الخميس، 25 فبراير 2021 - 01:10 م

كتب: محمد خضير

منذ مطلع عام 1945 لم تكن تخلو السينما من تواجد الفنانة الراحلة وداد حمدى فى أغلب الأفلام بدور الخادمة، وشاركت فى 600 عمل بنفس الشخصية، وإن اختلفت فى طبيعتها، وكانت تميمة حظ المخرجين قبل الفنانين، وحرصت على أن تجعل للدور فى كل فيلم "لزمة" معينة أو حركة طريفة خاصة بها، سواء كانت حركة جسدية أو بملامح وجهها، وتنوعت فى طريقة الأداء لتطل على جمهورها بشكل جديد .
الفنانة زينات صدقى هربت من إسكندرية إلى لبنان لتبدأ أولى خطواتها الفنية كمونولوجيست، ثم عادت إلى مصر لتنطلق نجوميتها فى أحد الكازينوهات مع بديعة مصابنى، وعملت فى المسرح مع نجيب الريحانى ثم اتجهت إلى السينما وظهرت فى عدد كبير من الأفلام مع إسماعيل ياسين، نجحت فى تقمص دور الخادمة منذ عام 1937 وحتى عام 1975.
أما الفنانة ليلى يسرى فبدأت حياتها الفنية من خلال دور صغير عام 1957 مع صباح فى فيلم "وكر الملذات" أدت أدواراً مساعدة كخادمة وراقصة لكن دور صابحة البدوية العاشقة التى يحاصرها خطيبها الشرير فى "للرجال فقط" مع إيهاب نافع عام 1964 كان أكثر تميزا، عادت مرة أخرى لتأدية دور الخادمة فى "امرأة زوجى" مع نجلاء فتحى، "أنا وزوجتى والسكرتيرة".
وفى فيلم الآنسة ماما من إخراج حلمى رفلة عام 1950، تنكرت الفنانة الراحلة صباح فى دور خادمة اسمها "نمرة" فى منزل محمد فوزى بعد أن تم استبعادها من مسابقة للأصوات الجديدة أملا فى أن يتم اكتشاف صوتها الجميل.
ومن النجمات اللاتى لعبن فى هذه المنطقة كنوع من التمرد على بعض الأدوار التى قدمنها فى السينما كانت الفنانة الراحلة فاتن حمامة والتى جسدت شخصية الخادمة باحتراف شديد فى فيلم "دعاء الكروان"، وجاء الفيلم فى الترتيب السادس فى قائمة أفضل عشرة أفلام فى تاريخ السينما، وذلك فى الاستفتاء الذى أجرته مجلة " فنون" المصرية عام 1984عرض فيلم "دعاء الكروان" لأول مرة عام 1959، وفيلم "الجراج" للمخرج علاء كريم، إنتاج سنة 1995 وبطولة فاروق الفيشاوى ونجلاء فتحى، جورج سيدهم، ودنيا.
من الأدوار الناجحة التى جسدت فيها الفنانة الراحلة شادية دور الخادمة، كان من خلال فيلمى "ميرامار" و"نحن لانزرع الشوك" أحد أهم أفلام السينما المصرية، من إخراج حسين كمال، وبطولة شادية، محمود يس، صلاح قابيل كتب قصة الفيلم يوسف السباعى، وأنتج عام 1970.
وقامت الفنانة الراحلة سعاد حسنى بدور الخادمة فى فيلم "مبكى العشاق" عام 1966 من إخراج حسين الصيفى، وكان الدور جديدًا مختلفًا عن أدوارها السابقة إذ وقفت أمام الفنان رشدى أباظة فى شخصية "سكينة"، الخادمة التى يقع فى حبّها ثم يغتصبها ويجبرها على التخلص من الجنين، الفيلم عن قصة للكاتب يوسف السباعى.
الفنانة نبيلة السيد ذاعت شهرتها كممثلة كوميدية من خلال عملها فى فرقة ساعة لقلبك فى الخمسينيات وتنقلت بين العديد من الفرق المسرحية عقب حصولها على دبلوم معهد التمثيل، وقامت بدور الخادمة خفيفة الظل فى العديد من الأعمال السينمائية وحتى رحيلها عام 1986 .
الفنانة الراحلة ناهد سمير قدمت دورا من أهم الأدوار المساعدة فى فيلم "أنا لا أكذب ولكنى أتجمل" سنة 1981 للمخرج إبراهيم الشقنقيرى، عن قصة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس ومن بطولة أحمد زكى وآثار الحكيم جمعت فى الفيلم بين دور الأم والخادمة فى نفس الوقت.

برعت الفنانة الراحلة سناء جميل فى فيلم "البدرون" سنة 1987 للمخرج عاطف الطيب، من بطولة ليلى علوى، وسهير رمزى، وجلال الشرقاوى وممدوح عبد العليم، وجسدت شخصية الأرملة الفقيرة أم الخير التى تقوم بحراسة أحد العقارات وخدمة أصحاب البيوت وهى تربى أولادها يوسف ورقية وعائشة.
فى عام 1984 جسدت الفنانة نادية الجندى شخصية خادمة تحاول الإيقاع بابن مخدومتها التى تصاب بالشلل عندما يتزوج ابنها من الخادمة وهو من إخراج أشرف فهمي، وقصة نجيب محفوظ، وسيناريو مصطفى محرم، ومن بطولة ممدوح عبدالعليم، ومصطفى فهمي، ومديحة يسري.
وتعد الفنانة القديرة إنعام سالوسة من أشهر الفنانات اللاتى قدمن شخصية الخادمة فى أكثر من عمل فنى لكن يظل الدور الاشهر أم إبراهيم فى مسلسل عائلة الحاج متولى .
وفى عام 1993 شاركت الفنانه إلهام شاهين بشخصية خادمة لتحصل على قوت يومها، حتى تقابل مليونيرا وسيما تقع فى غرامه وتظل تلاحقه فى كل مكان، وهو من إخراج على عبدالخالق، وتأليف بسيونى عثمان، وبطولة مصطفى فهمي، وأسامة عباس.
وقدمت الفنانة وفاء عامر دور الخادمة المثيرة فى اثنين من أهم أفلام السينما فى التسعينيات، فهى عزيزة الشغالة فى فيلم "يا تحب يا تقب" من إخراج عبداللطيف زكى، وأسامة فريد، وتقوم بدور خادمة تغوى صاحب البيت والذى يقوم بدوره المنتصر بالله المتزوج من سيدة مسنة طمعا فى ثروتها، وتؤدى وفاء عامر أيضا دور هيام الخادمة المثيرة فى فيلم "الواد محروس بتاع الوزير" من إخراج نادر جلال، أمام النجم العملاق عادل إمام، وكمال الشناوى.
فى عام 2008 قدمت الفنانة ياسمين عبدالعزيز شخصية "الخادمة" فى فيلم "الدادة دودى"، وجسدت شخصية "لصة موبايلات"، وتورطت فى جريمة قتل قبل أن يستعين بها لواء شرطة للعمل كمربية لستة أطفال، دون أن يكون لديها أى خبرة بتربية الأطفال.
يقول الناقد طارق الشناوى إن الدراما بوجه عام لم تغفل الاهتمام بكافة تفاصيل الحياة اليومية والعلاقات الأسرية وما يدور فيها، ولعبت شخصية الخادمة دورا هاما ومحوريا فى الكثير من الأفلام السينمائية، ولم يقتصر دورها على نظافة المنزل، أو تقديم الخدمات فقط بل كانت شريكة البطلة فى تحقيق أحلامها وكاتمة سرها مرسال الغرام بين سيدتها وحبيبها.