رجال على باب جراح التجميل
رجال على باب جراح التجميل


تنسيق قوام وزرع شعر وتعديل «ثدى»

رجال على باب جراح التجميل الكبار يلجأون لـ «حقن الفيلر» لمحو آثار تقدم العمر

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 25 فبراير 2021 - 01:55 م

 

كتبت: إيمان طعيمة
"قبل وبعد" عبارة نراها كثيراً على صور بعض السيدات اللواتى قمن بإجراء عمليات تجميل بغرض إبراز جمالهن، وهذا أمر طبيعى بالنسبة إلى حواء، لكن الغريب واللافت للنظر هو أن الرجال أيضاً يبحثون عن الجمال من خلال هذه العمليات الجراحية.
الإحصائيات المتاحة من الجمعية الأمريكية لجراحة التجميل تؤكد زيادة طلب الرجال على إجراء عمليات التجميل لتحسين مظهرهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وقد تم إجراء أكثر من 1٫3 مليون عملية تجميل فى عام 2017، أبرزها شفط الدهون وشد البطن، أما الرجال الأكبر سناً فكانوا يخضعون للعمليات البسيطة المتمثلة فى حقن الفيلر التى تمحو آثار تقدم العمر من وجوههم.
وأشارت الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 200 ألف عملية تجميل أُجريت للرجال فى عام 2018، وكانت عمليات تجميل الأنف الأكثر طلباً، فقد تم إجراء نحو 52 ألف عملية، تلتها عمليات تجميل جفون العينين، ثم عمليات شفط الدهون التى ازدادت بنسبة 5%، وعمليات زراعة الشعر بزيادة 17% مقارنةً بعام 2017.
الكثير من الرجال المصريين أجروا عمليات تجميلية، تواصلت «آخرساعة» مع عدد منهم للتعرف إلى تجاربهم مع هذه الجراحات، وقد تحدثوا إلينا مفضلين عدم كشف هويتهم، واكتفوا بذكر الأحرف الأولى من أسمائهم.
يقول (أ.م) إنه أجرى جراحة لزراعة الشعر بالمصادفة، بعدما تعرض لجرح كبير فى الرأس ترك ندبة كانت تسبب له إحراجاً شديداً، فقرر اللجوء لزراعة الشعر وبالفعل تمت العملية بنجاح واستطاع أن يخفى أثر الجرح وتمتع بشعر قوى وكثيف.
فيما أكد (س.ع) أن شعر الذقن لديه كان خفيفاً جداً، وكان أصحابه يمزحون معه دوماً بهذا الشأن، فقرر زراعة شعر لحيته ونجحت العملية، وانعكس ذلك إيجاباً على حالته النفسية.. وأشار (م.ر) أنه كان يعانى بدانة مفرطة، وحاول التخلص منها بالطرق التقليدية لكنه فشل، وكان دائماً يشعر بالإحراج، وكان كثيراً ما يلجأ لارتداء أحزمة شد الجسم خصوصاً عند القيام بالسفر والتنزه. يقول: «كنت أخجل من النزول إلى البحر أو ارتداء ملابس خفيفة، حتى قررتُ إجراء عملية نحت الجسم والوصول للقوام المناسب، ثم بدأت أحافظ على وزنى من خلال اتباع نظام غذائي».
من جانبها، التقت «آخرساعة» أطباء متخصصين فى هذا المجال للحديث عن العمليات التجميلية التى يُقبل عليها الرجال، حيث يقول الدكتور عمر نوح، استشارى جراحة التجميل والإصلاح وجراحة اليد، بجامعة القاهرة، إن كل أنواع عمليات التجميل التى يمكن إجراؤها للسيدات تصلح أيضا للرجال عدا عمليات تجميل الثدي.
وقد يلجأ الرجال إلى عمليات شفط الدهون ونحت الجسم وتجميل الوجه والجفون والأنف وكذلك جراحات تنسيق القوام وتعديل أماكن محددة بالجسم وزراعة الشعر، وتعتبر عمليات التثدى من أوائل عمليات التجميل الخاصة بالرجال.
وأوضح أن انتشار فكرة "الموديل" أو صورة الجسم المثالى للرجل، كانت سببا رئيسيا فى زيادة طلب الرجال على القيام بعمليات تنسيق القوام، لكن لا بد من استشارة الطبيب أولا قبل الإقدام على هذه الخطوة للتأكد من أن الجسم فى حاجة فعلية لها أم لا، ولا بد من وجود مبرر قوى للدخول لغرفة العمليات، لأن كل فعل أيًا كان له ميزاته وعيوبه ويجب على الطبيب إخبار الشخص بذلك أولاً، حتى لا تتسبب العملية فى نتائج سلبية.
كل هذا جعل عمليات شفط الدهون ونحت القوام الأكثر طلباً فى عمليات التجميل بنسبة 2 إلى 1 من السيدات إلى الرجال، وكذلك جراحات الوجه التى تشمل شد الرقبة وشفط الدهون وزراعة الشعر. 
ويتم نحت الجسم عن طريق شفط الدهون العميقة والسطحية باستخدام تكنولوجيا متطورة يجعلها تظهر عضلات البطن بالشكل المطلوب، كما يمكن حقن دهون داخل العضلات لتعطى شكلا أبرز وأقوى.
وأكد نوح أن العمليات الأخرى التى تتم لتجميل الوجه والرقبة، يجب العلم والسؤال جيدا عن شكل الوجه بعد العملية والتأكد من أن هناك نسبا معينة للوجه وللجسم يجب دراستها ومراعاتها جيدا قبل القدوم على أى إجراء حتى لا نضطر لإعادة العملية أكثر من مرة، خاصة أن كل عملية لها مضاعفاتها والجراح هو من يستطيع أن يجعل هذه المضاعفات أقل وأن يكون على علم بنسب حدوثها وإخبار الحالة بها.
وتختلف المضاعفات من عملية لأخرى التى يمكن أن تبدأ أثناء التخدير وتسبب عدم انتظام ضربات القلب أو حدوث النوبات القلبية والسكتة الدماغية. كما أن نسبة الشعور بالألم بعد العملية متغيرة من شخص لآخر حسب قوة التحمل، التى تتراوح غالبا بين يومين إلى أسبوع وأحيانا تزيد المدة على ذلك.
ومن العمليات أيضا التى يزيد عليها الطلب، بحسب الدكتور عمر نوح، تجميل الذقن، وتتم من خلال طريقتين عن طريق حشو المنطقة بالسيلكون لكنها قد تحتاج للإجراء مرة أخرى بعد فترة طويلة إلى حد ما، والطريقة الثانية تكون عن طريق الجراحة وكسر العظام ثم إبرازها بالشكل المطلوب.. فى حين يقول الدكتور أحمد زهدي، استشارى الأمراض الجلدية والتجميل والليزر، إن أجهزة الليزر أصبحت أكثر شيوعا فى مجال التجميل بداية من إزالة الشعر الزائد بالجسم إلى تحديد وإبراز أماكن أخرى يختارها الشخص بنفسه.. ويستخدم الليزر فى أغراض علاجية للرجال والسيدات على حد سواء، فيمكن استخدامه فى علاج التصبغات والندبات وعلاج حب الشباب وآثاره والدوالى وبعض أنواع الوحمات.


وعلى القياس فإن الإجراءات التجميلية الأخرى التى تقوم بها بعض السيدات لإخفاء علامات تقدم السن كالبوتوكس والفيلرز، فإن بعض الرجال يُقبلون عليها أيضا، فيمكن اللجوء للبوتوكس بغرض إخفاء تجاعيد الجلد العميقة وفرد الخطوط التعبيرية التى تظهر على الوجه كخطوط الجبهة والخطوط بين الحاجبين والتجاعيد حول الفم التى تحدث بشكل واضح عند المدخنين، والبعض الآخر يستخدم الحقن المالئة (الفيلرز) لملء الأجزاء المختلفة من الوجه بعد اختفاء الدهون منها مع تقدم العمر أو مع الانخفاض السريع فى الوزن وفى أحيان تستخدم هذه الحقن لعمل تغيير فى الشكل كتحديد الذقن وعمل طابع الحسن.
فى السياق ذاته، يقول الدكتور وائل غانم، استشارى جراحات التجميل، إن زراعة الشعر من العمليات التى انتشرت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة بمصر دون الحاجة للسفر إلى الخارج، ولاقت نجاحاً واضحاً جعلتها الإجراء التجميلى رقم 1 لعلاج مشكلة الصلع عند الرجال، وتختلف العملية من شخص لآخر من حيث عدد الجلسات والإجراءات حسب المساحة المطلوب زرع الشعر فيها ودرجة كثافته.
لكن العملية فى حد ذاتها تتم بتخدير موضعى عن طريق تقنية اقتطاف عدد بصيلات محدد من المنطقة الكثيفة بالشعر، وغالباً ما تكون من جانبى فروة الرأس والجزء الخلفي، ثم يتم نقل البصيلات إلى أماكن الفراغات المراد ملؤها، ويستغرق ذلك من 6 إلى 7 ساعات، وتبدأ النتيجة فى الظهور بعد مرور 6 أشهر، وخلال هذه الفترة تكون هناك متابعة مع الطبيب مع تناول بعض الفيتامينات.
وأوضح أن عملية التخلص من الدهون المتراكمة فى منطقة الثدى أو ما تعرف بـ"التثدي"، من أكثر العمليات التى يُقبل عليها الرجال الذين يعانون هذه المشكلة بسبب عوامل وراثية أو تغير هرمونى أو بسبب الحقن التى تساعد على إبراز عضلات الجسم التى غالبا ما يلجأ لها البعض فى الصالات الرياضية، التى تؤثر سلباً فى الجسم وتسبب التثدي، وأخيراً يمكن أن تكون البدانة سبباً رئيساً لهذه المشكلة.
وأصبحت هناك الآن تقنية حديثة تعتمد على الموجات الصوتية لتفتيت هذه الدهون داخل الجسم ثم تُسحَب من خلال فتحة صغيرة لا تتعدى نصف سنتيمتر، ويلجأ الأطباء لإجراء هذه الجراحة فى حالة وجود ترهلات بالجسم فقط، حيث يتم قص الجلد الزائد.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة