الشغالة والكمبيوتر للفنان محسن أبو العزم
الشغالة والكمبيوتر للفنان محسن أبو العزم


لوحات محسن أبو العزم ترصد «فضول الشغالات»

الخادمة والكمبيوتر.. وبينهما «جردل»!

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 25 فبراير 2021 - 01:31 م

كتب: فاطمة على

كرّس الفنان التشكيلى محسن أبو العزم موهبته وألوانه، أثناء وبعد دراسته فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، لدراسة سلوكيات الإنسان البسيط فى الحارة الشعبية بشكل جمالى كاريكاتورى يهتم بتعبيرات الوجه ولغة الجسد، وأيضاً بعين ناقدة لبعض السلوكيات التى هى جزء من الطريقة الشعبية التلقائية فى ممارسة الحياة، ما جعل لوحاته تفتح بشكل انتقادى أبواباً أمام المتلقى ليدرك سلوكيات بعضها لا يزال موجوداً.

تحمل اللوحة الرئيسية للفنان عنوان "الشغالة والكمبيوتر"، فيما تنتقد باقى اللوحات جانباً من سلوكيات بعض الخادمات، فقد تناول أبو العزم هذه السلوكيات فى ثلاث لوحات تلخص الكثير من مظاهر الفضول لدى "الشغالات" داخل بيوتنا ومحاولتهن معرفة أدق أدوات عملنا وتفاصيل حياتنا، ليصبح فضولهن الأكبر تجاه أجهزة حساسة وعملية مثل الكمبيوتر، بعدما كان أهم ما يجذب الخادمة فى البيت الذى تعمل فيه توافر تليفون أرضى لتقضى معه معظم الوقت فى المكالمات والثرثرة مثلما الحال فى لوحة "الخادمة والتليفون".


وأيضاً كان من بين اهتمامات الخادمة العبث بأدوات الزينة التى تخص صاحبة المنزل، خاصة زجاجات العطر المستورد، كما فى لوحة الخادمة أمام المرآة مع زينة ست البيت، ولكن الآن تغيرت اهتمامات الخادمة بعد وجود الموبايل وتوفر أدوات الزينة بكثرة، فقد بات اهتمامها الأول بجهاز الكمبيوتر، حيث تجد فيه غايتها لتضييع الوقت وإهمال المهام المنزلية، عبر مشاهدة الأفلام وفيديوهات التسلية.
وأمــــامـنا اللوحـــــة الرئيـســيـة «الخــــادمـــة والكمبيوتر» التى توضح حال البيت وحال مزاج الخادمة، وكلا الحالين مختلفان تماماً، فالبيت فى فوضى والخادمة فى قمة البهجة، إذ نرى فى اللوحة فوضى كبيرة نتيجة توقف الخادمة عن إنجاز ما بدأته من استعداد بجمع مقاعد الصالون أو السُفرة إلى يمين المشهد لتنظيفها وفرشها بعد مسح الأرضية، وقد رفعت عنها السجاجيد فبدا بلاط الأرضية الصفراء متسخاً إلى أسفل اليمين، ونرى "جردل" المياه جاهزاً لمسح الأرضيات وقد اتخذ موضعه بين الشغالة وجهاز الكمبيوتر فى أسلوب ساخر.


وإلى جانب "الجردل" نرى عصا مقشة التنظيف، وتحت إبط الخادمة ريشة إزالة التراب، وبعد جاهزية المكان والأدوات نرى الخادمة لم تتمالك نفسها أمام كمبيوتر أهل البيت فى عدم وجودهم، فركعت على ركبتيها وكف يدها على "الكيبورد" والآخر على "الماوس"، وظهرت بالفعل صور أمامها على الشاشة أصابتها بفرحة عارمة جعلتها تعُض على شفتيها، وتفاعلت عيناها مع المشهد المتحرك أمامها على الشاشة، بينما نرى المشهد خلفها وبجوارها ساكناً ومتسخاً فى انتظار إنهاء لعبها ولهوها، لكن يبدو من مظهر عينيها وإقبالها بجسدها على الجهاز أن أمامها وقتا طويلا للاستمتاع.. هذا المشهد يحدث كثيراً فى بيوت تدخلها خادمات لسن أمينات فى عملهن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة