الأربعاء، 24 فبراير 2021 - 08:12 م

تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى لوفاة الرئيس حسنى مبارك الذى سجل التاريخ اسمه بطلاً من أبطال حرب أكتوبر المجيدة قبل أن يسجله كرئيس للجمهورية.
تمر الذكرى ونحن نعيد قراءة الأحداث التى شهدتها مصر والتحولات الهائلة التى حدثت فى مسيرة السلام وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة بالإضافة لعملية التنمية الواسعة التى امتدت لكل ربوع الوطن والتى تدخل الآن مرحلة جديدة تؤهل مصر لاستعادة مكانتها كقوة اقليمية فاعلة ومؤثرة.
إن الحكم على الأحداث التاريخية فى رصيد الشعوب لا يكون وليد أحكام متسرعة وانما وليد دراسة متأنية تضع النتائج فى الحسبان بعيداً عن العواطف أو الاحكام المسبقة والاعتماد على معلومات مغلوطة.
من هنا يكون من الإنصاف القول إن فترة حكم الرئيس مبارك سوف تظل مادة خصبة للبحث والتحليل الذى لا يخضع للهوى أو الانحيازات المسبقة لنسجل بحق ما للرجل وما عليه. ولان السطور قد لا تتسع نتوقف فى ذكرى رحيله أمام علامات بارزة لعل أهمها دوره فى إعادة بناء القوات الجوية استعداداً لحرب أكتوبر ثم قيادته لها خلال الحرب رافعا شعار "الطيار قبل الطائرة".
نتوقف أمام دوره نائباً للرئيس السادات ثم توليه الرئاسة بعد اغتيال الرئيس السادات واجتيازه فترة حالكة كان الهدف منها إسقاط مصر ليبدأ بعدها جمع شتات العرب بعد فترة القطيعة مع مصر التى اختارت السلام طريقا بعد أن حققت أروع انتصارات العرب.
نتوقف أمام دوره فى إكمال عملية السلام وتحرير آخر شبر فى سيناء مروراً بسلسلة طويلة من المفاوضات والتحكيم الدولى.
نتوقف أمام دوره فى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى ثم مرحلة اعادة بناء البنية الاساسية والانفتاح على العالم ومحاولات الإصلاح السياسى والتى عبرت عن سمو المقصد بغض النظر عما حققته وهو كثير.
انهى مبارك حقبة الاستفتاء لاختيار رئيس الجمهورية وكان أول رئيس يخوض انتخابات رئاسية مع منافسيه بغض النظر عن أحكام البعض التى لا يمكن أن تغفل سلامة المقصد.
استجاب مبارك لرغبة الشعب الذى طالب بالتغيير وتخلى عن الحكم وكان تكليفه للمجلس العسكرى بإدارة أمور البلاد قراراً يعكس رؤية واضحة وتقدير للمؤسسة العسكرية وانها الوحيدة القادرة على حماية مصر من الافاعى التى حاولت بث سمومها وأحقادها.
منذ عام وفى يوم وداع مبارك تقدم الجنازة المشير عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية فى إشارة تعبر عن معدن رجال يعرفون الوفاء ويكتبون بحروف من نور انهم خير جند الأرض.. وسلام لكى يا مصر.