جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

جَزُّ صوفِ الكِبَاش.. ذلك أفضل كثيرًا!!

جمال حسين

الثلاثاء، 23 فبراير 2021 - 08:10 م

يوم السبت الماضى توقفت طويلًا أمام بيان للنيابة العامة يحمل الكثير من المعانى التى تؤكد أن مصر تسير فى الطريق الصحيح، وتستعيد ثرواتها المنهوبة خلال عقود سابقة ترعرع فيها الفساد والإفساد.
البيان يقول: إن اللجنة القومية لاسترداد الأموال أبرمت تصالحا مع اثنين من المتهمين هما محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، ورجل الأعمال محمد مجدي راسخ فيما نُسب إليهما.
وأن اللجنة، برئاسة النائب العام المستشار حمادة الصاوي، وقعت عقد تسوية وتصالح فى الطلبين المقدمين منهما وبلغ إجمالى ما سددا لصالح الدولة مليارا و315 مليون جنيه.
وكان قد سبق صدور حكم فى ديسمبر 2016، بحبس محمد إبراهيم سليمان، بالسجن المُشدد 3 سنوات وحكم بالسجن 5 سنوات على مجدى راسخ، رئيس مجلس إدارة «سوديك» فى القضية ذاتها.
هذا الخبر يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ماضية بكل قوة للقضاء على الفساد الذى ترعرع خلال العقود السابقة، وقت أن تسابق المقربون من الساسة ورجال الأعمال فى الاستيلاء على ثروات مصر وخيراتها ونهبوا آلاف الأفدنة من أجود الأراضى، وحولوها إلى منتجعات سكنية وسياحية، وتضخمت أموالهم وثرواتهم وضاقت عليهم البنوك المصرية فقاموا بتهريب أموالهم إلى بنوك سويسرا وأوروبا.. هذا الخبر يزيد يقيننا بأن الدولة سوف تستعيد ما سرقه الحيتان الذين استغلوا قربهم من دائرة الكبار فى الاستيلاء على خيرات البلاد وتركوا الأغلبية يعانون شظف العيش ويسكنون العشوائيات.
من كان يصدق أن اثنين فقط يتصالحان مع الدولة مقابل مليار و٣١٥ مليون جنيه ؟!
ومن كان يصدق أن ٣ من كبار المقاولين بالإسكندرية سددوا مليار جنيه للتصالح فى مخالفات البناء، بعد أن بنى كل منهم من ٣٠ إلى ٤٠ برجًا سكنيًا مخالفًا تحت حماية فساد المحليات؟
من كان يتخيل تلك التفاصيل المروعة فى صفحات قضية القرن التى تنظرها محكمة جنايات القاهرة، ويحاكم فيها 17 شخصًا استولوا على أملاك الدولة بقيمة نصف تريليون جنيه، وهى القضية الأضخم فى تاريخ مصر؟!!.
إن ما حدث يذكرنى بمقولة والى دمشق لكبار مساعديه، عندما مرت بلاده بأزمة اقتصادية: «إن جزّ صوف الكباش أفضل من سلخ جلود الحملان».. قالها الوالى لمعاونيه عندما اقترحوا عليه أن يفرض ضريبة على صُناع النسيج فى دمشق.. سألهم: وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟
قالوا: من خمسين إلى ستين كيسًا من الذهب.
فقال: لكنهم أُناس محدودو الدخل.
قالوا: فليبيعوا جواهر وحلى نسائهم.
فقال: وماذا تقولون لو حصلتُ على المبلغ المطلوب بطريقة أفضل؟
وقام الوالى باستدعاء الفاسدين وواجههم بفسادهم، فسددوا أضعاف أضعاف المبلغ وعندما أشادوا بحسن صنيعه قال هم مقولته الخالدة "ألم أقل لكم إن جزّ صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان".
إننى فخور بعصر السيسى الذى ستعيد فيه الدولة الأموال المسلوبة خاصة أن التقارير تؤكد تورط 810 شركات فى الاستيلاء على مساحة 2٫8 مليون فدان من أراضى الدولة.
وتستحوذ شركات على مساحات شاسعة من الأراضى تصل إلى 500 ألف فدان فى 3 محافظات صحراوية، بينما استحوذت ٤٤ شركة على مساحات من 25 ألف فدان وحتى 10 آلاف فدان بإجمالى 360 ألف فدان، فى حين استحوذت 592 شركة على مساحة تصل إلى مليون و839 ألف فدان وتقدرت مستحقات الدولة بأكثر من تريليون جنيه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة