الجمعة، 26 فبراير 2021 - 08:20 م

بقلم/ محمود سالم

ربما يكون غائبا عن البعض أن الفشل يدفع فى كثير من الأحيان إلى النجاح وهو أمر لا يدركه هؤلاء وبالذات أصحاب المشروعات وفى المقدمة الشركات الناشئة، إنه واقع يحتم تغيير ثقافة الفشل فى مجال ريادة الأعمال ، بمعنى أن الفاشل يحاول مرة وأخرى وعاشرة ومن المؤكد سوف ينجح ، وقد دلل على ذلك د. أيمن إسماعيل أستاذ مساعد إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بقوله إن هناك العديد من الشركات فشلت لكنها لم تغلق أبوابها، مطالبا بتغيير النظرة إلى رجل الأعمال باعتباره فاسدا وحرامىا وعدم الترويج لريادة الأعمال بمصر على أنها البديل المناسب لمن لا يجد وظيفة !

القضية طرحت منذ فترة فى لقاء مازلت أتذكر أحداثه على طاولة نخبة من المتخصصين بالمركز المصرى للدراسات الاقتصادية عندما أوضحت د. عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذى للمركز أن الطرح يتم من منطلق كون ريادة الأعمال هى مستقبل التنمية فى أى دولة ، ومن هنا تتسابق الدول لدعم هذا النشاط بكل السبل ، وقالت إن مصر تشهد جهودا جادة من جانب المؤسسات العامة والخاصة فى هذا الشان إلا أن الإنجاز على أرض الواقع مازال محدودا .. والهدف هو تغيير ذلك الواقع من خلال الدراسات التحليلية المتعمقة لجوانب بيئة الأعمال وكذا تبنى مبادرات عملية على أرض الواقع .. وقد أدلى كل خبير بدلوه فى القضية حيث أعرب د. خالد إسماعيل رئيس شركة كيانجل ــ والتى تستثمر فى 20 شركة ناشئة ــ عن ثقته فى وجود الكثير من المعوقات التى تواجهها الشركات الناشئة ، ولكن إذا استسلمت لها لن يتم تأسيس أى منها  ..

ومن جانبه أشار خالد بشارة الشريك المؤسس لشركة أكسيليرو كابيتال إلى أن الشركات الناشئة تفضل التأسيس بالخارج بسبب صعوبة الدخول والخروج فى مصر بجانب تأخر إجراءات تأسيس الشركة أو إغلاقها ، والمهم قوله إن الفشل يعتبر أمرا طبيعيا فى بداية عمل الشركات الناشئة، فالكثير من التجارب والأفكار بدأت بفشل وانتهت بقصص نجاح كبيرة .. تلك القضية نظر إليها هشام الخازندار الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة القلعة بقوله إن الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التى قامت بها الحكومة دفعت الاقتصاد المصرى إلى الأمام ووضعت مصر فى وضع أفضل ، لكن المشوار مازال طويلا ومازال أمامها الكثير وهناك حاجة إلى الاهتمام بمجال ريادة الأعمال بشكل يدعم ثمار برنامج الإصلاح الاقتصادى والذى حقق لمصر قدرات كبيرة على مواجهة مختلف التحديات فى العديد من المجالات .

باختصار شديد ريادة الأعمال لم تعد ترفا أو رفاهية لكنها بداية الإصلاح الحقيقى فى مصر .