محطة قطار الخارجة
محطة قطار الخارجة


حكايات| القطار الطائر.. أسرار عمرها 113 عاما لمحطة الخارجة 

خالد عز الدين

الثلاثاء، 23 فبراير 2021 - 09:19 ص

بعمر يتجاوز 113 عاما، لا تزال محطة القطار القديمة في مدينة الخارجة بالوادي الجديد، تحتفظ بقواتها وشموخها وسط صحراء مصر الغربية، فيما تستعد الآن للتحول لبقعة سياحية ساحرة.
 
داخل نادي الوادي الجديد الاجتماعي يقف مبنى متكامل لمحطة القطار شاملا مكاتب حجز واستراحة ودورات مياه وقضبان سكة حديد وعربة قطار ومظلة تحمل في تفاصيلها عبق التاريخ وتظل شاهدة على المستعمر الإنجليزي الذي شيد خط سكة الحديد بالواحات لنهب ثروات الوطن منذ مئات السنين.

الباحث في شؤن الواحات إبراهيم خليل مدير مكتبة مصر العامة سابقا تحدث عن الاحتلال الإنجليزي أسس شركة (واحات مصر الغربية) في العام 1905، وتم إنشاء خط سكة حديد يبدأ من عزبة (البوصة – المواصلة) في نجع حمادي بمحافظة قنا ليمتد غربا في صحراء مصر عبر دروب الصحراء مخترقا كل التلال والهضاب والكثبان الرملية وصولا إلى منطقة عزب الشركة حاليا بقرية المنيره شمال مدينة الخارجة.

أصبحت هذه المواقع حاليا قرى تدب فيها الحياة من زراعات متطورة ومدارس ووحدات صحية، ثم قامت شركة واحات مصر الغربية باستكمال حلمها بعمل مد خط سكة حديد إلى مدينة الداخلة.
 
أما الباحث في شؤونن الواحات محمود عبدربه فيروي أن قصة قطار الواحات تؤكد أنه تم اختيار أقصر دروب الصحراء لمرور الخط الحديدي بطول ١٩٧ كم عبر درب (أبي سروال) ما بين الخارجة وأبو تشت وفي مسافة يقطعها القطار تصل مدتها إلى 8 ساعات وعند الوصول لمحطة القارة كان الركاب القادمون من الواحات يقومون باستقلال القطار الذي يكان يقف تحديدا (في محطة المواصلة) بمحافظة قنا والمتجه للقاهرة لاستئناف الرحلة الطويلة. 

كان قطار الواحات يمر بمنحنيات خطرة جدا، وكان لابد من نزول القطار في منخفض الواحات؛ حيث كانت نقطة الهبوط هي (جبل الرفوف) شمال مدينة الخارجة، وما يزيد من الحذر أن القطار يهبط بشكل مستقيم ولكن بانحدار شديد، أما عند صعوده لـ(جبل الرفوف)  فكانت العربات تتعرض للانفصال عن الجرار الأمامي وينتج عن ذلك حوادث كارثية.

وكثير ما كان القطار يتعرض لتلك الحوادث في مساره ما بين الخارجةس والرفوف بسبب المنحدرات الشديدة وقلة الصيانة وفي فترة الأربيعينات ارتفعت معدلات الحوادث سنويا ومع كل حادثة كانت (سيارات الأوتومبيل الإسعافيه)  تتجه إلى مكان الحادث لإحضار المصابين ونقلهم للخارجة لإسعافهم.

وبنهاية الخمسينيات كان القطار قد تهالك مع كثرة الحوادث وقلة صيانة السكة الحديد ولكن لابد من توفير بديل مناسب وسريع للمواصلات، فتم التفكير في رصف طريق الخارجة- أسيوط وهو الطريق الذي بدأ بفكرتة القائم مقام (عقيد) محمد بك وصفى محافظ الجنوب سنة 1935.

ويجرى حاليا إعادة إعمار خط السكة الحديد وتأهيله من جديد بطول أكثر من 360 كيلومتر، بعد أن تمت الخط الذي تم سرقته بالكامل إبان ثورة 25 يناير2011.

اقرأ أيضا| حكايات| «على الأصل دور».. أسرار شارع المعز لدين الله الفاطمي 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة