ثروت عكاشة
ثروت عكاشة


في ذكرى وفاته..

ثروت عكاشة.. اختاره «ناصر» ودعمه «السادات» ليصبح رائد الثقافة وفارسها

نادية البنا

السبت، 27 فبراير 2021 - 04:15 ص

«لم أدعوك لشغل وظيفة شرفية، بل إنني أعرف أنك ستحمل عبئا لا يجرؤ على التصدي لحمله إلا قلة من الذين حملوا في قلوبهم وهج الثورة حتى أشعلوها، وأنت تعرف أن مصر الآن كالحقل البكر، وعلينا أن نعزق تربتها ونقلبها ونسويها ونغرس فيها بذورًا جديدة لتنبت لنا أجيالًا تؤمن بحقها فى الحياة والحرية والمساواة».. بهذه الكلمات للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، تراجع ثروت عكاشة عن اعتذاره لشغل منصب وزير الثقافة والإرشاد القومي.

 

"ثروت عكاشة" الذي استطاع أن يحدث تغييرًا جذريًا في المشهد الثقافي في مصر، مما أدى إلى نهضة ثقافية حقيقية خاصة على المستوى الفكري، ويراه الكثيرون الشخصية الثقافية الأولى في مصر، وكان اسمه يتردد صداه على امتداد الوطن العربي الكبير، وفي عواصم الثقافة بأوروبا.

 

وكما قال عنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. "ثروت عكاشة.. هو صاحب الفضل في كل ما هو مجيد وأصيل في حياتنا الثقافية".. هذه الكلمات التي عبر بها الرئيس السادات عن تقديره لما قدمه "رائد الثقافة وفارسها"، الذي وضع أسس العمل الثقافي الهادف، والتنويري، ودعم المواهب المبدعة وأنشأ كيانات أكاديمية ترعى الفن والثقافة على مر العصور وتحافظ على الهوية المصرية.

 

وبمناسبة بمرور 9 سنوات على رحيله في مثل هذا اليوم 27 فبراير 2021، تنشر "بوابة أخبار اليوم" أبرز بصمات حامي الهوية وراعي الثقافة "ثروت عكاشة".

 

نجح ثروت عكاشة في وضع أسس البنية التحتية للثقافة وذلك عقب ثورة يوليو 1958، عن طريق وضع استراتيجية كبرى للنهوض بها، فرغم أنه كان ضابطًا ضمن الضباط الأحرار، إلا أن العمل العسكري والاحداث السياسية المتلاحقة ونشاط الضباط الأحرار، لم يمنعه من التعمق في الآداب فحصل على دكتوراه في الآداب بجامعة السوربون، وشغل منصب الملحق العسكري في العديد من الدول الأجنبية عقب ثوة يوليو.

 

وعاد إلى مصر ليتقلد منصب وزير الثقافة.. ومن هنا بدأت الرحلة التي قدم خلالها ثروت عكاشة عصارة ما تعلمه واكتسبه من خبرات دراسية ومعرفية، وثقافات خارجية وجهته إلى ان الثقافة هي الدرع الحامي للهوية، وحائط الصد لمواجهة أي قوى معادية، وقد بدأ مشوار البناء بوضع الأسس التي شُيدت عليها منابر الثقافة المصرية، فأنشأ دار الكتب والوثائق القومية، التي توثق كنوز التراث العربي والمصري، وتحمي الهوية المصرية، ودعم وأسس الصوت والضوء في أهرامات الجيزة ومعبد الكرنك.

 

كما وضع أساس أكاديمية الفنون التي تخرج منها عمالقة الفن المصري الحديث، وقرر إنشاء معهد البالية، والقومي للموسيقى والمعهد العالي للفنون المسرحية، وذلك تقديرًا لدور الفنون ومنحها صفات أكاديمية تساهم في توثيقها على مر العصور.. ولم يكن إنجازه في البناء والتشييد فقط، ولكنه أنقذ كنزين من أهم كنوز الحضارة المصرية القديمة واللذين أصبحا من أفضل المعالم السياحية المصرية الجاذبة للأجانب والمصريين، وهما معبدي أبي سمبل وفيلة.

 

ووثق رائد الثقافة المصرية وفارسها ثروت عكاشة، مشواره في 80 كتابًا، من أشهرها كتاب "مذكراتي في السياسة والثقافة"، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب التي اصبحت مراجع تُدرس في الجامعات المتخصصة، وموسوعته الشهيرة " العين تسمع والأذن ترى" التي صدرت في 19 مجلدًا، كانت مرجعًا للمهتمين بالنهوض وحماية الهوية المصرية، بالإضافة إلى كتاب " الفن والحياة"، كما وثق استعرض فنون العمارة الإسلامية في كتابه " القيم الجمالية في العمارة الإسلامية".

 

وظل ثروت عكاشة أبًا روحيًا، للثقافة المصرية، ومرجعًا حيًا لكل مسؤولي الثقافة طوال حياته، واستكملت أعماله المهمة بعد وفاته يوم الاثنين الموافق 27 فبراير عام 2012 عن عمر يناهز 91 عاماً.

 

اقرأ أيضا:

رسالة من رشدي أباظة إلى رئيس الجمهورية 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة