صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

الفرق بين أحلام الوزيرة المثقفة والواقع!

صفاء نوار

الأربعاء، 24 فبراير 2021 - 08:30 م

عشرون عرضا مسرحيا فى عشرين قصر ثقافة فى عشرين محافظة فى نفس الوقت، لو كل منها به مائة مبدع جديد بين ممثل ومخرج ومصور وموسيقى وماكيير سيكون لدينا 2000 فنان أكرر 2000 فنان ومبدع ولدوا فى مصر فى موسم واحد وطرحوا فى أعمالهم أكثر من 200 قضية وداووا أكثر من 200 جرح من تلك التى نتركها للأيام وللإهمال يعالجها حتى تستفحل وحين يقترب منها صحفى أو كاتب أو مفكر تنقلب الدنيا على نكأ الجراح وكنتم فين من زمان، وطبعا حين يقترب منها إعلامى بغشم طبيعى أن تقوم القيامة ولا تقعد!


لأن هذا معناه أن يستمتع ملايين المصريين فى الريف وفى الحضر وأن هناك تعاونا وعملا جماعيا وتضافر الجهود بين الجهات المعنية بالتنمية والتوعية وحقوق الانسان وهذا التعاون تم على أعلى مستوى بين وزارة الشبابً والرياضة ووزارة الثقافة والتنمية المحلية.. إلخ.. إلخ!

 

ولأن هذا معناه أيضا أن نعالج الأوجاع الاجتماعية فى مهدها قبل أن يخرج التسمم من الأرحام وينتشر فى العظم.

كل هذه الخيالات والأحلام دارت برأسى وأنا أشاهد إعلانا عن مهرجان المسرح التجريبى وتخيلت أن الحياة قد دبت وانطلقت من عقل الوزيرة الفنانة إيناس عبد الدايم وقررت عمل حملة عن طريق قصور الثقافة فى المحافظات فى وقت واحد، فإذا بى أفاجأ بأن العروض بدأت وانتهت سرا فى 5 يناير الماضى وأنها جميعها قد أقيمت على مسرح المركز الثقافى بالجيزة والعروض جاءت من المحافظات ليتم عرضها فى العاصمة وهى «العمي» لفرقة المركز الثقافى بطنطا عن رواية « العمي» لجوزية ساراماغو، السعيد منسي، بالإضافة إلى «جريمة فى جزيرة الماعز « لفرقة مركز الجيزة الثقافى ولعبة هوجو لفرقة دمياط القومية، والماراثون» لفرقة الأنفوشي، عن رواية « إنهم يأكلون الجياد أليس كذلك؟! والفائزون بالمرض» لفرقة نادى مسرح غزل المحلة، كل هذه العروض مع قيمتها واحترامى لكل المؤلفين والمخرجين والنقاد أقيمت فى الجيزة وأتحدى لو تجاوز عدد المشاهدين لها عن الألف فى زمن الكورونا والعزل فإذا نحن نثبت من جديد أن التباعد حقيقى بين الإعلام والثقافة الذى يركز على العاصمة ويبعد آلاف السنوات عن الأقاليم والمحافظات !.
مع احترامى للجهود المميزة للوزيرة الفنانة فى حياتنا الثقافية.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة