الأربعاء، 24 فبراير 2021 - 03:38 م

قال جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، في الحوار المفتوح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنه من الأهمية أن نكون أمام مجلس الأمن لأن أزمة المناخ هي بلا منازع قضية مجلس الأمن.

ووصف البنتاجون لسنوات تأثير المناخ، بأنه عامل مضاعف للتهديد، كما أنه من بين أكثر القضايا الأمنية تعقيدًا بوصفه تهديدًا وجوديًا.

وأشار "كيري"، إلى أن المزارعين وآخرين، لم يعد بإمكانهم كسب لقمة العيش لأن الطقس شديد القسوة، ولا يمكن التنبؤ به، فإنهم يصبحون يائسين بشكل متزايد.

وقال جون كيري: "عندما يفقد الأشخاص الذين يعانون من الفقر بالفعل المياه وتدفعهم الحرارة إلى ترك منازلهم كما هي، فإن بؤر الصراع ستشتعل بشكل أكثر وأسرع". 

وأكد كيري، في كلمته، أن الدراسات تحذر من إمكانية اقتلاع مئات الملايين من الناس، مضيفًا أن الهجرة الجماعية قد تؤدي إلى أزمة إنسانية إذا لم تتم إدارتها بشكل جيد، كما أنها تقوض السلام والاستقرار.

الخبر السار كما ألمح إليه المبعوث الأمريكي للمناخ، هو أنه حتى أثناء العمل على بناء المرونة في جميع أنحاء العالم والتكيف مع العواقب المناخية التي لا مفر منها بالفعل، لا يزال من الممكن تجنب أسوأ آثار للأزمة.

وقال كيري: "الرئيس جو بايدن يعرف أنه ليس لدينا لحظة نضيعها، ولهذا السبب انتقل للانضمام إلى اتفاقية باريس بعد ساعات فقط من أداء اليمين الدستورية".

وأضاف: "هذا هو سبب توجيهه لنهج منسق يشمل الحكومة بأكملها لمعالجة أزمة المناخ، ورفع القضية كأولوية للأمن القومي، ووضع أمريكا على طريق لا رجوع فيه لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 أو قبل ذلك. وأنا أؤكد أنه لا رجوع فيه من قبل أي رئيس، من قبل أي ديماجوجي في المستقبل".

وتابع قائلًا: "يجب اتخاذ إجراء جريء في هذا العقد يمكن أن يضع العالم بأسره على المسار الذي نثق فيه أنه سيصل إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 - أو قبل ذلك. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يخبرنا بها العلم أنه يمكننا الحفاظ على إمكانية الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية".

ومضى يقول: "لماذا هذا بالغ الأهمية؟ لأن الأدلة الدامغة تخبرنا أن أي شيء آخر سيكون له آثار كارثية في جميع أنحاء العالم. وبالنسبة لأولئك الذين يجادلون بأن العمل المناخي مكلف للغاية، تؤكد دراسة تلو الأخرى أنه في هذه اللحظة من تاريخنا، يأتي التقاعس عن العمل بسعر أعلى بكثير من الإجراء".

وأكمل قائلًا: "على عكس معظم التهديدات الأمنية، فإن معالجة أزمة المناخ تقدم في الواقع أعظم فرصة اقتصادية في التاريخ الحديث. كما أن عدم القيام بذلك وعدم التلاقي، والمضي قدمًا في ما يكاد يكون بمثابة ميثاق انتحار متبادل".

وشدد قائلًا: "ستكون قمة القادة التي سيستضيفها الرئيس بايدن في يوم الأرض لحظة حاسمة لتعزيز أهدافنا المشتركة. ونحن نخطط للاستفادة من كل فرصة لدينا في الأشهر المقبلة للعمل معنا جميعًا، معًا، في معالجة الجوانب العديدة لهذه الأزمة". 

واقترح كيري القيام بأكثر من مجرد الحديث عن المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ، قائلًا: "علينا أن نعمل قبل أن تنشر الفوضى، وعلينا تطوير أنظمة إنذار مبكر أقوي وتعميم أزمة المناخ في كل جانب من جوانب القطاعين العام والخاص وعملية صنع القرار. وفي مواجهة التحديات التي يغذيها المناخ، علينا أن نتأكد من أن التعاون، وليس الصراع، هو استجابة الملاذ الأول".

وأنهي المبعوث الأمريكي كلمته مؤكدًا أن البعض يري أن تغير المناخ ليس من اختصاص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مستطردًا بالقول: "قد يكون هذا صحيحًا، لكن الحقيقة هي أن تهديد المناخ هائل جدًا ومتعدد الأوجه لدرجة أنه من المستحيل فصله عن التحديات الأخرى التي يواجهها مجلس الأمن". 

اقرأ أيضًا: كيري: 9 سنوات أمام أمريكا لتجنب أسوأ كارثة مناخية