كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الخلطة الفاسدة للمتطرفين!

كرم جبر

الأربعاء، 24 فبراير 2021 - 07:44 م

يا ويل بلد يتمكن المتطرفون من شبابه ونسائه، ويبثون فيهم روح التمرد والغضب، ولم يجد أهل الشر، الذين يمسكون بخيوط اللعبة من وراء الستار، سوى بعض الدعاة المتطرفين الذين يهيئون المسرح للإرهاب.
هذه هى استراتيجية الحروب غير النمطية: إذا أردت أن تهزم شعباً، اضرب الروح المعنوية لشبابه ونسائه، اجعلهم يائسين ومحبطين ولا أمل لهم فى المستقبل، وازرع طريقهم بالأشواك.
إذا تحقق ذلك يبدأ الخراب وجنى الثمار، دون حروب ومدافع ودبابات، ودون أن يسقط قتلى وجرحى من أهل الشر، وفقاً لمقولة عتاة السياسة فى الغرب «لماذا نقتلهم طالما يقتلون أنفسهم»؟
جربوا مع مصر طوال سنوات طويلة «الحروب غير النمطية» وفى الحوادث الإرهابية لم يستهدفوا فقط القتل والتخريب والتدمير، ولكن ضرب الروح المعنوية للمجتمع.
خاب مسعاهم، ومع سقوط كل شهيد، ارتفعت فى عنان السماء هتافات البطولة والدعاء بالمغفرة، وارتدت سهامهم إلى صدورهم، وانهارت الروح المعنوية للإرهابيين، وهم يتساقطون وفى أذيالهم الخزى والعار والخيانة.
كيف يبدأون؟
إذا وجدوا شاباً لا يستطيع شراء بدلة بمائة جنيه ألبسوه جلباباً وبنطلوناً قصيراً بعشرة جنيهات، واستبدلوا بالحذاء النعل، والمهر الغالى جعلوه 25 قرشاً.. لم يقدموا حلولاً جذرية للمشاكل، وإنما قفزوا فوقها ووظفوها لصالحهم.
حروب غير نمطية لضرب الثقة فى الحكومات تستخدم وسائل أخرى مثل زجاجات الزيت وأكياس السكر والشاى التى يوزعونها فى رمضان، ولم يقدموا مشروعاً فيه فرص عمل حقيقية، ففى انفراج أى أزمة، انتهاء لخططهم بإشعال الحرائق فى مشاكل الناس، وليس إطفاءها.
وحروب غير نمطية بنشر أفكار جاهلية تحط من قدر النساء، وتشيع أجواء المذلة والإهانة والاحتقار، وابتداع فتاوى بعيدة كل البعد عن الإسلام، تجعل المرأة درجة ثانية، وفى أحسن الأحوال جارية أو محظية.
من الضرورى الإنتباه إلى وسائل التواصل الاجتماعى، التى أصبحت ميداناً قتالياً واسعاً للحروب غير النمطية، وأهم أسلحة المواجهة: الوعى واليقظة.
الوعى بأن بلدنا مستهدف، ليس من قبيل الفزاعة أو تمرير شيء ما، ولكن لأن ما يجرى حولنا من أحداث يؤكد هذه الحقيقة.
واليقظة لأن الشياطين يعلمون جيداً أن مصر - أياً كانت ظروفها - هى القلب النابض فى المنطقة، ومنها تضخ الدماء، مهما ضعف الدور أو حاصرتها المشاكل، فما بالنا إذا كانت قوية ومتعافية؟
وفى المقابل، كيف نواجههم؟.
إذا أردت أن تحمى بلدك وتصون استقلاله، عليك بإيقاظ الروح المعنوية للشباب والنساء، وازرع فيهم الأمل فى المستقبل، فحب الأوطان ليس بالأغانى والشعارات، ولكن بإشاعة جودة الحياة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة