آمال المغربي
آمال المغربي


عين على الحدث

ماضى فرنسا الاستعمارى!

آمال المغربي

السبت، 27 فبراير 2021 - 05:35 م

 

العلاقة بين الجزائر وفرنسا مضطربة منذ فترة طويلة بسبب تراجع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن إصلاح ماضى فرنسا الاستعمارى فى الجزائر كما وعد من قبل.. حيث لم يقدم تقرير لجنة "الذكريات والحقيقة" التى شكلتها حكومته مؤخراً لتحقيق مصالحة بين البلدين اى جديد يلقى قبولا من الجزائريين، حيث اقتصرت الوثيقة التى قدمها الإليزيه على تقديم مقترحات لتحسين صورة الاستعمار الفرنسى مثل إعادة القطع الأثرية المنهوبة من باريس للجزائر ولم تتناول بأى شكل أى ندم أو اعتذارعن قهرها المميت للجزائريين او الجرائم التى ارتكبتها فرنسا ضد الإنسانية هناك، اثناء فترة الاستعمار التى استمرت 132 عاما.

ومع اقتراب الذكرى الستين لتحرر الجزائر من الاستعمار الفرنسى "19 مارس عام 1962" تستمر تداعيات هذا الخلاف بين البلدين حيث يعتبر الجزائريين ان التقرير يحفظ ماء وجه فرنسا ويسمح لها بالتهرب من المسؤولية فى وقت ترفض فيه الجزائر هذه المحاولات الشكلية وتُصِر على اعتذار فرنسا الكامل لتطهير نفسها من الجرائم والمآسى التى اقترفتها بحق الجزائريين أثناء الاحتلال.

فرغم انتقاد الكثير من الرؤساء الفرنسيين لحقبة الاستعمار الفرنسى للجزائر مثل جاك شيراك عام 2003، الذى وصف فترة الاستعمار بأنها مأساة. ونيكولا ساركوزى الذى تحدث عن ظلم النظام الاستعمارى عام 2007. وفرانسوا هولاند عام 2012 الذى اعترف بالطبيعة "الوحشية" للاحتلال الفرنسى للجزائر وماكرون الذى وصف الاستعمار بأنه "جريمة ضد الإنسانية" عام 2017.. الا ان قصر الإليزيه يرى الاعتذار الرسمى غير مطروح.

ويعتقد المؤرخ الفرنسى آرثر إسيراف، أن فرنسا يجب أن تعتذر − ليس من أجل علاقتها بالجزائر، بل لضمان عدم تكرار الجرائم التى ارتُكِبت فى ظل الاستعمار مرة أخرى.

ورغم ان فرنسا أعادت للجزائر جماجم 24 من زعماء المقاومة الجزائرية، التى قُطِّعت على يد جنود فرنسيين بعد سحق تمردهم ضد الاستعمارالفرنسى عام 1849، الا ان جرائم فرنسا التى تجاهلها التقرير لاتزال ماثلة فى اذهان الجزائريين منها جرائم الابادة ويقدر الجزائريون أنها أودت بحياة 1.5 مليون من مواطنيهم، منها قُتل حوالى 45 ألف مدنى فى مدن سطيف، وقالمة، وخراطة، على مدار بضعة أيام فى مايو 1945 وحده.

وقنابل النابالم التى كانت تلقى على المناطق المأهولة بالسكان، واستخدام فرنسا الصحراء الجنوبية للجزائر أرضًا لتجارب نووية، بالاضافة إلى زراعة 11 مليون لغم أرضى على مساحات شاسعة من الجزائر، أدت إلى قتل وتشويه عشرات الآلاف من الجزائريين، كما شملت جرائم الاستعمار ايضا الجزائريين المقيمين فى فرنسا منها إطلاق النار على ما يصل إلى 300 جزائرى شاركوا فى مظاهرة سلمية مؤيدة للاستقلال، ضربوا وعذبوا حتى الموت أو أغرقو فى نهر السين بباريس، على مرأى من الجميع، بواسطة الشرطة فى 17 أكتوبر 1961.. فى مذبحة وصفت بأنها "أكثر أعمال القمع دموية للاحتجاجات فى أوروبا الغربية فى تاريخها الحديث!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة