أمل قنديل
أمل قنديل


قضية ورأى

عودة أمريكا لاتفاقية باريس وسد النهضة

الأخبار

الخميس، 25 فبراير 2021 - 08:15 م

 

بقلم/ أمل قنديل

فى غضون ساعات من تنصيبه رئيساً أصدر جو بايدن قراراً تنفيذياً جدد فيه التزام الولايات المتحدة بإتفاقية باريس للمناخ التى أعلن سلفه انسحابها منها فى ٢٠١٧، مقوضاً بذلك قدرة المجتمع الدولى على القيام بتعهداته لتحقيق أهداف الاتفاقية، بسبب الدور المحورى للولايات المتحدة فى مواجهة الأزمة المناخية العالمية كثانى أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى فى العالم بعد الصين.

تعهد جو بايدن بالتعاون الدولى من أجل الحد من خطورة تلك الأزمة التى يواجهها كوكبنا بموارده الطبيعية فى كافة دوله. وكما أشرت من شهور مع توقعى بتولى جو بايدن الرئاسة الأمريكية فى ٢٠٢١ فإن تجديد الولايات المتحدة التزامها بالتعامل الفعال والممنهج مع تلك الأزمة يفتح باباً لمصر كمخرج محتمل لها من الجمود الذى حل بمفاوضات سد النهضة، إذا تمكنت من الاستفادة من هذا الالتزام الأمريكى المتجدد بما تنطوى عليه إتفاقية باريس من إقرار وتفهم على أسس علمية بحقيقة وطبيعة الأزمة المناخية وبتداعياتها على جميع القطاعات الدولية وبالأطرالعلمية لمجابهتها، وبما تتطلبه من تعاون بناء بين الدول فى مجالات مختلفة من أهمها الموارد المائية، وما تمليه من التزامات أخلاقية وقانونية فى ظل الأخطار التى تهدد الأزمة المناخية بها موارد كوكبنا الطبيعية ومجتمعات دوله.

إن مصر من أكثرالدول الأفريقية انكشافاً على تلك الأخطار بسبب ندرة الأمطار السنوية فيها، فمعظم مساحتها تقع فى نطاق الصحراء الكبرى مما جعلها أكثر دول حوض النيل جفافاً، وجعل اعتمادها على مياه نهر النيل العابر للحدود اعتماداً شبه كلى ليس تدللاً أو استغلالاً كما يروج له كثيراً للأسف وإنما هو أولاً انعكاساً لواقع مناخى صارم وهو فى تردٍ بسبب سياسات اتبعتها دول العالم الصناعى على مدى أكثر من قرنين من الزمن لازالت آثارها مستمرة. فنماذج المناخ العالمية والإقليمية وكما هو مشاهد بالفعل على مدار عقود تتوقع تضاؤل تساقط الأمطار والقدرة على التنبؤ بها وتزايد معدلات جفاف الهواء والتربة مع ارتفاع درجات الحرارة فى شمال أفريقيا وجنوب البحر المتوسط وهما من أكثر مناطق العالم شحاً فى الأمطار، وسيكون لتلك التغيرات أصداء مقلقة فى القطاعات الأكثر حساسية كالزراعة، محور الأمن الغذائى فى دولة كمصر.

من المفيد لمصر إذاً التعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة تبعات الأزمة المناخية العالمية بالاستعانة بالمتخصصين فى هذا المجال من أجل تبنى رؤية متطورة للتنمية المستدامة الشاملة مبنية حول المتطلبات العلمية للتعامل مع هذه الأزمة، بما يعنيه ذلك حتماً من عدم الركون فى ذلك الأمرالمصيرى إلى الفكرالتنموى التقليدى الضيق المنبثق عن "إجماع واشنطن" الذى قاد العالم إلى تلك الأزمة المناخية من الأساس.

- مستشارة دولية للتنمية المستدامة والسياسات العامة

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة