الشيخ الشعراوى
الشيخ الشعراوى


خواطر الإمام الشعراوى

«لا إله إلا الله دليل صدق»

الأخبار

الخميس، 25 فبراير 2021 - 09:00 م

لو كان عند تلك الآلهة المزعومة مظاهر قوة لذهبوا إلى الله سبحانه وتعالى وأنكروا ألوهيته، ولو كان هناك إله غير الله لحدثت معركة بين الآلهة.

‎إذن كلمة )لا إله إلا الله( معها دليل الصدق؛ لأنه إما أن يكون هذا الكلام حقا وصدقا فتنتهى المسألة، وإن لم يكن حقا فأين الإله الذى خلق والذى يجب أن يُعبد بعد أن سمع من جاء ليأخذ منه هذه القضية؟ وبعد ذلك لا نسمع له حساً ولا حركة، ولا يتكلم، ولا نعلم عنه شيئا، فما هو شأنه؟ إما أنه لم يعلم فلا يصلح أن يكون إلها؛ لأنه لو كان قد علم ولم يرد فليست له قوة. ولذلك ربنا سبحانه يأتى بهذه القضية من ناحية أخرى فيقول: "قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إلى ذِى العرش سَبِيلاً سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً" "الإسراء: 42−43".

‎فلو كان عند تلك الآلهة المزعومة مظاهر قوة لذهبوا إلى الله سبحانه وتعالى وأنكروا ألوهيته، ولو كان هناك إله غير الله لحدثت معركة بين الآلهة، ولكن هذا لم يحدث. فالكلمة )لا إله إلا الله( صدق فى ذاتها حتى عند من ينكرها، والدليل فيها هو عدم وجود المنازع لهذه الدعوى؛ لأنه إن لم يوجد منازع فقد ثبت أنه سبحانه لا إله إلا الله. وإن وجد المنازع نقول: أين هو؟

‎وأضرب هذا المثل ولله المثل الأعلى هب أننا فى اجتماع، وبعد ذلك وجدنا حافظة نقود، فعرضناها على الموجودين، فلم نجد لها صاحباً، ثم جاء واحد كان معنا وخرج، وقال: يا قوم بينما كنت أجلس معكم ضاعت حافظة نقودي. ولما لم يدعها واحد منا لنفسه فهى إذن حافظته هو.

‎إذن )لا إله إلا الله( هى قضية تمتلئ بالصدق والحق، والله هو المعبود الذى يُتَوَجّه إليه بالعبادة، والعبادة هى الطاعة. فمعنى عابد أى طائع، وكل طاعة تقتضى أمراً وتقتضى نهياً، ومادامت العبادة تقتضى أمراً وتقتضى نهياً، فلابد أن يكون المأمور والمنهى صالحاً أن يفعل وصالحاً ألاّ يفعل. فعندما نقول له: افعل كذا كمنهج إيمان، فهو صالح لئلا يفعل. وعندما نقول له: لا تفعل فهو صالح لأن يفعل، وإلا لو لم يكن صالحا ألا يفعل أيقول له )افعل(؟ لا، لا يقول له ذلك. ولو كان صالحا ألا يفعل أيقول له )لا تفعل(؟ إن ذلك غير ممكن.

‎إذن لابد أن يكون صالحاً لهذه وتلك وإلا لكان الأمر والنهى عبثاً ولا طائل من ورائهما. لذلك عندما أرادوا أن يقصروا الإسلام فى العبادات الطقسية التى هى شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، والصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، قالوا: هل هذا هو كل الإسلام، وقالوا: إنه دين يعتمد على المظاهر فقط، قلنا لهم: لا، إن الإسلام هو كل حركة فى الحياة تناسب خلافة الإنسان فى الأرض؛ لأن الله يقول فى كتابه الكريم: "هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأرض واستعمركم فِيهَا" "هود: 61".

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة