السبت، 27 فبراير 2021 - 09:30 م

لا تكتفى الدولة العبرية بتفوقها النووى فى المنطقة، بل تسعى إلى الإنفراد. فى سبيل ذلك تعمد إلى حرمان أى دولة جارة من أى قدرات نووية وتبادر إلى وأد أى محاولات لامتلاك تلك القدرات فى مهدها حفاظًا على انفرادها بهذه القوة.يمثل جهاز الاستخبارات "الموساد" الذراع الطولى لتنفيذ هذه المهام بمساعدة وبفضل معلومات ومشاركة فى التنفيذ من دول غربية ترتبط بعلاقات متينة مع تل أبيب.

وقد ذكر ڤاليرى لينكى المدير التنفيذى لمشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية ومقره واشنطن: "أن إسرائيل استخدمت مزاعمها بشأن الجهود الصاروخية والنووية لمصرفى الستينيات لتحويل الانتباه عن عملها فى ديمونة، وقد تختار فعل الشيء نفسه مع إيران الآن". حفل سجل هذا السباق النووى بالعديد من جرائم اغتيال العلماء وتدمير المنشآت التى يحتمل أن تحوى أى قدرات نووية حتى لو كانت للاستخدامات المدنية. وقد نالت الدولة الفارسية أكبر نصيب من الاستهداف الإسرائيلي، ما بين قصف منشآت نووية، وسرقة الأرشيف النووى الإيراني، واغتيال العلماء وكان آخرهم العالم محسن فخرى زادة الملقب بأبى البرنامج الإيراني.

ولم تفلت سوريا من الملاحقة، فكانت ضربة جوية إسرائيلية على ما يشتبه بأنه مفاعل نووى فى محافظة دير الزورالسورية بعد منتصف الليل مباشرة يوم 6 سبتمبر 2007. قام بالإعداد لها وجمع المعلومات جهاز الموساد الإسرائيلى فيما أسماه عملية "البستان".

كذلك استغلت إسرائيل الحرب العراقية الإيرانية ونقاط ضعف خطيرة فى حماية المفاعل العراقى (أوسيراك) واستثمرت المعلومات والصور التى تلقتها من وكالة المخابرات المركزية، الأمريكية، التى ثبت قيامها بتزويد إسرائيل بصور المفاعل ومعلومات تحدد موقعه عن طريق رصده بالأقمار الصناعية وكان لهذه المعلومات الدور الكبير فى نجاح الغارات الإسرائيلية. التى استهدفت المفاعل العراقى فى 2008 فيما سمى بعملية "اوبرا". وقد ساهم العلماء الفرنسيون بإمداد إسرائيل بالمعلومات وخاصة عالم فرنسى كان من ضمن قائمة العلماء الأجانب الذين شاركوا فى بناء هذا المفاعل وأشرفوا عليه.

فى 26 يوليو 2008 كشفت الحكومة الإسرائيلية عن تورط رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت فى عملية تدمير المفاعل اوسيراك. وعن تنسيقه المباشر مع آڤيام سيلاع المسئول الأول عن وضع خطة تدمير المفاعل، بالإضافة إلى بحثه توجيه ضربات عسكرية مباشرة لمنشآت نووية إيرانية.