الجمعة، 26 فبراير 2021 - 10:42 م

بقلم/ أحمد عزت

تخوض استراليا −نيابة عن العالم − مواجهة من نوع خاص ضد عملاقى التكنولوجيا "فيسبوك" و"جوجل"، فيما يترقب العالم نتائج هذه المواجهة.. البداية كانت بدعوة وجهتها الحكومة الاسترالية للشركتين لإبداء قدر من المرونة والتفاوض مع شركات ومؤسسات الصحافة والاعلام والناشرين وصناع المحتوى لتعويضهم ماديا نظير "استباحة" محتواهم على منصات الشركتين، وهو ما تسبب فى خسائر فادحة لكل الوسائل الإعلامية.. ولأن دعوة استراليا كانت محط أنظار العالم، فكان التصعيد من جانب ادارتى الشركتين اللتين رفضتا تماما مجرد طرح الفكرة، بل وقررت "فيسبوك" التصعيد بمنع الوصول إلى المحتوى الاخبارى فى استراليا عبر منصتها!!

موقف عملاق التكنولوجيا الأزرق كان سببا فى موجة عارمة من الغضب عالميا، الأمر الذى أجبر رئيس الشركة مارك زوكيربرج للجلوس والتباحث مع وزير الخزانة الأسترالى وكان الاتفاق على  بدء مفاوضات بين "فيسبوك" والناشرين والمؤسسات الاعلامية فى أستراليا لدفع مقابل مادى مقابل استغلال محتواهم ونشره وذلك ضمن قانون منظم لهذه العملية بحثه البرلمان الأسترالى.

لقد مر ١٧ عاما على ابتلائنا بـ "فيسبوك"، ويمكن القول إنه منذ ظهور هذا الاختراع تأثرت "صاحبة الجلالة" بشدة بسبب تراجع مبيعات الصحف وانخفاض زيارات الصفحات والمواقع الالكترونية وبالتالى انهيار عوائد الاعلانات واستئثار "فيسبوك" بها فضلا بالطبع عن انتشار الاخبار الكاذبة والتضليل عبر منصته.

إن ما فعلته استراليا ربما يكون عاملا مشجعا لمطالبة الدول المختلفة من فيسبوك وغيره بحقوق مؤسساتها الاعلامية لأنه لو استمر الوضع هكذا فالنهاية ستكون فى غير صالح الصحافة.