محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

التربص.. وأشياء أخرى!! (١)

محمد بركات

الأربعاء، 24 فبراير 2021 - 07:40 م

المتأمل لأحوال المجتمع السائدة الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة، يلمس عدة ظواهر سلبية طارئة عليه أصبحت طافية على السطح ولافتة للانتباه ومستحقة للرصد، لما لها من دلالات وما يمكن أن ينجم عنها من آثار غير إيجابية، لو تركت دون مواجهة جادة ودون علاج شاف.
وفى مقدمة هذه الظواهر، تلك الحالة من التربص العام التى تسود المجتمع الآن، وتحكم تصرفات الكثير من أفراده وتتحكم فى ردود أفعالهم تجاه الأحداث والوقائع الجارية والواقعة بصورة منتظمة أو طارئة.
وحالة التربص هذه أصبحت أكثر وضوحا وعلانية خلال التعاملات اليومية، التى تجرى وتدور بين الناس أفرادا وجماعات، على اختلاف وتنوع مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية أيضا، والتى باتت للأسف مقترنة بالتشنج الحاد، والرفض المطلق لأى رأى يخالف رأيهم.. وتسفيه ومهاجمة كل رؤية تخالف رؤيتهم.
ولعلنا لا نخالف الواقع أو نتجاوز الحقيقة، إذا ما قلنا أن الأكثر مدعاة للأسف فى هذه الظاهرة السلبية، هو اقترانها بموجة عاتية من عدم التسامح الإنسانى، ورفض أى محاولة أو دعوة للتفكير فى قيمة العفو عن المخطئ، حتى ولو اعترف بخطئه وطالب الصفح والتسامح.
بل الأكثر من ذلك، هو وجود رغبة عارمة لدى الكثيرين للتصعيد بالغ الحدة والقسوة، ضد أى شخص يسوقه حظه السىئ أو العاثر، للإنزلاق دون قصد والوقوع دون تدبر مسبق، فى خطأ التعبير غير الموفق وغير المناسب عما يريد قوله، بما يوقعه فى خطيئة الإساءة غير المقصودة وغير المقبولة للبعض من أهلنا، الذين نحبهم ونقدرهم ونحترمهم أيضا.
وهنا وللأسف يهب الكثيرون منا للإنقضاض على هذا المخطئ دون قصد أو تدبر، ليس لعقابه فقط على الخطأ غير المقصود الذى سقط فيه، والذى أعلن اعتذاره وأسفه عنه،..، بل للمطالبة بفرمه وذبحه أو التمثيل به بكل الشراسة والقسوة، دون أى بادرة أو الاستعداد للتفكير فى التسامح أو العفو.
وفى هذا.. تجدر الإشارة إلى أننا لا نهدف ولا نسعى إلى الدفاع عن الخطأ على الإطلاق، ولكننا نسعى للفت الأنظار إلى خطر الإنسياق وراء حالة التربص التى أصبحنا عليها، وما اقترنت به من توجه للعنف والرغبة فى الإيذاء،..، متجاهلين تماما قيمة التسامح وقبول الاعتذار عن الخطأ غير المقصود.
«وللحديث بقية»

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة