رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان خلال مسيرة بين مؤيديه فى يريفان
رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان خلال مسيرة بين مؤيديه فى يريفان


أرمينيا على شفا حرب أهلية.. و«الدفاع الأرمينية» ترفض زج الجيش في السياسة

الأخبار

السبت، 27 فبراير 2021 - 08:13 م

 

كتبت: سميحة شتا

 

فى تصعيد للأزمة السياسية التى أشعلتها هزيمة أرمينيا فى الحرب فى ناجورو قرة باغ العام الماضى، اتهم رئيس الوزراء الأرمينى نيكول باشينان القوات المسلحة بمحاولة انقلاب ضد حكومته بعد أن وقع كبار ضباط الجيش على رسالة تطالبه بالاستقالة.

اندلعت التوترات بين باشينان والجيش فى صراع مفتوح، يوم الخميس الماضى واتهم الرئيس العام للقوات المسلحة، الجنرال أونيك جاسباريان، وقادة كبار آخرين ورئيس الوزراء بدفع أرمينيا إلى "حافة الانهيار".

ورداً على ذلك، قام باشينيان بإقالة جاسباريان ودعا أنصاره إلى التجمع فى ساحة الجمهورية فى يريفان، موقع الثورة الشعبية التى أوصلته إلى السلطة قبل ثلاث سنوات، كما دعا المعارضة للكف عن الاحتجاج وبدء محادثات للبحث عن حل للأزمة السياسية، وقال باشينيان فى كلمة: "لا يمكن للجيش أن يشارك فى العملية السياسية"، "على الجيش أن يطيع الشعب والقيادة السياسية المنتخبة من قبل الشعب فقط"، مؤكّداً أن الشعب لن يسمح بحدوث انقلاب عسكرى.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الجيش مستعداً لاستخدام القوة لدعم البيان الذى أصدره، أم أن مطالبته باستقالة رئيس الوزراء كانت مجرّد دعوة شفوية.

وفى ضوء بيان هيئة الأركان، رفضت وزارة الدفاع الأرمينية زجّ الجيش فى السياسة، وقالت فى بيان، إن "الجيش ليس مؤسسة سياسية ومحاولات إقحامه فى العملية السياسية غير مقبولة. أى محاولة كتلك هى تهديد لاستقرار وأمن الجمهورية الأرمنية".

وقد ازداد الاستياء من رئيس وزراء أرمينيا بسبب هزيمته فى حرب استمرت ستة أسابيع مع أذربيجان فى ناجورو قرة باغ، العام الماضى.

وكانت أرمينيا قد اضطرت إلى تقديم تنازلات مؤلمة لأذربيجان، كجزء من وقف إطلاق النار بوساطة روسية، حيث سلمت البلدات والقرى التى فازت بها فى الحرب بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وبموجب الاتفاق الذى توسطت فيه روسيا نُشرت المئات من قوات حفظ السلام الروسية فى المنطقة المتنازع عليها.

ودافع باشينيان عن قراره، مؤكداً أن وقف المعارك كان الوسيلة الوحيدة للحفاظ على ما تبقى من الجمهورية المعلنة من جانب واحد فى ناجورنو قرة باغ بعد ما مُنيت بخسائر كبيرة فى الاشتباكات التى أودت بأكثر من 2300 أرمينى.

ووصف معارضو وقف إطلاق النار بأنه استسلام واقتحموا البرلمان ومقر إقامة باشينيان ليلة التوقيع عليه، وتصاعدت الاحتجاجات منذ ذلك الحين، وظلت أرمينيا فى طريق مسدود، مع شل الإدارة، لكن رئيس الوزراء تجاهل الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة.

ويوم الخميس الماضى، أخبر باشينيان الأرمن أنه "فكر فى الاستقالة"، لكنه أضاف أن "الشعب سيقرر ما إذا كنت سأستقيل أم لا"، وسار الآلاف من أنصاره خلفه فى الشوارع من ساحة الجمهورية، ووقعت مشاجرات أثناء مرور المسيرة بمظاهرة مضادة نظمتها المعارضة لكن لم تحدث اشتباكات خطيرة.

وكان باشينيان قد قام فى وقت سابق من هذا الأسبوع بفصل تيران خاتشاران، النائب الأول لجاسباريان، لمزاعم سخريته من رئيس الوزراء والتى تشكك فى فعالية نظام الأسلحة الروسى قاذفات صواريخ "إسكندر" خلال نزاع قرة باغ.

رداً على ذلك، وقع جاسباريان، إلى جانب نوابه وكبار القادة الآخرين، رسالة مفتوحة يوم الخميس يقول فيها: "لم يعد رئيس الوزراء والحكومة قادرين على اتخاذ قرارات معقولة فى هذا الوضع الحرج والقاتل للشعب الأرمينى".

بسبب الوضع الحالى، تطالب القوات المسلحة الأرمنية باستقالة رئيس الوزراء والحكومة، وفى الوقت نفسه محذرة من الامتناع عن استخدام القوة ضد الأشخاص الذين مات أبناؤهم دفاعًا عن الوطن.

وبحسب ما ورد رد رئيس الوزراء بإقالة جاسباريان ودعا أنصاره إلى الشوارع، وكتب باشينيان فى بيان على فيسبوك: "أعتبر تصريح القيادة العامة محاولة انقلاب عسكري"، وهدد فى تصريحاته زعماء المعارضة بالاعتقال قائلاً: "هناك خط إذا عبرته، سيتم القبض عليك".

وحظيت المعارضة بدعم الرئيس السابق روبرت كوتشاريان، الذى دعا يوم الخميس الماضى الأرمن إلى دعم الجيش ضد الحكومة، وقال: "السلطات التى خسرت الحرب وسلمت الأرض يجب أن تذهب"، وبحلول المساء، كان أعضاء المعارضة قد أغلقوا شارعًا فى وسط يريفان وأقاموا خيامًا.

وطالب حزب المعارضة الرئيسى "أرمينيا المزدهرة"، فى بيان، رئيس الوزراء باغتنام الفرصة الأخيرة للخروج من السلطة دون عنف، وتجنب حرب أهلية، واحتشد أكثر من عشرة آلاف من المعارضة فى جزء آخر من وسط يريفان، وتعهد البعض بتنظيم الاحتجاجات حتى استقالة باشينيان.

وقد عبر الكرملين عن قلقه إزاء الوضع فى أرمينيا الحليف التقليدى لروسيا. وقال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، لنظيره الأرمينى فى اتصال هاتفى، إن موسكو تعتبر الأزمة شأناً داخلياً لكنه عبّر عن أمله فى أن تصل إلى حل بشكل سلمى.. كما أدان وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، الذى دعمت بلاده أذربيجان خلال معارك ناجورنو قرة باغ، بشدة ما وصفه بأنه محاولة انقلاب على رئيس الوزراء الأرمينى، وقال إنه من غير المقبول أن يطالب الجيش باستقالة زعيم منتخب ديمقراطياً.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة