخ يتذكره المصريون جيدًا حين أسقط الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد الطائرة الليبية 114 بالعمد وكانت من بين الضحايا الإعلامية سلوى حجازي.


 
بدأت القصة حين أقلعت طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية الرحلة 114 من طراز بوينج 727 من مطار طرابلس العالمي في طريقها إلى مطار القاهرة الدولي عبر مدينة بنغازي الليبية، وبعد دخول الطائرة الأجواء المصرية تعرضت لعاصفة رملية أجبرت الطاقم على الاعتماد كليا على الطيار الآلي.

 

اضطرت الطائرة بالدخول عن طريق الخطأ في المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت، فقامت طائرتان إسرائيليتان من طراز إف-4 فانتوم بإسقاط الطائرة في صحراء سيناء، ونتج عن الحادث مقتل 108 ممن كانوا على متنها، ونجا خمسة أشخاص فقط بينهم مساعد الطيار.

 

 


كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباح يوم 21 فبراير 1973 عندما أقلعت طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية الرحلة 114 من طراز بوينج 727-244 في رحلة منتظمة اعتيادية من مطار طرابلس العالمي بالعاصمة الليبية طرابلس متوجهة إلى مطار القاهرة الدولي بالعاصمة المصرية القاهرة، وتوقفت لفترة من الوقت في مطار بنينة الدولي بمدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا، لتغادر وعلى متنها 113 شخصاً 104 ركاب وتسعة من أفراد الطاقم. 

 

اقرأ أيضًا| مواطن يتبرع بعينيه لـ«عقيلة راتب»

 

كان مساعد الطيار ليبي الجنسية، فيما كان قبطان الطائرة جاك بورجييه ومهندس الرحلة وأغلبية الطاقم يحملون الجنسية الفرنسية، وذلك بموجب عقد تم إبرامه بين شركة الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية العربية الليبية، واستمرت الطائرة في رحلتها حتى دخولها للأجواء المصرية.

 


ضياع الطائرة وإسقاطها

 

أثناء تحليق الطائرة على ارتفاع عال فوق الأجواء المصرية تعرضت لعاصفة رملية شديدة، وبعد وقت قصير اكتشف قبطان الطائرة أنه قد ارتكب خطأ ملاحياً، حيث اتضح له وجود عطل في بوصلة الطائرة، ولم يتمكن بالتالي من الاستدلال على المسار السليم للرحلة، بالإضافة لذلك تم فقد المرشد اللاسلكي لخطها الجوي، ولم يتمكن الطاقم من تحديد موقعه.

 

 

وبحلول الساعة الواحدة إلا 10 دقائق تلقت الطائرة إشارة من برج المراقبة بمطار القاهرة تعطي القائد المعلومات الخاصة بتصحيح مساره وتحذره من إمكانية أن تكون الطائرة محلقة فوق صحراء سيناء المحتلة آنذاك.

 

وكانت المفاجأة أن الرياح القوية وعطل البوصلة تسببا في نزوح الطائرة لتطير فوق قناة السويس، في ذلك الوقت كانت مصر وإسرائيل في حالة حرب بسبب احتلال شبه جزيرة سيناء بعد نكسة يونيو 1967، وكانت الهجمات المتبادلة معلقة بسبب اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار.

 

وبعد مرور دقيقتين فقط دخلت الطائرة الليبية المجال الجوي لسيناء محلقة على ارتفاع 20.000 قدم، وفي الساعة 13:59 قامت مقاتلتان تابعتان للقوات الجوية الإسرائيلية باعتراض الطائرة الليبية لغرض التحقق من هويتها.

 

وزعمت الرواية الإسرائيلية أن أحد طياري الطائرة الحربية طالب طاقم الطائرة المدنية بعد مشاهدتهما عيناً بعين بأن تتبع طائرة من الطائرتين الإسرائيليتين باتجاه قاعدة ريفيديم الجوية الإسرائيلية، لكن طاقم الطائرة رفض الأمر وتابع الطيران في وجهته.

 

أطلقت بعد ذلك إحدى المقاتلتين صاروخاً باتجاه الطائرة الليبية، والتي أصيبت بدورها وأدى ذلك إلى عطل بجناحها وتعطل الأنظمة الهيدروليكية بالطائرة، وحاول قائد الطائرة بعد ذلك الخروج من المجال الجوي لسيناء والعودة إلى منطقة غرب قناة السويس، إلا أن الطائرة قد لحق بها أضرار بالغة تجعل من العودة لمصر أمراً شبه مستحيل.

 

واضطر قائد الطائرة إلى اتخاذ قرار بالهبوط الاضطراري في منطقة مليئة بالكثبان الرملية في صحراء سيناء، فتحطمت الطائرة أثناء هبوطها لطبيعة هذه المنطقة غير الصالحة للهبوط ولقي 108 ممن كانوا على متنها مصرعهم، ونجا خمسة أشخاص فقط بينهم مساعد الطيار الليبي.

 

اتهام إسرائيل بالقتل العمد

 

آنذاك تم اتهام إسرائيل من قبل عدة أطراف بتعمدها إسقاط طائرة الركاب الليبية، إلا أن تل أبيب حاولت التملص من جريمتها في البداية، لكنها في 24 فبراير عندما تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة، اعترفت أن إسقاط الطائرة تم بـ"تفويض شخصي" من قبل دافيد إلعازار رئيس الأركان الإسرائيلي وقتها.

 

 لم تقم الأمم المتحدة باتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل، فيما وجهت المنظمة الدولية للطيران المدني إدانة ولوم إلى الحكومة الإسرائيلية بسبب الهجوم، في حين لم تقبل الولايات المتحدة الحجة التي قدمتها إسرائيل، ونددت بالحادث.

 


سلوى حجازي بين الضحايا

 

كان من بين ركاب الطائرة وزير الخارجية الليبية السابق صالح بويصير كما كانت أيضا مذيعة التلفزيون المصرية الشهيرة سلوى حجازي، كما أن جميع الركاب كانوا من المدنيين، ومعظم الضحايا من مدينة بنغازي حيث أقيمت جنازة شعبية ضخمة للضحايا حضرها معمر القذافي. 

 

وفي مارس 2008 بدأ نجل وزير الخارجية الأسبق صالح بويصير إجراءات لملاحقة حكومة إسرائيل قضائيا لمطالبتها بالكشف عن الحقائق المتعلقة بإسقاط طائرة الركاب المدنية الليبية العام 1973، وذلك عن طريق محامي معتمد في تل أبيب، والذي تقدم بمذكرة لرئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت ومينى ميزوز المدعي العام في وزارة العدل الإسرائيلية.

 

كما سعت أسرة المذيعة المصرية الراحلة سلوى حجازي برفقة عدد من أسر الضحايا الليبيين والمصريين إلى رفع قضية أمام المحاكم الفرنسية ضد إسرائيل لمطالبتها بتعويضات عن الحادث ومحاكمة مسؤولين سابقين في الحكومة الإسرائيلية عن هذا العمل الإرهابي.


وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن أحد طياري الطائرات الفانتوم الإسرائيلية التي أسقطت الطائرة المدنية اعترافه "بالشعور بتأنيب ضمير للمشاركة في ضرب الطائرة، رغم تأكده من عدم وجود أية أشياء أو مخاطر تهدد إسرائيل بعد أن رأى بالعين المجردة امتلاء الطائرة بالركاب المدنيين".
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة