لقطة من فيلم «The prom»
لقطة من فيلم «The prom»


قبل إعلان الجوائز بأيام

اتهامات بالفساد والعنصرية تلاحق الجولدن جلوب الـ«٧٨»

الأخبار

الثلاثاء، 23 فبراير 2021 - 08:45 م

كتبت : هويدا حمدى 

فى‭ ‬أجواء‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬لإقامة‭ ‬احتفالات،‭ ‬حيث‭ ‬يسود‭ ‬الحزن‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬والبيوت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬كائن‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬بعين‭ ‬مجردة‭ ‬بأكبر‭ ‬دولة‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬يقام‭ ‬حفل‭ ‬الجولدن‭ ‬جلوب‭ ‬الـ‭ ‬‮٧٨‬‭ ‬الذى‭ ‬تنظمه‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬الأجانب‭ ‬بهوليوود‭ ‬HFPA،‭ ‬بشرق‭ ‬أمريكا‭ ‬وغربها‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬فى‭ ‬الخامسة‭ ‬مساء‭ ‬الأحد‭ ‬القادم‭ ‬بتوقيت‭ ‬لوس‭ ‬أنجيلوس‭ ‬بفندق‭ ‬هيلتون‭ ‬بيفرلى‭ ‬هيلز‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معتاد‭ ‬وتنقله‭ ‬تينا‭ ‬فاى،‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬اللحظة‭ ‬تنطلق‭ ‬فعاليات‭ ‬الحفل‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الغربى‭ ‬بنيويورك‭ ‬تنقله‭ ‬آمى‭ ‬بوهلر‭ ‬من‭ ‬مطعم‭ ‬‮«‬رينبو‭ ‬رووم‮»‬‭ ‬الأسطورى‭ ‬القابع‭ ‬بالطابق‭ ‬الخامس‭ ‬والستين‭ ‬بناطحة‭ ‬السحاب‭ ‬الأشهر‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬روكفلر‭ ‬بلازا‮»‬‭ ‬بقلب‭ ‬مانهاتن،‭ ‬ويعود‭ ‬تاريخها‭ ‬لثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭.. ‬ويضم‭ ‬روكفلر‭ ‬بلازا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬المقر‭ ‬الرئيسى‭ ‬لشبكة‭ ‬تليفزيون‭ ‬NBC‭ ‬وهى‭ ‬القناة‭ ‬الناقلة‭ ‬لحفل‭ ‬جولدن‭ ‬جلوب‭.‬

‭ ‬فيلم‭ ‬‮‬Nomadland‮‬         ‭ ‬فيلم‭ ‬‮‬Two of Us‮‬

دفعت NBC فى حقوق بث حفل العام الماضى أكثر من ٢٧ مليون دولار لجمعية الصحفيين الأجانب بهوليوود، ولم يعلن حتى الآن ما دفعته للحفل المنتظر، ويقدر عدد مشاهدى حفل الجولدن جلوب بما يقرب من ٢٠ مليون، بما يعنى أنه يقترب من حفل الأوسكار الذى تراجع العام الماضى إلى ٢٣‭,‬٦ مليون، وكان منذ بضع سنوات ٤٠ مليون مشاهد!.

نعود للرقم الذى يتداول الآن ويثير حفيظة الصحفيين والنقاد بعدد من الصحف والمواقع الأمريكية على رأسها «لوس أنجيلوس تايمز»، أكثر من ٢٧ مليون دولار، وملايين أخرى خلف الستار من شركات إنتاج وموزعين لمسلسلات وأفلام، تتحكم فيها جمعية لا تهدف للربح، تؤثر بشكل كبير فى أرباح الأفلام والمسلسلات بترشيحاتها وجوائزها، مما دعا الشركات لمحاولة شراء أصوات من الجمعية التى تضم تسعين صحفيا، وتواجه الجمعية هذا العام − وهى غالبا تهمة كل عام − اتهامات بالرشوة من بعض الشركات، كان آخرها رحلة فاخرة لباريس قدمتها بارامونت لثلاثين عضوا من الجمعية لزيارة لموقع تصوير مسلسل «إميلى فى باريس» وذهب إليه ترشيح لأفضل مسلسل موسيقى أو كوميدى ونالت نجمته ليلى كولينز ترشيحا لجائزة أفضل ممثلة عن دورها فى نفس المسلسل المتواضع جدا، وهكذا تستمر المجاملات المشبوهة، والتى تفتح باب الهجوم على الجمعية، وتثير البعض فيقلب فى دفاترها القديمة والحديثة، لتواجه اتهامات بالجملة. ووسط الجو المشحون جدا، يبدو أن الاتهامات المجردة لم تعد كافية، فقامت صحفية نرويجية «كريستى فلا» بمقاضاة الجمعية واتهامها بالاحتكار، وبتكريس ثقافة الفساد، ودعم أعضائها بشكل لا يليق بمنظمة معفاة من الضرائب، وكانت الجمعية قد وزعت على أعضائها الـ ٨٧ ما يقرب من مليونى دولار العام الماضى، ستزيد إلى ٢‭,‬١٥ مليون دولار حتى منتصف هذا العام فقط! مما يثير التساؤلات حول مخالفة الجمعية للوائح الإعفاء الضريبى، وهذه جريمة ضخمة فى أمريكا.. لذلك قلبت الرأى العام على الجمعية وجوائزها، خاصة والصحافة تقارنها بأكاديمية فنون وعلوم السينما المنظمة للأوسكار والتى لا تمنح أجورا لأعضائها.

ولم ترد الجمعية على تلك الاتهامات وآثرت الصمت، فى حين تواصل لوس أنجيلوس تايمز وغيرها التحقيقات لكشف فساد مالى إضافة لتهم عديدة ومعتادة تواجهها الجمعية كل عام بينها التحيز فى اختيار الفائزين بالجوائز، والعنصرية، والانحياز للمثليين وغيرها من اتهامات تنسى بعد إسدال الستار على الحفل السنوى لتعود قبله كل عام!!

لكن هذا العام يبدو أنه مختلف لسببين، هذا العام تنفجر الثورة من الداخل، فبعدما أقامت الصحفية النرويجية الدعوى القضائية، انضمت إليها الصحفية الإسبانية روزا جامازو التى صرحت بذلك معلنة أن الفساد استمر سنوات ومازال مستمرا وأنه قد حان الوقت لتدرك الجمعية أنها بحاجة للتغيير، والسبب الثانى أن الصحافة التى مازالت تحتفظ بقوتها حتى الآن فى أمريكا، مستمرة فى حملتها، وقد تسببت تحقيقات لوس أنچيلوس تايمز فى هزة عنيفة للجمعية، وانضم للصحيفة العملاقة عدد من الصحف والمواقع منها هوليوود ريبورتر وڤارايتي وديدلاين وغيرها بما يعد حملة صحفية قوية على فساد امتد ٧٨ عاما − كما يقولون − والحملة هذه المرة شاملة، امتيازات الأعضاء والهدايا باهظة القيمة من الاستوديوهات العملاقة، والتحكم فى عضوية الصحفيين بالجمعية ومنع الصحفيين المؤهلين للانضمام لها، والعنصرية فى اختيارهم، حيث لا تضم الجمعية صحفيا واحدا أسود حتى الآن ويؤثر هذا على الجوائز بالقطع.

 

وعلى سبيل المثال يغيب فيلم Judas and the Black Messiah بطولة عدد من النجوم السود عن الترشيحات رغم أنه أحد الأفلام المتميزة جدا هذا العام، وقد تجاهله أعضاء الجمعية عمدا، إلا أن الهجوم الحاد هذه الأيام ربما يمنح فيلم Trial of the Chicago 7 لآرون سوركين فرصا أفضل للحصول على جائزة (خاصة أفضل سيناريو)، خاصة وهو يتناول نفس القضية، محاكمة فاسدة لسبعة نشطاء اتهمتهم الحكومة الفيدرالية الأمريكية فى الستينات من القرن الماضى بالتآمر وإثارة الشغب بعد مشاركتهم في احتجاجات على حرب فيتنام، وبين النشطاء كان النمر الأسود بوبى سيل كمتهم ثامن مارست المحكمة ضده عنصرية فجة لكونه أسود.. وهو الجانب الذى ركز عليه فيلم Judas and the Black Messiah. و فيلم Trial of the Chicago 7 إنتاج نتفليكس التى تسيطر على ترشيحات الجولدن جلوب هذا العام ولها ٤٢ ترشيحا، وهى أحد الاتهامات التى تلاحق الجمعية، ويعتقد الجميع أن نتفليكس قد دفعت هذا العام بسخاء!.

أما انحياز ودعم الجمعية للمثليين والمتحولين جنسيا − وهو اتهام يلاحق الجمعية منذ سنوات − فقد بدا واضحا وجليا هذا العام بما لا يدع مجالا للشك، فقد نال فيلم The Prom المتواضع جدا ترشيحات لا يستحقها لكونه يدعم حقوق المثليين بشكل واضح وصريح، ورشح فيلم الموسيقي، تأليف وإخراج وإنتاج المغنية مزدوجة الجنس سيا لأفضل فيلم موسيقي أيضا، ونال فيلم ديزنى Onward ترشيحا لأفضل فيلم رسوم متحركة وهو أول فيلم لديزنى يضم شخصية تقدم على أنها مثلية بشكل صريح، وفى فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية يأتى Two of Us الذى يقدم قصة حب بين امرأتين، وThe Life Ahead بطولة أبريل زامورا المتحولة جنسيا، ونجوم آخرين شملتهم فئات أخرى لم يرجح ترشيحهم للجوائز سوي أنهم مثليون أو يجسدون شخصيات مثلية.

ويستأثر فيلم Mank لديڤيد فينشر بستة ترشيحات بينها أفضل فيلم درامي وهو إنتاج نتفليكس، فى حين نال Nomadland أربعة ترشيحات فقط وهو إنتاج مشترك بين بطلته فرانسيس ماكدورماند ومخرجته كلوى تشاو.

 

وقد أغلق أمس التصويت للجوائز، لتعلن الأحد القادم فى الحفل الذى − رغم كل شيء − ينتظره عشاق السينما ليس في أمريكا وحدها ولكن في العالم كله، فرغم كل الجدل إلا أن الحفل والجوائز لها بريق لا ننكره، خاصة والجولدن جلوب هو انطلاق لموسم الجوائز الأمريكية التي تتوالى خلال الشهرين القادمين ليختتمها حفل الأوسكار ٢٥ أبريل.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة