جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

أنا وابنتى والدروس.. أونلاين!!

جمال حسين

السبت، 27 فبراير 2021 - 06:12 م

بابا عاوزه 300 جنيه أدفعهم لشركة المحمول نظام ".... كاش"، عشان أحضر الدرس الخصوصى؟!، والنقط هنا ترمز لاسم شركة المحمول.. قلت لابنتى حنين الطالبة بالشهادة الثانوية العامة ولماذا تضعين الفلوس فى شركة المحمول؟!، فأجابت: لأن المدرس لن يُعطينى الباسورد الخاص بالمنصة الإلكترونيَّة إلا إذا وضعت له الفلوس، وتأكَّد أنها دخلت فى حسابه، كما أنه يتم تغيير الباسورد بشكلٍ دورىٍّ؛ لضبط عملية التعلُّم، ومنع غير المُسجلين فى السنتر من الاستفادة من المواد العلميَّة المطروحة؟!!!!

قلت لابنتى : لكن وزير التربية والتعليم أعلن الحربَ على مافيا الدروس الخصوصيَّة، وأكَّد أن النظامَ الجديدَ سوف يقضى على الدروس الخصوصيَّة.. قالت: يا بابا كل زميلاتى مُشاركات فى الدروس.. لم يكن أمامى إلا الانصياع لأوامر ابنتى ودفع قيمة الدروس التى حوَّلتها جائحة كورونا إلى دروس أونلاين، عبر تطبيقات زووم وأخواتها، وكأن لسان حال أباطرة الدروس الخصوصية يقول "رب ضارة نافعة"، فالمدرس يجلس فى بيته، ويقضى الساعات أمام الفيديو، يبثُّ الدروسَ الخصوصيَّة بنظام الساعات المدفوعة الأجر مُقدمًا، دون أن يُكلِّف نفسه معاناة الانتقال والالتقاء بالطلاب.

التقيتُ بأحد أصحاب المدارس الخاصة، وقصصت عليه الحوار الذى دار بينى وبين ابنتى، وقلت له هل تفيد الدروس الخصوصيَّة الطلابَ مع نظام الامتحانات الجديد، الذى يُطبَّق على الشهادة الثانوية لاول مرة هذا العام؟، قال إن الدكتور طارق شوقى أكَّد مرارًا أن تلك الدروس الخصوصيَّة غير مُجديةٍ بالمرة، فى ظل تطبيق نظام التربية والتعليم الجديد، الذى تمَّ الإعلان عنه، على أن يبدأ التطبيق على طلاب المرحلة الثانويَّة، كما أكَّد أن نظام الدروس عبر الأونلاين والسناتر الخصوصيَّة أو بالمنازل ومن خلال اليوتيوب أو الزووم لن يُفيد تعليميًا، ولن يُساعد على حل الامتحانات الجديدة فى المرحلة الثانوية، وهو إهدارٌ للوقتِ والمالِ، ولكن للأسف الشديد، لم يلقَ كلام وزير التربية والتعليم أى صدى لدى أولياء الأمور، خاصةً جروبات "الماما"، التى أعلنت الحربَ على الوزيرِ، وحرص المدرسون والأمهات على بث بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، أبرزها فيسبوك، واشتعلت أزمةٌ جديدةٌ بسبب صور الزحام على مراكز الدروس الخصوصيَّة فى معظم المحافظات، مما اضطر معه الوزير إلى إصدار توجيهاته لكل مديريات التربية والتعليم بالمحافظات؛ لمحاربة الدروس الخصوصيَّة وإغلاق السناتر، خوفًا على صحة الطلاب بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا.

ورغم قيام وزارة التربية والتعليم بوضع حلولٍ لأزمة الدروس الخصوصيَّة، فى ظل جائحة كورونا، بتوقيع بروتوكولٍ مع إحدى شركات الاتصالات؛ لبث "دروس أونلاين"، فى إطار خطة الوزارة لمحاربة الدروس الخصوصيَّة من ناحيةٍ، والحفاظ على التباعد الاجتماعى بين الطلاب فى ظل انتشار جائحة كورونا، من ناحيةٍ أخرى، إلا أن أصحاب سناتر الدروس الخصوصية لجأوا أيضًا إلى نظام الدروس الخصوصيَّة عن بُعد "أونلاين"، وفتحوا باب الحجزِ أمام الطلاب للدراسة أونلاين؛ من خلال عمل منصاتٍ إلكترونيَّةٍ، ويتم التواصل "لايف" مع طلاب السناتر.

سألتُ مُحدِّثى عن مدى استجابة الطلاب للمنظومة التعليمية الجديدة فى السناتر، فقال إن الحجوزات كاملة العدد.. قلت لنفسى ادفع الـ300 جنيه بالتى هى أحسن، لأننى "دقة قديمة"، وكانت المدارس الخاصة، بل والدروس الخصوصية على أيامنا عارًا لا يلجأ إليه إلا التلميذ البليد، لكن الدنيا تغيَّرت، ويجب أن أكون أمام ابنتى وزميلاتها أبًا عصريًا يُرحِّب بالدروس الخصوصية أونلاين، ويُرحِّب ببرامج زووم وأخواتها؟!!!

ومن هنا أُعلن استسلامى لرغبة مافيا الدروس الخصوصيَّة المباشرة والإلكترونيَّة، لأنى مش أقوى من الدكتور طارق شوقى، وزير التربية التعليم، وهنيئًا لهم بأموالنا، ويا رب يكون ده بفايدة لأبنائنا الطلاب، وينجحوا بتفوُّقٍ فى الثانوية العامة، وأتمنى ألا تكون فى النظام الجديد، الذى يُطبَّق لأول مرة هذا العام بُعبعًا لأولياء الأمور، كما كانت فى النظام السابق.. اللهم آمين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة