د. سمير فرج
د. سمير فرج


في الذكرى الغالية لتحرير الكويت

أخبار اليوم

الجمعة، 26 فبراير 2021 - 07:38 م

بقلم/ د. سمير فرج

يتمتع الشعب الكويتي الشقيق بمكانة خاصة لدى الشعب المصري، ويقدر الشعب الكويتي الدور المصري والعلاقات التاريخية التى تجمعنا، وهو ما لا يحتاج لتأكيدات. 

ومع ذلك تجلى عمق تلك العلاقات عندما قام صدام حسين بغزو الكويت، وإعلانه ضمها للعراق، كالمحافظة التاسعة عشرة، فإذا بالشعب المصرى يعلن غضبه ورفضه لذلك الاعتداء، وإذا بأبناء الشعب الكويتى يتدفقون إلى مصر، هرباً من بطش صدام حسين، ليقينهم بأنها بلدهم الثانى، الذى لا يشعرون فيه بغربة، ولا يلاقون فيه إلا حرارة الاستقبال وحسن الضيافة. 

أما على المستوى الرسمى، فلا يخفى على أحد موقف الرئيس الراحل حسنى مبارك، وجهوده فى إقناع صدام حسين بالعدول عن ذلك القرار، والانسحاب، فوراً، من الكويت. ولما لم ينصع صدام حسين، دعا الرئيس مبارك لعقد قمة عربية طارئة، بالقاهرة، فى اليوم التالى، 3 أغسطس 1990، لبحث العدوان العراقى على دولة الكويت، العربية المستقلة، وأعلنت القمة شجب الاجتياح العراقى للكويت، وطالبته بالانسحاب فوراً. وفضلاً عن القوانين الدولية التى تفرض احترام السيادة، والواجبات الملزمة للدول تجاه بعضها البعض، والدور المصرى الذى تلعبه مصر، فإن تحركات الرئيس مبارك، ارتكزت، أيضاً، على رأى ومشاعر المصريين الرافضين جميعاً لغزو صدام حسين للكويت واحتلالها.

قامت مصر بدفع ما يقرب من 40 ألف مقاتل مصرى، إلى منطقة حفر الباطن، فى السعودية، لتكون ثانى قوة عربية تشارك فى التحالف الدولى، تتمثل فى فرقة مشاه ميكانيكى، وفرقة مدرعة، ومجموعة صاعقة، وعناصر الدعم النيرانى واللوجستى، بقيادة الفريق صلاح حلبى، الذى تولى، بعد حرب الكويت، منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وعين اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى الحالى فى البرلمان المصرى، نائباً له. جاء قرار الدفع بالقوات المصرية فى حرب تحرير الكويت بناءً على موافقة مجلس الشعب المصرى، طبقاً لما يقرره الدستور المصرى، وكان القرار، يومها، بالإجماع، تعبيراً عن إرادة الشعب المصري. 

وفى مذكراته عن فترة غزو صدام حسين للكويت، أذكر جيداً أن الرئيس مبارك عبر عنها بأنها أقسى فترات حكمه، أن يرى دولة عربية تعتدى على دولة عربية شقيقة، وقال الراحل حسنى مبارك، لقد أخذت على عاتقى مهمة بذل كل الجهود الممكنة حتى عودة الكويت إلى شعبها وحكومتها، وطرد صدام حسين وقواته الغازية. 

واليوم لا تزال مصر تسير على نفس المنهج، فلم تتخل، يوماً، عن معتقداتها وثوابتها، وهو ما جسده الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقولته الشهيرة "مسافة السكة"، والتى تجاوزت حدود الكلمات إلى الأفعال، بوقوف مصر، دوماً، بجانب أشقائها لتحقيق أمن وسلامة الوطن العربى ... إن مصر كانت وستظل أم الدنيا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة