جلال عارف
فى الصميم
الدرس الأهم.. وقانون الشهر العقارى!
السبت، 27 فبراير 2021 - 06:53 م
جيد أن تكون هناك مراجعة حكومية لقانون الشهر العقارى من خلال ما قرره رئيس الحكومة مصطفى مدبولى بتشكيل لجنة وزارية لبحث إجراءات تسجيل الملكية العقارية بهدف التيسير والتبسيط ليكون ذلك حافزا للمواطنين لتسجيل ملكياتهم ضمانا لاستقرار أوضاعها.
وجيد أيضا أن تكون مشكلة قانون الشهر العقارى وتعديلاته الأخيرة مطروحة »ولو متأخراًََ« أمام مجلس النواب -بعد ردود الفعل التى ثارت مع الإعلان عن بدء تطبيق أحكام القانون بعد أيام ومعرفة الرأى العام بتفاصيل التعديلات وخاصة فيما يتعلق بالمادة 35 من القانون المذكور وما ترتبه من أعباء وما تثيره من مشاكل تعوق الهدف المطلوب وهو أن تكون العقارات مسجلة لتضمن حقوق الجميع وليكون التسجيل تأكيدا على سلامة العقار واستيفائه لكل الشروط، وليكون الوسيلة لتنظيم العلاقة بين صاحب العقار وأجهزة الدولة المختصة. وهو ما يفرض تعديلات جوهرية على القانون أو التوجه نحو قانون جديد للشهر العقارى يحقق الأهداف المرجوة دون إرهاق للمواطن أو تعقيد للإجراءات.
ولعل ذلك كله يكون مناسبة لنظرة أشمل تضمن ألا تصدر القوانين أو تعديلاتها إلا بعد أن تأخذ نصيبها من الدراسة ومن الحوار المجتمعى والنقاش البرلمانى، حتى لا نرى المشاكل بعد إصدار القوانين، لتعود الدولة بأجهزتها التنفيذية والتشريعية لإصلاح الخطأ.. كما رأينا فى قانون التصالح ثم فى هذا القانون الخاص بالشهر العقارى، وكما نرى فى مشروع القانون الخاص بالأحوال الشخصية الذى يراه الكثيرون خطوة إلى الوراء خاصة فيما يتعلق بوضع المرأة المصرية التى يقصر كل تكريم عن إيفائها حقها!!
كل هذه القوانين ومشروعات القوانين التى تمس أوضاع عموم المصريين تستوجب معالجة أى قصور فى العملية التشريعية، فالقوانين تصدر لكى تنفذ وتبقى ولتحقق مصلحة الدولة والمواطن.. وليس لكى تعقد الأمور أو تثير المشاكل أو يعاد النظر فيها لتصحيح الخطأ وتجنب عواقبه!!
وفى انتظار قرارات ايجابية بشأن قانون الشهر العقارى، ومراجعة يسبقها حوار جاد حول قانون الأحوال الشخصية.. نأمل أن تصل الرسالة للجميع، وخاصة هؤلاء الذين يتسابقون -لأسبابهم الخاصة جدا- بمشروعات قوانين حول العلاقة الايجارية فى المساكن القديمة والتى تمس مصلحة الملايين من المستأجرين، وتتعامل -بلا مسئولية- فى قضية تدخل فى صلب استقرار المجتمع واحترام القانون!!